ذكر أهل العلم أن للوالد أن يعطي بعض أولاده دون البعض من باب النفقة، فيعطي كُلًّا على حسب حاجته، أما باب العطية فلابد من العدل بينهما، وسؤالي: إذا أعطيت ولدي المتفوق هدية تشجيعية، وعندي ولد آخر لم يتفوق لكسله، فهل عَليَّ شيء إذا ما أعطيت الكسول؟
يُقَالُ جوابًا على هذا السؤال: أنه يجب العدل في العطية، كما في حديث النعمان في الصحيحين:«اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم»، ومن ذلك: العدل في الهدية وغيرها.
لكن الذي يظهر – والله أعلم- أن إعطاء المتفوق هدية دون غير المتفوق، هذا ليس ظلمًا، ولا يجب فيه العدل؛ لأن الأب سيعطي كُلَّ متفوق، فلو قُدِّر أن الاثنين تفوَّقا فإنه سيعطيهما جميعًا، لكن أحدهما لم يتفوَّق فلم يأخذ هذه الهدية.
فرق بين أن يعطي الأب أحدَ أولاده المتفوقين دون الآخر، فهذا ظلم، ويجب العدل، وأن يعطي جميع المتفوقين، لكن لو قال: من فعل كذا أعطيته كذا، ففعله أحدهم فإن إعطاءه لهذا الذي فعله ليس ظلمًا، لأنه قد عمَّم العطية للجميع بشرط أن يكونوا متفوقين، أو أن يفعلوا ما ذكره لهم.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلّمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، وجزاكم الله خيرًا.