البطانة الصالحة
الخطبة الأولى :
الحمد لله الذي أوضح لنا السبيل و هدانا إلى صراطه المستقيم , تفضل علينا بالنعم فلا يبلغ أحدٌ شكر نعمته ,هدى عباده إلى سبيل رحمته فلا يضل من انقاد لطاعته ,وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا معقب لحكمه و لا مبدل لكلماته و هو سريع الحساب و أشهد أن محمداً عبه و رسوله نور الله بشريعتهمشارق الأرض و مغاربها , و نكس به رايات الشرك و الضلال , و أخرج الله به العباد من الظلمات إلى النور هداهم لى الصراط المستقيم .
أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى و أنيبوا إلى ربكم و أسلموا له , و توجهوا إليه و توكلوا عليه ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنت مسلمون ) .
أيها المؤمنون بالله و لقائه و بمحمدٍ صلى الله عليه و آله و سلم و رسالته , يتفاوت الناس في الحياة الدنيا فمنهم الضعيف القليل و منهم المتوسط المكانة والرتبة و منهم الذي يسبق و يتقدم و منهم الذي يسود و يترأس , و كلما علت درجة المرء بين الناس زادت مسؤوليته و ثقلت تبعته , و المرء قليلٌ بنفسه كثيرٌ بإخوانه. لا يستطيع أن يحي في هذه الحياة و حده مهما أوتى من بسطة العلم و الجسم , بل لابد له ممن يصاحبه و يعاونه و يتبادل معه المؤازرة و المؤانسة و المساندة و المساعدة , و الصحبة رابطةٌ روحيه لها مكانتها و قيمتها و لها آثارها و فوائدها , و القرآن الكريم يزكي الصحبة و يسموا بحديثها حينما أخبر الله عن نبيه محمدٍ صلى الله عليه و آله و سلم بأنه صاحبٌ في قوله سبحانه ( ما ضل صاحبكم و ما غوى) و في قوله جل و عز ( أولم يتفكروا ما بصاحبكم من جنه )و في هذا تنبيه لقريش على ما يعرفونه منه عليه الصلاة و السلام من الصدق و الهدايه و أنه لا يخفى عليهم أمره , و حين يخبر الله تعالى عن الرابطة بين الابن و أبويه يبين أنها مصاحبةٌ في قوله سبحانه ( و صاحبهما في الدنيا معروفا ), و أخبر الله عن الزوجة بأنها صاحبه, و عن الرفيق في السفر بأنه صاحب فقال سبحانه و صاحبته و بنيه , و قال جل ذكره (و الصاحب بالجنب) و لقد نهضت دعائم الدعوة الإسلامية في عصرها الأول على الصحبة و الصاحب و ذلك لما بعث النبي صلى الله عليه و آله و سلم هادياً و مبشراً و نذيرا , استجاب له نفرٌ كرام , فازوا بشرف السبق إلى صحبته و معاونته و مؤازرته , حتى استحقوا بهذه الصحبة التي حفظوا جانب حرمتها و رعوها حق رعايتها صادق التكريم و التمجيد فرضي الله عنهم و أرضاهم ,و لقد تمثلت الصحبة عظيمة كريمة ً رائعة في تلك العلاقة النبيلة الجليلة الطاهرة التي ذكرها الله في كتابه بين نبيه صلى الله عليه و آله و سلم و خليفته أبى بكر ٍ الصديق رضى الله عنه الذي و في للرسول بقلبه و لسانه , و ماله و أعماله , و جزاه النبي وفاءً بوفاء و إخلاصاً بإخلاص ,و اعتز النبي صلى الله عليه و آله و سلم بهذه الصحبة اعتزازا واضحاً فقال كما في صحيح البخاري ( إن أمن الناس على في صحبته و ماله أبو بكر و لو كنت متخذاً خليلاً من أمتي لاتخذت أبا بكرٍ خليلاً ) فكان رضى الله عنه رفيقه في الغار , يدافع عنه و يسعى في خدمته , و يقتدي به في دعوته , و شهد له ربنا جل جلاله في قوله سبحانه ( إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) .
أيها المسلمون إن أساس الصحبة المرضية من الله و رسوله أن تكون خالصة ً لله حتى تكون شريفة القصد نبيلة الهدف , كريمة المستوى و هو المعبر عنا في أدب الإسلام بالحب لوجه الله الوارد في قوله عليه الصلاة و السلام( أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ) متفقٌ على صحته , و ليس هناك أعلى و لا أسمى و لا أنقى من جعل الصحبة و المجالسة و البطانة خالصة ً لله جل جلاله لأن عمادها سيكون قائماً على الطهر و التقوى و الإخلاص ,و ستبقى هذه العلاقة التي نهضت بأصحابها على الإخلاص و الصدق و المناصحه كما هي في الدنيا و الآخرة بقول الله تعالى ( الأخلاء بعضهم يومئذٍ لبعضٍ عدو إلا المتقين يا عبادي لا خوفٌ عليكم اليوم و لا أنتم تحزنون ). وما من إنسان إلا و له أصحاب يقربهم إليه و جلساء يأنس بهم و بطانة يشاورهم في كثير من أموره و شؤونه, و الواجب على الإنسان أن يحسن اختيار بطانته و أن يصطفيهم من أهل الدين و الحكمة و الصلاح و الاستقامة , و كثيراً ما يقاس الرجل بجلسائه و أصحابه , و مسؤولية الإنسان تبدأ من حسن الاختيار للأصحاب فالصاحب دليلٌ على صاحبه إذ النفوس المتماثلة تتجاذب فيما بينها كما بين النبي صلى الله عليه و آله و سلم ذلك بقوله ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داوود و الترمذي,و كل صحبة و بطانة لا تخلوا من تأثير ٍ و تأثر. و قد كان السلف يحرصون على الجليس الصالح و الصاحب التقي النقي الذي يعين على الخير و يزيل وحشة الغربة , وقد ورد عن علقمة أنه حين قدم الشام غريباً دعا و قال اللهم يسر لي جليساً صالحاً أخرجه البخاري لأن الجليس الصالح يذكرك إذا غلفت و يعينك إذا تذكرت , وقد بين النبي صلى الله عليه و آله و سلم كما في صحيح البخاري أن الله ما بعث من نبي و لا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان .. بطانتة تأمره بالمعروف و تحضه عليه و بطانة ٌ تأمره بالشر و تحضه عليه , فالمعصوم من عصم الله ,ز من أراد الاحتياط لأمر دينه فليأخذ بوصية النبي صلى الله عليه و آله و سلم في اختيار الصحبة الصالحة حيث قال كما عند أبى داوود ( لا تصاحب إلا مؤمناً ).
و لاحظ رعاك الله ما تراه من حرص أخيك على جلب الخير إليك و على اتقاء مسائلتك , فإن أفضلهم صحبة أكثرهم حرصاً على جلب الخير إليك , و في الحديث ( خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ) أخرجه الترمذي . فإذا أردت سلامة الطريق و صواب الرأي و حصول التوفيق فاستعن بالله في اتخاذ بطانة صالحة و لا تلتفت إلى المداحين الذين لا يبصرون أخاهم بأخطائه و عيوبه , و في الحديث (من ولاه الله أمر المؤمنين شيئا ً فأراد بهم خيراً جعل الله له وزير صدق ٍ إن نسي ذكره و إن ذكر أعانه ) أخرجه أحمد و النسائي . و أولى الناس بالتقريب أهل العلم و الصلاح , و لذلك فقد كانت بطانة عمر رضى الله عنه من القراء , روى ذلك ابن عباس في البخاري أنه كان القراء أصحاب مجالس عمر و مشاورته كهولاً كانوا أو شباباً , و إليكم أيها المسلمون هذه القصة كما أخرجها البخاري ( كان الحر بن قيس من مقربي عمر رضي الله عنه و هم عمر أمامه بضرب عيينة بن حص لتطاوله عليه فقال له الحر إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه و آله و سلم خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين و إن هذا من الجاهلين فقال الراوي و الله ما جاوزها عمر حين تليت عليه و كان وقافاً عند كتاب الله ), و كم من التجاوزات يمكن أن تزول ,و كم من الممارسات الخاطئة أن تصحح حين يقوم الجليس و تقوم البطانة بدورها الصالح , و الذي يعين على الصواب و مراجعة النفس حين يطالب الجل جليسه و صاحبه بتذكيره بما هو خيرٌ و أصوب له وخاصة حين لا يبادر الآخرون بتذكيره , و لن نكون أصوب رئياً و لا أهدى فكراً من الرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الذي قال لأصحابه( إنما أنا بشرٌ مثلكم أنسي كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) أخرجه البخاري . و حينما يشعر الناس بالتذكير فيما بينهم , و يرتفع الحرج الذي يتوقعونه تكون عيون الناس مرآة فيما بينهم تقومها على الدوام ,و كلما كان الأصحاب و كانت البطانة من أهل العلم و التقوى و سداد الرأي و الحكمة كان الإنسان أبعد عن الزلل بإذن الله .و قد صدر البخاري أحد أبواب صحيحة بقوله و كانت الأئمة بعد النبي الله صلى الله عليه و آله و سلم يستشيرون الأمناء من أهل العلم . و إن كتمان العيوب عن الصاحب خيانة له , و الكيد و التخطيط لوقيعته . و قد استعاذ النبي صلى الله عليه و آله و سلم من ذلك فقال ( و أعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة ) أخرجه أبو داوود و الترمذي .و من مزايا البطانة إذا صلحت أنها تحول دون شرٍ كبير ,و تحض على خيرٍ كثير , و من خطورتها إذا فسدت أنها قد تحسن القبيح و تقبح الحسن ,و قد وصف بعض السلف بطانة الحاكم بقوله ( و ينبغي للحاكم أن يتخذ من يستكشف له أحوال الناس بالسر و ليكن ثقة ً مأموناً فطنناً عاقلا ً لأن المصيبة إنما تدخل من على الحاكم المأمون من قبول قول من لا يثق به إذا كان هو حسن الظن به , فيجب أن يتثبت في مثل ذلك , فالجليس الصالح أيها المسلمون كحامل المسك و قد تكون الريح الطيبة التي تجدها منه كلمة حق ٍ صريحة , أو كلمة نصح ٍ في إخلاص , فيجب أن تلقى تجاوبا ً و قبولاً و تقديرا , و من ثمرات الجليس الصالح و البطانة الصالة المشورة بالرشد و السداد في الرأي و الحكمة في القول و الناصحة بالإخلاص , و جلب الخير و دفع الشر و الإشارة بالأصلح لقول النبي صلى الله عليه و آله و سلم (المستشار مؤتمن ) .
فاتقوا الله أيها المسلمون و اعلموا أن الجليس يؤثر بأفكاره و أخباره , و حسن اختيار البطانة و الجليس يجنب الإنسان كثيرا ً من المفاسد , و من أراد الاحتياط لدينه عليه أن يختار الصالحين لصحبته , و المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل , فما أحوج الإنسان في هذه الحياة إلى صاحبٍ له أمين , يذكره إذا غفل و يعينه إذا ذكر و يشاركه إذا فرح و يشاطره إذا حزن و يخلص معه الصحبة لوجه الله . أقول هذا القول و أستغفر الله لي و لكم من كل ذنب فاستغفروه و توبوا إليه إنه كان غفارا .
الخطبة الثانية :
الحمد لله على إحسانه , و الشكر له على توفيقه و امتنانه ,و أشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه ,و أشهد أن محمداً عبده و رسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه و سلم تسليما ً كثيرا .
أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى و اعلموا أن المصاحبة و المجالسة تستوجب الإخلاص في النصح و الصدق في العظة و الحكمة في التوجيه ,و يروى أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اختار عبد الله ابن عباس ٍ رضي الله عنهما ليشير عليه فقال له أبو العباس يا بني إني أرى هذا الرجل ( يعني عمر ) يستشيرك و يقدمك على الأكابر من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و سلم و إني موصيك بخلال ٍ أربع : لا تفشين له سرا, و لا يجربن عليك كذبا ,و لا تطوين عنه نصيحة , و لا تغتابن عنده أحدا ,فحق ٌ على الإنسان أن يتحرى بغاية جهده مصاحبة الأخيار و مجانبة الأشرار , و قد حذر النبي صلى الله عليه و آله و سلم من جليس السوء و صوره بنافخ الكير الذي يصدر منه الأذى بمجالسته في الدين و الدنيا . و بعض الناس اليوم غلب عليهم الجهل و البعد عن الدين و تسلط عليهم جلساء السوء الذين يصدونهم عن الحق و يزينون لهم الباطل و خاصة ً الشباب , فقد ابتلى بعضهم بألوان ٍ من الصحبة السيئة التي تنشأ في ظلمات الإثم و الغش و الخداع و التضليل , فجالسوا من ضل سعيهم في الحياة الدنيا , فاندفع شباب ٌ في صحبة أهل الأهواء و البدع و أصحاب الفكر الضال و انساقوا معهم في صداقةٍ لا تزيد علما ً و لا تحفظ دينا , فخدعوهم و غرروا بهم و جعلوهم أدواتٍ لتنفيذ مخططاتهم , و شوهوا سيرتهم و سيرة أسرهم بين الناس , و لم يحدث هذا إلا في ظل غياب الأولياء عن أولادهم و تركهم دون متابعةٍ و لا رعاية , و على الأولياء شأن عظيم في حفظ أولادهم و صيانة عقولهم من جلساء السوء الذين يفسدونهم و يعبثون بحياتهم و يجعلونهم أدواتٍ للفساد و الإفساد و التدمير و التفجير , فكم من شابٍ كان بين والديه و إخوانه تأثر ببطانةٍ سيئة و جلساء مفسدين يحملون أفكارا ً ضالة جنوا عليهم و أوردوه المهالك و تحولت نتيجة صحبته لهم إلى انتهاك ٍ لحدود الله , و تدمير لمصالح العباد , و سفك لدماء النفوس المعصومة . و إن المفرط في هذه الأمانة آثم عاصي لله جل و علا ,يحمل وزر معصيته أما ربه ثم أمام عباده . قال بعض السلف كنا نسمع أن أقواماً سحبوهم عيالاتهم على المهالك و الله تعالى يقول ( يا أيها الذين آمنوا إن من أولادكم و أزواجكم عدواً لكم فاحذروهم ) قال قتادة كان يقال إذا بلغ الغلام فلم يزوجه أبوه فأصاب فاحشةً ً أثم الأب ,و الشأن أيها المسلمون في تأسيس البدايات فإذا أسس عقل الصغير على المنهج السليم و التربية الصحيحة و توبع في ذلك , فإذا استقر ذلك في نفسه و دخل في قلبه ,ا كسب الصغير حصانة و حماية ضد كل فسادٍ و جريمة , لكن بعض الآباء و للأسف قد يتساهل و يفرط في تربية طفله و هو صغير و خاصة ً الذين بلغوا مرحلة التمييز بين الأشياء و التفريق بين النافع و الضار ,يتساهل الأب معهم بدافع العاطفة و الوجدان , حتى إذا ما بلغ المولود رشده كان قد استمرأ هذه الأذايا و تشرب عقله بتلك الأفكار , و تأثر بها في حياته و خالطت دمه و قلبه ليبقى الوالدان في اضطرابٍ و نكد و مكابدةٍ في العودة بأولادهم إلى طريق السلامة لكن هيهات , فكأن لسان الحال عنده يقول يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله , و قد بان للعيان و ظهر للناس كلمات أولئك الآباء على صفحات الصحف و ندمهم على ما فعل أبنائهم و هم أحاث في أسنانهم صغارٌ في أعمارهم كيف ضللوا , كيف هربوا من بيوتهم و دخلوا تلك الدوائر المظلمة و انتحلوا تلك الأفكار الضالة ,و صار حقا ً أيها المسلمون أن الطفل الذي يقوم على أساس الفطرة السليمة و العقيدة الصحية و العقل السليم و التوجيه السديد و المتابعة الدائمة و التفقد المستمر سوف ينطلق بإذن الله من تأسيس ٍ سليم و تربية ٍ صحيحة , و يحفظ من بدايات حياته من السلوك الضار بدينه و دنياه . فاتقوا الله أيها الأبناء و اعلموا أن أبنائكم أمانة ٌ من الله في أيديكم إن قمتم بها حق القيام فزتم برضا ربكم و ثواب خالقكم , و بالراحة في دنياكم و الذكر الحميد بعد مماتكم , و إن ضيعتموها فسوف تجنون عواقب الإهمال و التضييع ,فاختاروا لهم ما يصلحهم من أهل الدين و الصلاح و الحكمة , و تخير جليسك و جليس أولادك من أهل الدين و التقى و العلم و الاستقامة , تسعد به و تنفع منه و الله تعال يقول ( و اتبع سبيل من أناب إلى ) و يقول جل ذكره ( و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه ) و يقول تعالى ( و من يتول الله و رسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) و يقول سبحانه( يا أيها الذي آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا ) و اتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون ثم صلوا و سلموا على خاتم النبيين و إمام المرسلين و قدوة الله للعالمين نبينا و قدوتنا محمد ابن عبد الله فقد أمركم بذلك رب العالمين في كتابه المبين فقال عز من قائلٍ عليما ( إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما ) و قال عليه عليه الصلاة و السلام ( من صلى على صلاة صلى الله له بها عشرا ) اللهم صلى و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد النبي الصادق الأمين و على أهل بيته الطيبين وخلفائه الراشدين .