يقول السائل: أنا من روسيا والمنطقة التي أسكن فيها ممتلئة بالأئمة الصوفية الذين لا يعبدون القبور ولا الصالحين، ولكن يسبون علماء أهل السنة، ويلمزون بألقاب مختلفة كالوهابية والخارجية والحزبية والجهال، وفي إحدى المحاضرات كان المفتي يستعرض من السنة حيث أشار إلى بعض الأعمال من السنة تفرق بين الوهابية والمسلم الحق.
عندي السؤال: ما حكم الصلاة خلفه؟ وهل يعتبر مفتيًا لنا؟ وهل طاعته واجبة؟
الجواب:
أما طاعة مثل هذا فليست واجبة؛ لأن طاعة العلماء في أنهم يدلون على ما يريده الله ورسوله، فإذا تبيَّن لهم خلاف ذلك فلا تجب طاعتهم.
أما هل يعتبر مفتيًا؟
فهذا من حيث الشرع لا يعتبر مفتيًا، لكن كونًا وقدرًا قد أُلزِمْتُم بأن يكون مفتيًا لكم، لكن شرعًا ليس مفتيًا، ولا يجوز الرجوع إلى مثل هؤلاء من أهل البدع.
أما قوله: ما حكم الصلاة خلفه؟
إن وجدت جماعة أخرى في مسجد آخر ليس إمامه مبتدعًا فالأفضل أن يصلى مع ذاك السني، أما إذا لم يوجد فباتفاق المذاهب الأربعة أنه يصلى خلف هذا، إذا لم يكن داعية، وإذا كان داعيةً فمنهم من يرى الإعادة، والصواب -والله أعلم- أن الصلاة صحيحة كما قرر هذا جمع من أئمة الإسلام، وكما قرره أبو حنيفة والشافعي وغيرهما، وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى، واستدل بما أخرج البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطئوا فلكم وعليهم»، واستدل بأن الصحابة صلوا خلف الخوارج كما ثبت عن ابن عمر -رضي الله عنهما-.
فالمقصود أنه إن وجد جماعة أخرى مع الإمام الراتب فليصل معها، وإن لم يجد فليصل مع هؤلاء، ولا يترك صلاة الجماعة مع الإمام الراتب.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلِّمنا ما يَنْفَعَنَا، وأن يَنْفَعَنَا بما عَلَّمَنا، وجزاكم الله خيرًا.