الإخوان المسلمون (الحركيون السعوديون) مطية الغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته …… أما بعد:
فإن من قام بشرع الله اهتدى وأفلح في الدنيا والدين، قال تعالى { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9] ومفهوم ذلك أن من خالف ذلك ضل وغوى في الدنيا والدين .
ومن هذا ما يقوم به الحزبيون والحركيون من مخالفة كتاب الله وشرعه، فكلما خالف الحزبيون والحركيون شرع الله -في أمور كثيرة منها، التحزب ، والطعن في علماء أهل السنة وترك احترامهم وتقديرهم ، والولاء مع أهل البدع ، وترك عقيدة السمع والطاعة للحاكم المسلم في غير معصية الله – عاقبهم الله بعقوبات أذكر اثنتين منها :
العقوبة الأولى/ استحسان الباطل واستقباح الحق قال تعالى {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5] وقال {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} [فاطر: 8] وقال {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ } [الأعراف: 146]
العقوبة الثانية/ جعلهم مطية لأعداء الإسلام باسم الدين والحرية ينفذون أجندة اليهود والنصارى في إسرائيل وأمريكا شعروا بذلك أو لم يشعروا، لكن شؤم الذنب جعلهم كالدمى بأيدي أعدائهم وأعداء الإسلام والمسلمين .
وهذا في عدة أمور أذكر اثنين منها :
الأمر الأول/ دعوتهم للثورة على الحكومات وسموا هذه الثورات بالربيع العربي ، فكم كانوا مستميتين لها،وينادون إليها حتى كتب سلمان العودة كتاب -هو عار في جبينه – “أسئلة الثورة” وحقيقة هذا الربيع أنه مخطط من أعداء الإسلام لإضعاف المسلمين بنشر الفوضى باسم الحرية ،
وهذا واضح لا يحتاج إلى دليل و الواقع-الذي تعيشه مصر وليبيا وسوريا بشؤم هذه الثورات-أكبر شاهد.
كيف لا!! وقد صرح بذلك طائفة من الكافرين كما ستراه موثقا بإذن الله
الأمر الثاني/ دعوتهم لما سموه جهاداً في سوريا ، -وهو فرع عن الأمر الأول- ، وحقيقته – زيادة على ما سبق – محرقة لشبابنا حتى بلغ الحال بأن صار الذين يسمون أنفسهم بالمجاهدين يقتل بعضهم بعضا .
وصدق شيخنا العلامة شيخ الإسلام صالح الفوزان لما قال ” فتنة ” فقد بينت الأيام صدق كلامه وبعد نظره خلافاً للحزبيين الذين قامت قيامتهم عليه كإمام الحرم المكي سعود الشريم وسعد البريك، الذي يثني على شيخ الرافضة حسن الصفار، والطريفي : المفتون ، ويوسف الأحمد: الطائش.
وقد تراجع أكثرهم ورجعوا إلى فتوى شيخنا العلامة الفوزان ولكن بعد أن قالوا ما قالوا .
وليعلموا علم اليقين أن الناس لو نسوا تلاعبهم بالدين والدماء والأعراض فإن ما قالوه وفعلوه في كتاب عند ربي لا يضل ولا ينسى .
وقد ناصحت بعضهم ومنهم: يوسف الأحمد لما زارني في بيتي لكنه لم يرعو بل تكبر عن الحق فعاقبه الله بأن صرفه عنه فكان سبباً لسفك دماء بسوريا وانتهاك أعراض سيسأل عنها، ثم عاقبه الله بانصراف الناس عنه وانكشاف أمره في مدة يسيرة، فالحمد لله الذي صدق وعده حين قال : “إن شانئك هو الأبتر”.
وهذه الأحداث والوقائع دليل من أدلة كثيرة على أن أهل السنة هم أهل الحق والبصيرة خلافاً لهؤلاء الحزبيين وأمثالهم وذلك لاعتصامهم بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ، فدعوا لما دعا إليه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك حرمة المظاهرات والاعتصامات لأنها مخالفة للشريعة و ليس وراءها إلا الفساد .
ولتعرف حقيقة توفيق الله لأهل السنة دون هؤلاء الحركيين -المدعين معرفة فقه الواقع- راجع ما ذكره أهل السنة في الأحداث السالفة والمعاصرة كأحداث الجزائر وأزمة الخليج وكتفجير البرجين في أمريكا ومناطحة حكام المسلمين ، والجهاد عند عدم القدرة ، والمظاهرات والاعتصامات التي سموها بالربيع العربي وحقيقتها ربيع أمريكي .
ومن ذلك ما ذكرته دفاعاً عن شيخنا العلامة صالح الفوزان لما قال إن القتال في سوريا فتنة
http://islamancient.com/play.php?catsmktba=102459
فقد ذكرت أن من أسباب ذلك ما يخشى من قتال بعضهم مع بعض مما هو جار الآن .
ولتزاد بصيرة بهذا طالع هذا المقطع الوثائقي الذي بين جهل مبتدعة علم فقه الواقع كناصر العمر بالواقع ويبين اعتراف الكفار أنهم صانعو الثورات المسماة بالربيع العربي
https://www.youtube.com/watch?v=OzDKx_17dqI
وراجع كتاب ” فقه الواقع بين الدعاوى والبينات “
وإن مما جرت به عادة الحزبيين أنهم كلما انجلت فتنة وبان خطؤهم واقعياً وشرعياً سلكوا عدة مسالك لخديعة الناس والتلبيس عليهم منها:
المسلك الأول/ الإعراض عن هذا الأمر وإشغال الناس بقضايا أخرى لينسى الناس ما اقترفوه، ومن ذلك في هذه الأيام أنهم وجهوا الناس إلى نقد (داعش) التكفيرية، ليسلم لهم الفصيل الآخر من القاعدة وهو (جبهة النصرة)ولتسلم لهم الجبهات السرورية، كما فعلت قناة المجد حين استضاف المذيع فهد السنيدي شافي العجمي ممول القاعدة وجبهة النصرة، في برنامج ساعة حوار، لتكون النتيجة أنهم بريئون من الغلو والتطرف ولكي لا تنقطع عنهم أموال الناس التي يستغلونها لزرع الفتن.
وجواباً على هذا أن يقال :إن الناس إذا نسوا فإن الله لا ينسى ولا يصلح عمل المفسدين لذا من مكر الله بهم أن يجعل عاقبتهم وخيمة ومن ذلك أن يفضحهم على رؤوس الأشهاد بإظهار بعض رذائلهم وسوء أفعالهم .
المسلك الثاني/ إصرارهم على أن تصوراتهم صحيحة وحساباتهم دقيقة، لكن الخونة والفلول والدولة العميقة أفسدوا الواقع.
وجواباً على هذا أن يقال: إن المفترض على فقهاء الواقع المزعومين أن لا يخوضوا في أي أمر تحليلاً وتنظيراً وحلاً إلا بعد تصور العوائق والمفسدات لذلك وإذا لم يكونوا كذلك فليسوا أهلاً لمعرفة الأمور واقعا وشرعا، وهذا هو المراد وهو جهلهم بالواقع والشرع وأن خطأهم راجع إلى خطأ تصورهم .
المسلك الثالث/أن يزعموا أن هذا ما توقعوه كذباً وزوراً وما أكثر من يصدقهم إحساناً للظن بهم ، لكن هذا بحمد الله لا يطول لأسباب منها : أنه مكر سيئ قال تعالى {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ } [فاطر: 43] وأن هناك أنصاراً للتوحيد والسنة قد احتسبوا في بيان كذبهم بالكتب والمقالات ومقاطع اليوتيوب والواقع خير شاهد.
المسلك الرابع/ إظهار مديح بعضهم بعضا بما ليس فيهم من أنهم حذروا من هذه الفتن والدماء، وكأن الناس لم يعرفوا ولم يقفوا على خوضهم بالباطل في هذه الفتن، كما فعل سعد البريك لما أثنى على يوسف الأحمد، وسعد الحميد ومحمد السعيدي وعمر الزيد بأنهم حذروا من داعش في وقت مبكر، وكذب في زعمه أنهم حذروا في وقت مبكر، وإنما حذروا بعد انكشاف الأمور وظهور خزيهم على الساحة، ونسي وتناسى أهل السنة الذين حذروا منهم قديماً ، ومن أبرزهم العلامة الإمام صالح الفوزان، وهذا بعينه حصل في الفتن – السابقة – التي وقعت في العراق، فقد زعم سعد البريك في لقاء متلفز بأن أول من حذر عن الذهاب للعراق هو سلمان العودة، وهذه كذبة صلعاء يعرفها الصغار قبل الكبار، ولكن إلى المشتكى من جرأة هؤلاء على الباطل وتسابقهم فيه، والله المستعان.
أسأل الله أن يوفق أهل العلم ويعينهم على نصرة دينه والرد على المخالفين ممن يسعون إلى تحريف الشريعة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. عبد العزيز بن ريس الريس
@dr_alraies
المشرف على موقع الإسلام العتيق
http://islamancient.com
8 / 3 / 1435 هـ