يقول السائل: إذا اجتهد الإمام في جمع الصلاة للمطر، ثم تبين له أنه مخطئ، هل يعيد الصلاة؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: كل من اجتهد في أمر ثم تبين خطؤه فهو معذور، بشرط أن يستفرغ وسعه، وأن يكون ذا علم، يعرف متى يصح الجمع شرعًا، ثم اجتهد في ذلك، واستفرغ وسعه فإنه معذور.
وثبت عن عمر رضي الله عنه أنه كان مع الصحابة، فظن أن الشمس قد غربت، فأفطروا، ثم تبيَّن أن الشمس لم تغرب، فقال رضي الله عنه: « الخَطب يسير، اجتهدنا وأخطأنا»، ولم يأمر بالقضاء في الرواية الصحيحة، وإنما أمر به في رواية ضعيفة، كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فالله سبحانه يقول: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]، وثبت في الصحيحين من حديث عمرو بن العاص وأبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر واحد»، فإذًا، من اجتهد وأخطأ فهو مأجور.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلِّمَنا ما يَنْفَعَنَا، وأن يَنْفَعَنَا بما عَلَّمَنَا، وجزاكم الله خيرًا.