إذا حصل حرب بين دولتين غير مسلمتين، كروسيا وأمريكا مثلاً، فماذا يجب على المسلم المقيم هناك، هل عليه أن يلتحق بجيش الدولة التي يقيم فيها، ويقاتل حمية للوطن، كما حصل في الحرب العالمية الثانية، أو ماذا عليه أن يفعل؟
يقال جوابًا على هذا السؤال: يجب على المسلم في أمثال هذه الحروب أن يعتزلها؛ لأنها حروب على الدنيا، فإنه إذا حصلت حروب بين المسلمين على دنيا فيجب على المسلم أن يعتزل ذلك، فضلاً عن أن تكون الحرب بين دولتين كافرتين، وإذا كان جمهور الصحابة اعتزلوا ما حصل بين علي -رضي الله عنه-، ومعاوية -رضي الله عنه، وأن الذين اعتزلوا تلك الفتنة هم أفضل من غيرهم، فاعتزال الحروب التي تكون بين دول الكفر من باب أولى، لكن يكون للمسلم حلس داره، فإذا دخل أحدٌ يريد أن يعتدي على عرضه، أو ماله، فله أن يقاتل دون ذلك، كما ثبت في البخاري وغيره من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ‹‹مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ››، فكذلك من قتل دون عرضه ودون نفسه من باب أولى.
أسأل الله أن يُعيذَني وإياكم من الفِتَن ما ظهر منها وما بطن.