استغلال الرافضة الماكرين لحدث سب ياسر الحبيب لأم المؤمنين
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته …. أما بعد ،،،
فقد تشرفت بزيارة دولة الكويت – أعزها الله بالتوحيد والسنة – يوم الاثنين 11/10/1431هـ،
فرأيت في طرقها انتشار رجال الأمن، فلما التقيت جمعاً من الإخوة أخبرني بعضهم أن انتشار رجال الأمن كان على إثر اعتصامات وتجمعات اعتراضاً على ما تفوه به الفاجر اللعين الرافضي الخبيث ياسر الحبيب – عليه لعائن الله إلى يوم الدين – من قذف أمّنا أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر – رضي الله عنها وعن أبيها – بالزنا والتلفظ عليها بألفاظ سوء تنبئ عن حقد دفين وكره شديد من هذا الرافضي اللعين لأمنا أم المؤمنين – رضي الله عنها وأرضاها – .
وقد رد على كلامه مفصلاً أخونا الشيخ عبد القادر الجنيد http://islamancient.com/articles,item,653.html
وهذا ليس غريباً على الرافضة، فهم فجار ضلال أعداء لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يكفرون كل الصحابة إلا نزراً قليلاً وفي مقدم هؤلاء الصحابة أفضل ثلاثة في الأمة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ألا وهم أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين – رضي الله عنهم وأرضاهم -.
والرافضة قد جمعوا طوام شتى وكفريات عدة فهم مشركون في توحيد الربوبية الذي أقر به -في الجملة- أبو جهل وأبو لهب وكفار قريش ، بوب الكليني في الكافي (1/407-410) باباً بعنوان ” أن الأرض كلها للإمام ” وأورد فيه عن جعفر الصادق أنه قال ” أما علمت أن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث شاء ويدفعها إلى من يشاء جائز له ذلك ” وروى المجلسي في بحار الأنوار (27/33) “عن سماعة بن مهران كنت عند أبي عبدالله ( جعفر الصادق ) – عليه السلام – فأرعدت السماء وأبرقت ، فقال جعفر الصادق: أما إنه ما كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم . قلت: من صاحبنا ؟ قال: أمير المؤمنين – عليه السلام – . ”
وهم مشركون في توحيد الإلهية فهم يرون صرف العبادات لغير الله سبحانه وتعالى ، قرر المجلسي في كتابه بحار الأنوار (94/33) أنهم – كما يزعم – الشّفاء الأكبر والدّواء الأعظم لمن استشفى بهم ا.هـ
وهم يغلون في أئمتهم برفعهم إلى مرتبة الربوبية بأن ادّعوا أن أئمتهم يعلون الغيب ، ففي أصول الكافي (4/261) : قال جعفر الصادق – كما يفترون – : إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة ، وأعلم ما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون ا.هـ.
وفي أصول الكافي (1/260-261) عن جعفر الصادق – كما يفترون – : ورب الكعبة ورب البنية – ثلاث مرات – ، ولو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ، ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما ؛ لأن موسى والخضر – عليهما السلام – أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعةا.هـ .
وهذا كفر وشرك لأن علم الغيب خاص بالله كما قال تعالى (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )
ومن غلوهم أنهم يدعون أن أئمتهم معصومون، قال المجلسي في كتابه بحار الأنوار: (25/211) في قوله: اعلم أنّ الإماميّة اتّفقوا على عصمة الأئمّة – عليهم السّلام – من الذّنوب – صغيرها وكبيرها – فلا يقع منهم ذنب أصلاً لا عمدًا ولا نسيانًا ولا الخطأ في التّأويل ولا للإسهاء من الله سبحانه ا.هـ ، وهذا رفع لأئمتهم فوق درجة النبوة والرسالة .
إن الكلام على ضلالات وكفريات الرافضة – عليهم من الله ما يستحقون – كثير للغاية، وقد كتبت في ذلك كتبٌ ما بين مطولة ومتوسطة ومختصرة، ومن أحسنها ما كتبه شيخ الإسلام – رحمه الله – في كتابه منهاج السنة، ومن الكتب المعاصرة المفيدة كتاب أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية عرض ونقد فهذا الكتاب قد أطال في إثبات نصوصهم من كتبهم التي تشتمل على ضلالاتهم الكفرية وما دون ذلك ، وقد وثق هذه النقولات بالرجوع إلى مصادرهم المعتمدة لذا ليس غريباً أن يتبجح رافضي بغيض لعين كهذا الرافضي الحقير بسب عائشة والطعن فيها ، وهذا من فضل الله بها لتجري لها حسنات كثيرات ، أخرج ابن عساكر عن جابر رضي الله عنه قال: قيل لعائشة: إن ناساً يتناولون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أبا بكر وعمر، فقالت: وما تعجبون من هذا؟ انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر .
وهذه وقفات مع حدث سب هذا الرافضي اللعين لأمنا أم المؤمنين الصديقة عائشة- رضي الله عنها- :
الوقفة الأولى/ إن دين الرافضة قائم على هذه الضلالات الشنيعات من كفر في الألوهية والربوبية وسب للصحابة وغير ذلك وعلى هذا يجتمع جميع الرافضة الاثني عشرية سواء كانوا في الكويت أو في الأحساء أو في القطيف أو في المدينة النبوية أو في دولة الرفض إيران – عجل الله زوالها-.
لكن الرافضة يدينون بدين التقية ، روى الكليني في كتابه أصول الكافي (2/217) عن جعفر بن محمد قوله” إن تسعة أعشار الدين في التقية ، ولا دين لمن لا تقية له ”
وذكر في بحار الأنوار (75/415) عنه :” أن ترك التقية ذنب لا يغفر”.
وقد كانوا مكبوتين حتى جاءهم الكافر اللعين الخميني فأحدث لهم ولاية الفقيه ومعنى ولاية الفقيه أن يقوم الفقيه ببعض المهام التي يقوم بها الإمام فبهذا خفف عليهم من القيود -والرافضة أنفسهم متنازعون في صحة ولاية الفقيه ، وكثير من رافضة السعودية ومنهم حسن الصفار اللعين لا يرى ولاية الفقيه- .
وهم جميعاً متفقون على مبدأ التقية، لذا لا يُصدَّق رافضي فيما يذكر عن نفسه من اعتقاد لأنّا نعلم أن دينهم قائم على الكذب وهو المسمى بالتقية . فبمجرد علمنا أن الرجل رافضي فإنه مدان بعقائدهم، مع أن بعض عوامهم يجهلون بعض تفاصيل عقائدهم، لكن هؤلاء العامة يوالون أئمتهم ويتعصبون لهم ويعتقدون ضلال أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة -رضي الله عنها وعنهم- وزيغ أهل السنة .
وكم يحاول علماؤهم علماء الضلالة أن يخفوا عنهم عقائد لو علمها بعض عوامهم لما رضي بالرفض ديناً.
إذا تبين هذا تبين خطآن يرددهما بعض الحركيين ودعاة التقريب الباطل :
الخطأ الأول: هو الاغترار والإشادة بالرافضة الذين أنكروا على ياسر الخبيث . وهذا لا يصح لأمرين :
الأمر الأول/ إن هذا الصنيع من هؤلاء الرافضة تقية وديناً يتدينون به، كما تقدم النقل عنهم من كتبهم .
الأمر الثاني/ أنه إذا أشيد بهؤلاء أحسن كثير من العامة وأشباههم الظن بهم فلم يعادوهم لزعمهم أنهم عقلاء ومعتدلون ، فعلى إثر هذا يبدأ طائفة من الرافضة بالتمكين لأنفسهم ومد الجسور مع عوام أهل السنة بحجة أنهم معتدلون وعقلاء .
وأي عقل واعتدال عند من يدين ويرضى بالاثني عشرية والجعفرية ديناً؟
أي عقل ودين عند من لا يقبل بالسنة الصحيحة المخرجة في الصحيحين حجة ؟
أي عقل ودين عند من يرى العصمة لأئمتهم الاثني عشر ؟
أي عقل ودين عند من ينتظر خروج المهدي المزعوم من الغار أكثر من مائتين وألف سنة .
وكم يتحسر القلب ويتقطع الفؤاد إذا سمع بعض أهل السنة من عامة وغيرهم يرددون أن في الرافضة عقلاء ومعتدلين، أو أن في الرافضة من يخالف ياسراً الحبيب في مبدأ تكفير عائشة واتهامها بالزنا .
إنه لا يقول هذا إلا من استطاع الرافضة خديعته أو جهل ما هم عليه ، أو جهل ما عليه أهل السنة من اعتقاد، أو من اشتراه الرافضة من بعض الدعاة المسمين دعاة إسلاميين، وكأنهم بدؤوا يكثرون هذه الأيام فاحذروهم .
وإليكم إشارات سريعة مع تصريح أحد رؤوس الرفض في هذا الزمن – ممن عرف بسب الصحابة – حسن الصفار عند إنكاره على ياسر الخبيث :
إن هذا الرافضي الماكر حسناً الصفار أظهر نفسه أمام الناس بموقف المعتدل في كلمة له ينكر فيها على ياسر الحبيب وقد جمعت هذه الكلمة عدة أهداف ماكرة .
الهدف الأول / محاولة تحسين سمعة الشيعة الاثني عشرية عالمياً باسم الوحدة الوطنية ، وهذا هدف يسعى إليه الصفار كثيراً وكرر محاولة الوصول إليه في لقائه مع الصحوي سعد البريك ، وأنى له ذلك ولا يزال في أهل السنة من يغار على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم لماذا لا يخفف رافضة إيران من وطأتهم على أهل السنة في دولتهم باسم الوحدة الوطنية ؟
ولماذا عاصمتهم العاصمة الوحيدة عالمياً التي لا يوجد فيها مسجد لأهل السنة ؟
إن هذا التمثيل الزائف من هذا الماكر مكشوف عند أهل السنة السائرين على طريقة السلف وإن خفي أو حاول أن يتعامى عنه كثير من الصحويين .
الهدف الثاني / محاولة تعزيز فكرة أن في الجعفرية الاثني عشرية عقلاء ومعتدلين ، وأن فعل ياسر الحبيب خارج هذا الإطار كما أن من يضلل الرافضة ويدعو إلى عدائهم خارج عن إطار الاعتدال والعقل .
وهذة محاولة فاشلة في ادعاء أن في الاثني عشرية عقلاء ومعتدلين، وفاشلة في ادعاء أن من يضللهم ليس عاقلاً ولا معتدلاً، إذاً كل أهل السنة المتمسكين بدينهم ليسوا عقلاء ولا معتدلين، وهذا ما يريده هذا الماكر الأثيم الذي طبل وزمر له بعض دعاة الصحوة كعوض القرني وعائض القرني وسلمان العودة وسعد البريك وصاحب الفضيحة النسائية الكويتية محمد النجيمي .
ومن أشدهم تطبيلاً سعد البريك الذي وصف تشيعه بأنه محمود وهلل ورحب بتشيعه (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)
وما أحسن ما قال ابن بهيج الأندلسي – رحمه الله – على لسان أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – في الرد على من أراد أن يجمع بين التمسك بالسنة والتقريب مع الرافضة والتمجيد لبعضهم، كفعل بعض الحزبيين مع حسن الصفار
من حبني فليجتنب من سبني @ إن كان صان محبتي ورعاني
وإذا محبي قد ألظ بمبغضي @ فكلاهما في البغض مستويان
الهدف الثالث/ محاولته أن يتنازل أهل السنة عن دينهم لكن باسم عدم التنازل عن الدين، وذلك أنه أقر بأن الدعوة إلى التنازل عن الدين وهم، لكنه يدعو إلى التقارب .
يا ماكر إن مبدأ التقارب الذي تدعو إليه يحرمه الدين بإجماع أئمة السنة من السلف الصالح والتابعين لهم بإحسان كما بينته في مقال : هزيمة البريك الصحوي في دليل أمام الصفار الرافضي الذليل http://islamancient.com/mod_stand,item,48.html
ومقتضى إقراره على هذا الإقرار بالتنازل عن الدين باسم عدم التنازل عن الدين .
الخطأ الثاني: إن بعض الرافضة أحسن استعمال التقية فأبرز نصوصاً في كتبهم فيها الترضي على عائشة والثناء عليها، حتى إن بعض أهل السنة اغتر لما رأى مثل ذلك ، فيقال: إن للرافضة طريقة خبيثة في كتبهم وهو أنهم يثبتون في كتبهم نصوصاً متعارضة حتى إذا وقف أحد على كتبهم التبس عليه الأمر ولم يعرف حقيقة اعتقادهم، فإذا احتاجوا أن يبرزوا النصوص التي أثبتت من باب التقية أبرزوها، لذلك قرروا أن ما وجد في كتبهم من تعارض فالمذهب الرافضي هو ما يخالف ما عليه العامة ومرادهم بالعامة أهل السنة ففي أصول الكافي (1/68): ما خالف العامة ففيه الرشاد ا.هـ
الوقفة الثانية/ إن حكام دولة الكويت – وفقهم الله للرشاد – حكام سنة فليسوا رافضة لذا الذي ينبغي على أهل السنة في دولة الكويت ألا يستخفهم ياسر الخبيث ولا أمثاله كما قال تعالى (وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ) فيهيجوهم على حكامهم، كما رأيت شيئاً من ذلك بث في بعض القنوات الفضائية في بعض الندوات التي بثت في دولة الكويت، حتى ترى الواحد تلو الآخر يتعاقبون في سب حكومتهم وفي التهديد وغير ذلك .
وهذا الفعل – يا مريدي رضا الله – مخالف للشرع من جهة ويفسد أكثر مما يصلح من جهة أخرى، ثم إن هذه الندوات تفرح الرافضة وذلك أنها تزيد الفجوة بين أهل السنة وحكومتهم، فيستغل مثل هذا الرافضة ليتقربوا من الحكومة وليبعدوا أهل السنة منهم بحجة أنهم أهل شغب . فإياكم – أهل السنة في الكويت – أن يستخفكم هؤلاء الرافضة وأن يستغلوا هذه الأحداث بأن يقلبوا الأمر عليكم، فيزيدوا الفجوة بينكم وبين حكامكم، وكونوا عقلاء شرعيين بأن تلزموا الطريقة الشرعية في نصح الحاكم؛ بأن تحذروا الناس من هذا الرافضي، وتظهروا سبه من غير تعرض لحكامكم بل إنه بمقتضى العقل والدين أن تثنوا على حكامكم – بما فيهم من خير -، وأن تسألوهم بغيرتهم على دينهم و بحبهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبهم لأم المؤمنين عائشة أن يتخذوا موقفاً من ياسر الحبيب، فتستعملون أسلوب الترغيب لا أسلوب التنفير والتشهير الذي يعود نفعه على الرافضة بأن تزداد الفجوة بينكم وبين حكامكم فيتسلل الرافضة لإفساد حكامكم وحكومتكم .
ويذكرني هذا بفعل الليبراليين والعلمانيين في بلادنا بلاد التوحيد السعودية – حرسها الله – وهو أنهم يستخفون بعض الغيورين من أهل الدين فيقوم هؤلاء الغيورون- ممن عندهم غيرة غير منضبطة- فيسبون حكومتنا حكومة التوحيد والسنة ويشهرون بها ويظهرون للناس أنها حكومة علمانية ، وأخطأوا – والله – بل هي حكومة سنية سلفية لم توجد دولة مثلها من قرون، وبهذه الطريقة يحاول الليبراليون والعلمانيون أن يوجدوا فجوة بين حكومة التوحيد والسنة وبين أهل الخير والدين ، فيتسللون خلالها ليمكنوا أنصارهم ويحاولوا إفساد دولتنا ، نسأل الله أن لا يحقق أمانيهم .
والمفترض على أهل الخير أن يكونوا يقظين وألا يستخفنهم أولئك العلمانيون والليبراليون وأن يضعوا أيديهم في أيدي حكومتهم وأن يحسنوا الظن بهم ،
وقد نبهت على هذا في درس بعنوان : أوجه الشبه بين بعض الإعلاميين والإرهابيين http://islamancient.com/lectures,item,853.html
وقد يزين الشيطان سبيل الضغط على الحكام لتحقيق المطالب، وقد تتحقق هذه المطالب فيغتر أهل الحماسة والجهل، وهذا ما لا يجوز، فإن الإصلاح يكون بالطرق الشرعية لا بالطرق المحرمة ، والغاية لا تبرر الوسيلة ، وحسن النية لا تكفي للدلالة على حسن العمل ، وما أحسن ما قال عبد الله بن مسعود : وكم مريد للخير لن يصبه . أخرجه الدارمي
وانظر – للاستزادة – مقالاً كتبته في الرد على الكاتب إبراهيم السكران في اعتراضه على خادم الحرمين في ضبطه للفتوى http://islamancient.com/mod_stand,item,67.html
الوقفة الثالثة / كثرت في هذه الأيام الردود على الرافضة في القنوات الفضائية ومواقع الشبكات العنكبوتية ، وهذا خير نحمد الله عليه ، لكن بعضهم وقع فيما لا يرضي الله وهو التميع مع الرافضة عند مناظرتهم ( وإن كان أصل المناظرة في باب الاعتقاد ممنوعاً بإجماع السلف ) كما بينت هذا في مقال سابق بعنوان : هزيمة البريك الصحوي في دليل أمام الصفار الرافضي الذليل
ووجه تميعهم أنك تراهم يدعون الرافضي بلفظ الأخ فيقولون : أخي فلان ، أخي فلان . وهذا ما لا يصح شرعاً فهم أعداء لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته وأزواجه، وقد أتي هؤلاء القوم المتميعون من جهلهم بطريقة السلف وذلك أنهم غلبوا جانب الربح – وهي محاولة هداية الرافضة – على جانب حفظ رأس المال – وهو استمرار بغض أهل السنة للرافضة – ، وطريقة السلف عكس ذلك وهو أنهم يغلبون جانب حفظ رأس المال على كسب الأرباح ، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : قال بن هبيرة: وفي الحديث أن قتال الخوارج أولى من قتال المشركين، والحكمة فيه أن في قتالهم حفظ رأس مال الإسلام، وفي قتال أهل الشرك طلب الربح، وحفظ رأس المال أولى ا.هـ
لذا من كان سلفياً محباً للسلف فليسلك طريقتهم لأننا مأمورون بذلك كما قال تعالى (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) والمراد بسبيل المؤمنين هنا هم الصحابة والتابعون لهم بإحسان كما قال تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ) ومقتضى متابعتهم أن نشدد على هؤلاء الرافضة ليبقى في قلوب الناس بغضهم وعداؤهم، وألا نتميع معهم بلفظ الأخوة وغير ذلك، والتي تكون نتيجتها عند أقوام إننا نخالف الرافضة ونراهم مخطئين لكن لا نعاديهم ولا نضللهم، بل هم إخوة لنا .
وهذا مما لا يريده الله ولا رسوله صلى الله علي وسلم ومثل هذا – وهو الاغترار بالرافضة – يكون كثيراً لا سيما عند غلبة الجهل وانتشار من يجهل أحكام الشريعة وما أكثرهم في هذا الزمن، بل هم الغالب .
وإن الطريقة الشرعية مع هؤلاء الرافضة أن نرد عليهم من كتبهم ومقالاتهم لا أن نتواجه معهم في مناظرات لأن هذه خلاف طريقة السلف من جهة، ومن جهة أخرى قد تقع في نفس العامي الشبهة ولا يقع جوابها فإن الشبه خطافة والشيطان يزينها، فمن أراد أن يناظرهم فلابد أن يكون صاحب علم لا صاحب جدل بلا علم كما رأيت بعض من اشتهر بمناظرتهم – هذه الأيام في القنوات – ممن اشتهر بالجدل بلا علم، لذا وقع في زلات فأنكر أموراً مما أجمع أهل السنة عليها . وكم يفسد هؤلاء وهم يظنون أنهم مصلحون وصدق الله القائل (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )
ثم أنصح من اضطر إلى مناظرتهم أن يناظرهم من كتبهم، لا أن يناظرهم مناظرة ارتجالية، لأنه كلما ذكر له شيئاً من معتقده جحده وكذبه لعقيدتهم التقية فناظروهم بما في كتبهم من مخالفة صريحة للقرآن .
الوقفة الرابعة / تفرح نفوس أهل السنة إذا رأت أقواماً كثيرين غضبوا غيرة لعرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، ثم يقومون ببيان ضلالات الرافضة وعداوتهم الدينية القديمة لأهل السنة، ومن ذلك أن يبينوا أن ضلال ياسر الحبيب وأمثاله لأسباب؛ منها سبه للصحابة، ومن سب الصحابة زنديق كما خرج البغدادي في كتابه الكفاية عن أبي زرعة أنه قال: إذا رأيت الرجل يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق .
لكن مما يؤلم أن ترى بعض هؤلاء الأقوام يزنون بميزانين ويكيلون بمكيالين فيضللون ياسراً الحبيب وأمثاله لأنهم يقدحون في الصحابة – وهذا حق -، وفي المقابل يدافعون عن أقوام عرفوا بسب الصحابة واشتهروا به كسيد قطب الذي سب عثمان بن عفان ومعاوية بن أبي سفيان وأباه أبا سفيان وأمه هند بنت عتبة وعمرو بن العاص ومن ذلك ما قاله في كتابه ” كتب وشخصيات ص242″: وحين يركن معاوية وزميله عمرو إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل ا.هـ
إنه بمقتضى الديانة أن يعامل الجميع معاملة واحدة، وأن يبغض من سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أياً كان، وألا يفسد الإنسان دينه دفاعاً عن سبابة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كسيد قطب لأي دافع كان.
وكم تشفق على أقوام بأن تراهم يدافعون عن سيد قطب لا لشيء إلا لأن أقواماً لا يرضونهم -كمثل من يسمونه بالجامية أو المداخلة للتنفير وهذا اللقب لا وجود له تماماً كالوهابية وواقع الحال أنهم نصحة صرحوا بضلال طريقة المخالفين للشرع ومن هو ضال ممن يعظمون حماية للعقيدة والناس منهم – يتكلمون في سيد قطب، وهذا من تلاعب الشيطان بهم وهو من العناد الذي لا يعذر به الإنسان، ومن دافع عن سيد قطب عناداً لأن أقواماً ممن لا يحبهم يتكلمون فيه، فإنه قد يكون مبتدعاً بسبب هذا.
يا سبحان الله أيصح لرجل أن يدافع عن النصارى لأن اليهود يضللونهم وهو يبغض اليهود، أو يدافع عن اليهود لأن النصارى يضللونهم وهو يبغض النصارى. إن هذا من البطلان والواجب على الجميع أن يتجردوا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأن يجعلوا الحق رائدهم وألا يتعصبوا إلا للحق، وكم أعجب من استمرار خلق في الدفاع عن سيد قطب الذي جمع هذه الضلالات العظيمة منها زيادة على ما تقدم سبه لموسى عليه السلام من قبل نبوته إلى بعد نبوته ، وهذه من أطم طوامه وأشنع شنائعه المهلكة ففي كتاب ” التصوير الفني في القرآن ” ص152: لنأخذ موسى إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج ا.هـ
الوقفة الخامسة / إن الحركيين وفي مقدمهم الإخوان المسلمون معروفون من وقت إمامهم بالتآخي مع الرافضة والمودة لهم، يقول سالم البهنساوي – أحد مفكري الإخوان المسلمين – في كتابــه ( السنة المفترى عليها ) صـ 57 : منذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية والتي ساهم فيها الإمام البنا والإمام القمي والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة وقد أدى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوي سنة 1945م للقاهرة ” ويقول في نفس الصفحة :” ولا غرو في ذلك فمناهج الجماعتين تؤدي إلى هذا التعاون ” .
ويقول عمر التلمساني المرشد العام في كتابه ( الملهم الموهوب – حسن البنا ) صـ 78: وبلغ من حرصه ( حسن البنا ) على توحيد كلمة المسلمين أنه كان يرمي إلى مؤتمر يجمع الفرق الإسلامية لعل الله يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد ورسولنا صلى الله عليه وسلم واحد وإلهنا واحد ولقد استضاف لهذا الغرض فضيلة الشيخ محمد القمي أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم في المركز العام فترة ليست بالقصيرة .ا.هـ
لذا من شكر الرافضة لحسن البنا أن جعلوا في إيران شارعاً باسمه ، وباسم سيد قطب ووضعوا بعض الطوابع البريدية مضمنة لصورة سيد قطب ، أتظنون أن الرافضة يفعلون هذا مع من يخالفهم عقدياً ، كلا إن الرافضة لا سيما في حكومتهم إيران وفي وقت ثورة الخميني أصحاب دعوة دينية رافضية لا يفعلون هذا إلا لمصالح تخدم دينهم الرافضي فأرادوا عن طريقهم أن يتوصلوا إلى أهل السنة فيفسدوا عقائدهم .
فالإخوان المسلمون جسر يعبر عليه الرافضة إلى عوام أهل السنة فيفسدونهم ، وأقرب مثال على ذلك العلاقة الحميمة بين حماس في غزة والرافضة في إيران فانبطح الإخوان المسلمون وهم حماس للرافضة حتى جاء خالد مشعل ووضع الورد على قبر الخميني وقال هو الأب الروحي لدعوتنا، كما وضحت هذا في درس مسجل بعنوان : رسائل إلى حركة حماس الفلسطينية http://islamancient.com/lectures,item,346.html
كما رأيت بعض السذج وبعض من يسعى لتعمية الحقيقة على كثير من أهل السنة يرددون إن حماساً الإخوانية لم تفعل هذا مع إيران إلا لأنها لم تجد نصيراً وتعاملها هذا تعامل سياسي لا ديني ، فيقال في الجواب على هذه الشبهة الساذجة : أولاً: إنه إذا كانت منظمة حماس مستعدة للتنازل عن بعض دينها بأن تشيد بأهل الضلالة لمصالحها الدنيوية فلم لا تفعل هذا مع اليهود فتتنازل عن بعض مصالحها، لأجل أن يكف اليهود عدوانها عنهم أو يخففوا.
و ثانياً: إن فعل حماس ليس أمراً سياسياً دنيوياً، بل هو ديني وذلك بأن قالوا بأنه الأب الروحي لدعوتهم .
وثالثاً: إنه باعتراف حماس أنهم امتداد لدعوة الإخوان المسلمين وتاريخ الإخوان المسلمين معروف مع الرافضة كما تقدمت الإشارة إلى ذلك .
لذا ينبغي أن يكون أهل السنة أهل دين بأن يقيموا الولاء والبراء مع أهل البدع جميعاً ومن أغلظهم بدعة الرافضة لعنة الله عليهم ، ولا يلتفت لكلام هؤلاء الحركيين المخذلين والمضعفين الخلاف بيننا وبينهم وفي مقدم هؤلاء الحركيين حسن البنا ومحمد الغزالي ويوسف القرضاوي وسلمان العودة وعائض القرني وسعد البريك وقد سبق وأبنت شيئاً من ذلك في درس بعنوان : على خطا حسن البنا http://islamancient.com/lectures,item,261.html
ودرس: هزيمة سعد البريك الصحوي أمام الصفار الرافضي http://islamancient.com/lectures,item,817.html
الله الله إخوة الإيمان أن لا تهلكوا أنفسكم وألا تغضبوا الله عليكم بالدفاع عن أهل الباطل، وأن تقولوا قولة الحق في كل مبطل كدعاة الضلالة والباطل مثل سيد قطب سباب الصحابة .
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يقر أعيننا ويفرحنا بكسر دولة الرفض والكفر إيران، وأن يجعل الرافضة شذر مذر، وألا يجعل لهم على أهل السنة سبيلاً ولا قوة، وأن يهدي دعاة التقريب مع الرافضة، أو أن يعجل بهلاكهم لئلا يغتر من لا يدري بهم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالعزيز بن ريس الريس
المشرف على موقع الإسلام العتيق http://islamancient.com
15 / 10 / 1431هـ