بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،،،
فسبق الكلام في المقال السابق على مختصر عقيدة الفرقة الناجية المنصورة أهل السنة والجماعة ،وسنعرض في هذا المقال أهم علامات وسمات الفرقة الناجية المنصورة التي امتازت بها عن غيرها من فرق الضلال والبدع ليتضح للقارئ الكريم ما عليه هذه الفرقة الناجية من العقيدة الصحيحة والمنهج القويم القائم على القرآن والسنة وهدي سلف الأمة.
أهم سمات الفرقة الناجية المنصورة:
1- أنهم لا يقدمون على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم شيئاً في العلم والعمل والعقيدة والمنهج، بل هم يدورون مع القرآن والسنة ويقفون عندهما ولا يتجاوزونهما ،فلا يقدمون قول كائن من كان وما يكون فلا يقدمون عقلاً ولا ذوقاً ولا وجداً ولا قول شيخ ولا رئيس على كتاب الله وسنة رسوله لأنهم أهل اتباع للقرآن والسنة كما قال تعالى:
(اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ)
وقد قال الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير هذه الآية: لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة.
وقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم : لا تقطعوا الأمر دون الله ورسوله.
وقال الضحاك : لا تقضوا أمراً دون الله ورسوله من شرائع دينكم.
وقال سفيان الثوري : ( لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) بقول ولا فعل.
وقال ابن القيم : أيْ لا تَقُولُوا حَتّى يَقُولَ، ولا تَأْمُرُوا حَتّى يَأْمُرَ، ولا تُفْتُوا حَتّى يُفْتِيَ، ولا تَقْطَعُوا أمْرًا حَتّى يَكُونَ هو الَّذِي يَحْكُمُ فِيهِ ويَمْضِيهِ.(تفسير ابن القيم )
قال أبو مظفر السمعاني : وقد كانوا [ أي سلف الأمة ] على بينة من أمورهم وعلى بصيرة من دينهم، لما هداهم الله بنوره وشرح صدورهم بضياء معرفته فرأوا أن فيما عندهم من علم الكتاب وحكمته وتوقيف السنة وبيانها غناء ومندوحة مما سواها وأن الحجة قد وقعت وتمت بهما وأن العلة والشبهة قد أزيحت بمكانهما. (الانتصار لأهل الحديث 24)
قال ابن القيم في نونيته :
يا من يريد نجاته يوم الحسا*بِ من الحميم وموقد النيران
اتبع رسول الله في الأقوال وال*أعمال لا تخرج عن القرآن
وخذ الصحيحين اللذين هما لعق*دِ الدين والإيمان واسطتان
واجعلهما حكماً ولا تحكم على*ما فيهما أصلاً بقول فلان
واجعل مقالته كبعض مقالة ال*أشياخ تنصرها بكل أوان
وانصر مقالته كنصرك للذي*قلدته من غير ما برهان
2- أن أهل السنة الفرقة الناجية المنصورة أهل اتباعٍ لسلف هذه الأمة في عقيدتهم وفي دعوتهم وفي علمهم وعملهم وفهمهم لكتاب ربهم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأن سلف الأمة من القرون الثلاثة الفاضلة هم الذين زكاهم ربنا عز وجل في كتابه وأمرنا باتباع سبيلهم وكذلك زكاهم رسوله صلى الله عليه وسلم وأمرنا باتباعهم ،كما في قوله تعالى :
(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
وقال تعالى : (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاق)
وهذا الخطاب موجه في المقام الأول لكل من آمن بمثل ما آمن به أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم وسار على هديهم واقتفى أثرهم، فمن فعل ذلك فقد حاز الفلاح والهداية ومن تنكب عنه فهو في شقاق واختلاف وغواية وقد عرَّض نفسه للهلاك والعياذ بالله.
وقد قال تعالى : (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) وأول هؤلاء الذين أمرنا باتباعهم والسير على منهاجهم هم الصحابة ثم التابعين ثم التابعين لهم بإحسان وهؤلاء هم أصحاب القرون الثلاثة المفضلة، كما جاء في الصحيح من حديث عمران بن حصين قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.
قال أبو المظفر السمعاني :
وشعار أهل السنة :اتباعهم للسلف الصالح وتركهم كل ما هو مبتدع محدث.
(الانتصار لأهل الحديث 31)
قال الآجري :
علامة من أدار الله به خيراً سلوك هذا الطريق، كتاب الله وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنن أصحابه رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان وما كان عليه أئمة المسلمين في كل بلد إلى آخر ما كان من العلماء مثل : الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل والقاسم بن سلام ومن كان على طريقتهم ومجانبةكل مذهب يذمه هؤلاء العلماء.
(الشريعة 1\175)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
من فسر القرآن أو الحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين ؛ فهو مفتر على الله، ملحد في آيات الله، محرف للكلم عن مواضعه، وهذا فتح لباب الزندقة والإلحاد ومعلوم البطلان بالاضطرار من دين الاسلام.
(مجموع الفتاوى 13/243)
قال ابن القيم في نونيته:
واجعل جلوسك بين صحب محمد*وتلقَّ معهم عنه بالإحسان
وتلقَّ عنهم ما تلقوه هم* عنه من الإيمان والعرفان
أفليس في هذا بلاغ مسافر*يبغي الإله وجنة الحيوان.
3-من سمات أهل السنة الفرقة الناجية المنصورة الظاهرة أنهم يحبون ويوالون كل من انتحل السنة وعظَّمَها وعمل بها وصار من أهلها، وعلى قدر تعظيمه للسنة تكون محبته وإجلاله وموالاته ،وقد قال الله عز وجل :
(وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)
وقال تعالى :(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)
وقد قال صلى الله عليه وسلم : مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ، فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الإيمَانَ.
رواه أبو داود وحسنه الألباني
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله عز وجل.
رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني
قال أيوب السختياني : إني لأخبر بموت الرجل من أهل السنة، فكأني أفقد بعض أعضائي.
وقال سفيان الثوري: استوصوا بأهل السنة خيراً، فإنهم غرباء.
قال ابن بطة العكبري رحمه الله:
ثم تحب في الله من أطاعه، وإن كان بعيداً عنك، وخالف مرادك في الدنيا، وتبغض في الله من عصاه ووالى أعدائه وإن كان قريباً منك ووافق هواك في دنياك.
(الشرح والإبانة 301)
4-ومن أبرز سماتهم أنهم ليسوا أهل ابتداع ولا إحداث في دين الله بل هم أشد الناس تحذير من ذلك لإيمانهم أن الدين قد كمل والنعمة قد تمت على العباد وحجة الله قائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهم بذلك مقتفون للكتاب والسنة من التحذير من البدع والأهواء،
كما قال تعالى :
(وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ)
وقال تعالى :
(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
وقال تعالى :
(فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد.
متفق عليه
وفي رواية عند مسلم :
من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
ومعنى قوله “رد” : أي مردود على صاحب العمل.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :
خَطَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً.خطاً، ثم قال :
” هذا سبيل الله “،
ثم خَطَّ خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثُم قال :
” هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه”
ثم تَلا: ” { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } ”
رواه أحمد والدارمي وصححه الألباني
وقال صلى الله عليه وسلم : فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضواعليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ،فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني
قال الإمام سليمان بن سحمان :
فقد حذر ﷺ أصحابه عن البدع ومحدثات الأمور وأمرهم بالاتباع الذي فيه النجاة من كل محذور.
(الدرر السنية 2/346)
5- وأنهم لا يحبون المحدثات والبدع وأهلها بل يمقتونها ويمقتون أهلها ويبغضونهم فلذا قطعوا كل العلائق والوسائل التي توصل إلى مودتهم والقرب منهم فلا يقولون بقول المبتدعة ولا يعملون بعملهم ولا يجالسونهم ولا يناظرونهم ولا يسلمون عليهم ولا يناكحونهم ولا يتبعون جنائزهم ولا غير ذلك مما يوجب الاتصال بهم ومد جسور المودة في القلوب لهم ، قال تعالى :
(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) ،
لذا جاءت عنهم الآثار المتظافرة في هذا المعنى ومنها :
وقال البيهقي : وكان الشافعي رضي الله عنه شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم ”
(مناقب الإمام الشافعي 1/465 )
وقال عبدالله بن المبارك : اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي.
( أصول اعتقاد أهل السنة 1/140)
وقال الفضيل بن عياض : من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه.
(الإبانة الكبرى لابن بطة 2/460 )
وقال الإمام أحمد : إذا سلم الرجل على المبتدع فهو يحبه ،قال : النبي صلى الله عليه وسلم :
ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم.
(طبقات الحنابلة 2/47)
وقال ابن بطة العكبري : ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك.
ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه ونصره وذب عنه وصاحبه وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة.
(الشرح والإبانة ص 309 )
وقال أبو عثمان الصابوني : ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضرّت وجـرّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرّت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله:
(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ )
(عقيدة السلف وأصحاب الحديث 298)
6-أنهم أهل اجتماع وليسوا أهل افتراق اختلاف ، فالفرقة الناجية أهل السنة أهل الحديث : يعبدون رباً واحداً لا شريك له ويتبعون نبياً واحداً لا نبي بعده، ويأتمرون ويسمعون ويطيعون لأميرٍ واحد، ويصلون في المساجد خلف إمام ٍ واحد فدينهم دين اجتماع لا دين افتراق واختلاف، لا تجد بينهم في العقيدة والمنهج افتراق كحال أهل البدع والأهواء الذي يسب بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا.
والمنهج الذي تسير عليه الفرقة الناجية هو الاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه وما أجمع عليه سلف الأمة وعدم الاختلاف على ذلك كما في قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا )
وقوله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وعيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)
قال أبو المظفر السمعاني :
ومما يدل على أن أهل الحديث هم على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار؛ وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها، قولهم في ذلك واحد، وفعلهم واحد لا ترى بينهم اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قلَّ ،بل لو جمعت ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء من قلب واحد!!! وجرى على لسان واحد!!! ،وهل على الحق دليل أبين من هذا؟!!
(الانتصار لأصحاب الحديث 45)
7-وأن هذه الفرقة الناجية أهل وسطية واعتدال كما قال تعالى :(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا )
قال الإمام البغوي في تفسيره : أَيْ عَدْلًا خِيَارًا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ( قال أوسطهم ) أَيْ خَيْرُهُمْ وَأَعْدَلُهُمْ وَخَيْرُ الْأَشْيَاءِ أَوْسَطُهَا، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ : يَعْنِي أَهْلَ دِينٍ وَسَط بَيْنِ الْغُلُوِّ وَالتَّقْصِيرِ لِأَنَّهُمَا مَذْمُومَانِ فِي الدِّينِ.
فكما أن الإسلام وسط بين الأديان كذلك، هذه الفرقة الناجية وسط بين الفرق ،
فهم وسط بين الغلو والجفاء
وبين الإفراط والتفريط ، فهم
في باب أسماء الباري وصفاته وسط بين:
المشبهة والمعطلة ،
وفي باب الإيمان وسط بين :
المرجئة والخوارج،
وفي باب الوعد والوعيد وسط بين :
المعتزلةالوعيدية والمرجئة ،
وفي باب القدر وسط بين:
القدرية المعتزلة والجبرية،
وفي باب الصحابة وسط بين:
الخوارج والشيعة،
وفي هذا العصر وسط بين :
الشيوعية الإشتراكية القمعية
والرأسمالية العلمانية الديموقراطية.
هذه بعض ما امتازت به هذه الفرقة الناجية المنصورة من صفات وسمات عن غيرها من الفرق الهالكة المتوعدة بالنار التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث افتراق الأمة -الذي بيناه في المقال السابق -لكي يعرف القارئ الكريم الفرق بين هذه الفرقة وغيرها من فرق البدع والضلال ليطلب لنفسه السلامة ويسأل ربه الهداية.
نسأل الله بمنه وكرمه أن يبصرنا في ديننا ويلهمنا رشدنا إنه خير مسؤل وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
كتبه بندر بن محمد الميموني