إن الإنسان في هذه الحياة يعيش أياماً سعيدة، وأياماً غير ذلك،وهذه الأيام غير السعيدة بلا شك تكون مشكلة ،فيسعى صاحب تلك المشكلة إلى الحلول،بل إلى أصحاب الرأي والمشورة،حتى أنه قد يمل من نفسه ومن أسرته ومجتمعه،و لا يوجد شخص الإ وقد أخبره بتلك المشكلة لعله يجد حلاً، ونلاحظ أنه في خضم التسارع المعاصر لتقنية المعلومات نجد أنفسنا في حاجة ماسة للحصول على حلول ولو كانت ومضات بسيطة لبعض المشكلات التي تواجهنا في هذه الحياة،فلقد قامت التقنية باختصار المسافات والأزمنة،وأصبح المواقع التي تتضمن قسماً خاصاً بالاستشارات من أهم المواقع زيارة وتردداً وتفاعلاً من قبل زوار الشبكة العنكبوتية،ولقد ظهرت مثل هذه الاستشارات كنتيجة ناجمة عن وجود رغبة كبيرة لدى أفراد المجتمع لتلقي مثل هذا النوع من الخدمة التي قد يراها البعض علاجاً.
والاستشارات الالكترونية سلاحٌ ذو حدين،فيمكن الاستفادة منها وتقديم خدمات مفيدة تحل الكثير من المشاكل وتساعد الكثيرين على تجاوز العقبات وحل علامات الاستفهام لديهم،فقد أضحت هذه المواقع مأوى الكثيرين الذين يبحثون عن أجوبة لأسئلة واستشارات كثرة ربما لا يستطيعون الحصول عليها في الواقع لأسباب كثيرة أهمها كشف شخصياتهم ومشاكلهم. لكن في نفس الوقت قد يتم استخدام هذه المواقع بطريقة تجلب الضرر على الجميع، فتصبح أداة هدم ومعول تدمير وتكون النتائج عكسية تماماً،فبعض الحالات تحتاج إلى تؤدة وتأن كحالات الطلاق وغيرها،فقد يتبين الكثير من الأمور التي قد يتم تجاهلها بقصد أو بدون قصد من قبل المستشار أو المستشير،فقد يصعب لشخص أن يجيد الوصف لما يجابهه فيكون الوصف قاصراً عما يعتلج في خاطر المرء حينها، إذ لا يجد أكثر من الحيرة والقلق ينزعان قلبه نزعاً، بل إن كثيراً من المواقع التي تلجأ إلى تقديم استشارات خاصة قد غالت في الدعاية والإعلان لهذه النوعية من الخدمات بشكل أخرجها من محتواها المهني، وجعلها نشاطاً استثمارياً أكثر منه تقديم خدمة وفق أسس علمية،فمثل هذه الاستشارات للأسف أصبحت سوقاً رائجة وسوداء ! والتجارة فيها صادق وكاذب .. والبضاعة معروضة .. فاختر لنفسك أوضح البضاعة وأكدها وأتقاها.
الاستشارة أدعى لتحقيق المصلحة المنشودة وللوقوف عليها، وفيها وقاية – بعد توفيق الله- من الزلل الذي قد يقع فيه الإنسان لتعجله،أو لغلبة عارض من عوارض النفس البشرية،وهي تلبي حاجة فطرية طبيعية لدى الإنسان.
وقد يكون القائمون عليها من غير المختصين فتجد متخصصاً في العلوم العربية يقدم استشارات نفسية!! لذلك توكل مثل هذه الاستشارات إلى المختصين فتوضع شروطاً يجب توافرها فيمن يتصدى للاستشارة الاجتماعية أو النفسية.
وأخيراً لابد من التحذير من بعض المواقع في حالة وجود أي شبهة أو علامة استفهام تدور حولها،وأنا شخصياً وقفتٌ على بعض منها بالرغم من قلتها وذلك لعدم وجود المختص في هذه الاستشارات،حيث أن المجال التي تعمل فيه وتدور حوله مجال تقام عليه حياة أو تعاسة الآخرين أو سعادتهم أو مرضهم أو بعض الأحيان موتهم فلا بد من الحذر حين يتم الدخول إلى مثل هذه المواقع ومراسلتها من أجل استشارة أو سؤال.