الخطبة الأولى
الحمد لله الموصوف بصفات الكمال ، أحمده سبحانه وهو الكبير المتعال ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده وسوله كريم السجايا والخلال ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله ، قال سبحانه: ﴿وَاتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفّى كُلُّ نَفسٍ ما كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمونَ﴾.
واعلموا عباد الله أنَّ أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
عباد الله: احمدوا الله على نعمة الإسلام ، واشكروه على نعمة القرآن والسنة: ﴿وَاتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفّى كُلُّ نَفسٍ ما كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمونَ﴾. تظفروا بأعالي الجنان.
عباد الله: روى أحمد والبيهقي بسند صحيح من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( الجماعة رحمة ، والفرقة عذاب )). فاحمدوا الله على نعمة الاجتماع واحذروا وحذروا من التفرق والاختلاف فإنه شر وبلاء على الإسلام والمسلمين .
عباد الله: إن من الجماعات الضالة المحظورة ، والفرق المنحرفة الخطيرة ؛ فرقة التبليغ أو الأحباب ، وإنَّ الواجب على أهل الإسلام الحذر والتحذير منها ؛ نصحاً للأُمة وبراءة للذمة.
عباد الله: لعل سائلاً يسأل ما هدف هذه الجماعة ؟! ويجيبكم عن هذا الشيخ العلامة الهمام صالح الفوزان حفظه الله ، حيث قال: ” هدفها واحد ، وهو أن تزيح دعوة التوحيد وتحل محلها “.
عباد الله: هل جماعة التبليغ “ الأحباب ” من الثنتين والسبعين فرقة الهالكة ، يجيبك العلامة الإمام سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى ، حيث قال: ” نعم من ضمن الثنتين والسبعين “.
بل قال الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله عن جماعة التبليغ والإخوان ليسوا من أهل السنة والجماعة ، بل قال المفتي الأسبق سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله عن جماعة التبليغ :” هذه الجمعية لا خير فيها وأنها جمعية بدعة وضلالة“.
وقال محدث العصر الشيخ الألباني رحمه الله :” إن دعوة التبليغ هي صوفية عصرية “.
وقال الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي رحمه الله عن جماعة التبليغ :” الواقع أنهم مبتدعة ومـخرفون “.
وقال فضيلة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله: ” لا الإخوان ولا جماعة التبليغ ليسوا من أهل المناهج الصحيحة “.
وقال فضيلة الشيخ حمود التويجري رحمه الله عن جماعة التبليغ :” إنهم جماعة بدعة وضلالة” .
عباد الله: إن هذه الجماعة ضلالاتها كبيرة ، وانحرافاتها خطيرة ، فمن انحرافاتها أنها لا تعتني بعقيدة التوحيد الخالص لله عز وجل ، ولا تحذر من الشرك ، قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن جماعة التبليغ :” عندهم خرافات ، عندهم بعض بدع والشركيات “. وقال رحمه الله :” جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة “.
وقال الشيخ العلامة أحمد النجمي رحمه الله عن جماعة التبليغ :” إنهم يهملون توحيد الألوهية ولا يجعلون له قيمة ، وهم في توحيد الأسماء والصفات ، أشعرية ماتريدية ، يعني على غير طريقة أهل السنة والجماعة “.
وقال العلامة زيد المدخلي رحمه الله عن جماعة التبليغ :” معروف بأنهم جهال بالعقيدة “.
عباد الله: جماعة التبليغ جهال بالعقيدة ، وعندهم خرافات وبدع وشركيات ، فإلى ماذا يدعون؟!
عباد الله: من الملاحظات على هذه الجماعة أنهم لا يدعون إلى لزوم السنة والتحذير من البدع؛ بل إنهم واقعون في بدع كثيرة ، كبدعة تحديد الخروج بثلاثة أيام أو أربعين يوماً ، ومن ذلك إتيانهم بالذكر المبتدع على طريقة الصوفية ، ومن مخالفاتهم اعتقادهم في المنامات والحكايات والخرافات.
عباد الله: أما عن كتب هذه الجماعة ككتاب تبليغي نصاب فيكفي ما قال سماحة المفتي الأسبق الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله :” وجدناها تشتمل على الضلالة والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك “.
أما عن مؤسس هذه الجماعة ( محمد إلياس ) فقد نشأ على الصوفية ، وكان يرابط عند قبر عبد القدوس أحد غلاة الصوفية ، والمسجد الذي انطلقت منه دعوة التبليغ فيه أربعة قبور ، ومحمد إلياس مؤسس هذه الجماعة مدفون في المسجد هو وجماعة معه .
فاتقوا الله عباد الله ، وحافظوا على عقيدتكم وتوحيدكم ، فهو أول ما تسألون عنه في قبوركم وفي عرصات القيامة واحذروا من هذه الجماعة المضلة والفرقة المنحرفة الغوية.
عِبَادَ اللهِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيل، فَاسْتَغفِرُوه إنَّه هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد عباد الله: إن جماعة التبليغ ” الأحباب” بوابة كبرى للإرهاب ، بل مارست الإرهاب والعنف ، والدلائل على ذلك كثيرة ، والشواهد وفيرة .
ومن ذلك ما ذكره صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله حيث قال :” إن من أصعب الأمور التي وردت عليه أثناء مسؤوليتي بوزارة الداخلية حادثة الحرم التي تورط فيها كثير ممن ينتمون إلى جماعتي التبليغ والإخوان المسلمين “.
ويقول علي عشماوي في كتابه الشهير ( التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين) :” كنا نتواصل مع جماعة التبليغ لنختار من يكون صالحاً لينضم معنا “.
بل ذكر إبراهيم عزت رئيس التبليغ في بعض البلدان أنه جاءه وفد من جماعة التكفير والهجرة وجماعة الإخوان المسلمين يطلبون منه الانضمام إليهم فاعتذر وقال لا أستطيع أن أنضم معكم ولكن أستطيع أن آتي بالشباب من المقاهي وأنتم تتولون الباقي ، وهذا يؤكد ارتباط جماعة التبليغ بالجماعات التكفيرية الإرهابية.
بل إن بعض من قاموا بالتفجير في العليا ذكر في اعترافاته أنه كان مع جماعة التبليغ ، بل أعلن في بعض الصحف المحلية محاكمة بعض المتسببين إلى جماعة التبليغ بسبب تأييدهم لتنظيم داعش الإرهابي.
أضف إلى ذلك أن كثيراً من رؤوس الحركات الإرهابية كانت بداياتهم مع جماعة التبليغ .
أضف إلى ذلك أن جماعة التبليغ لها تنظيم وبيعة على أربع طرق صوفية ، ولهم أمراء فروع ، الأمر الذي ينبئ عما وراءه ، بل قال مؤسس هذه الجماعة محمد إلياس لأتباعه في إحدى خطبه :” إذا لم تستطيعوا أن تحكموا أو تديروا بيوتكم فكيف تريدون أن تحكموا البلاد الإسلامية “. كفى الله المسلمين شرهم.
وبهذا يتبين لكل ذي عينين أن جماعة التبليغ ” الأحباب” مفرخة للإرهاب ، بل تمارس الإرهاب .
اللهُمَّ أعزَّ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الـشِّـرْكَ والمُـشـْرِكِين، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّين.
اللهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِح أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا.
اللهُمَّ وَفِّقْ جَمِيعَ وُلَاةِ المُسْلِمِينَ لِلعَمَلِ بِكِتَابِكَ، واتِّباعِ سُنَّةِ نَبِيِّكَ، وَتَحْكِيمِ شَرْعِكَ.
اللهُمَّ وَفِّق إمَامَنَا خَادِمَ الحَرَمَيْنِ لِما فِيه عِزُّ الإِسْلَامَ وَصَلَاحُ المُسْلِمِين.
اللهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وَإِخْوَانَه وَأَعْوَانَه لِما تُحِبُهُ وتَرْضَاه.
اللَّهُمَّ احْفَظْ جُنودَنا المُرَابِطِينَ وَرِجالَ أَمْنِنَا، وَسَدِّدْ رَمْيَهُمْ يَا رَبَّ العالَمينَ.
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالحَوْثِيِّينَ المُفْسِدِينَ، وَبِاَلْخَوارِجِ المَارِقينَ، وَبِجَميعِ أَعْداءِ الدّينِ.
اللهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتَك، وَتَحَوُّل عَافِيَتك، وَفُجَاءَة نَقِمَتِك، وَجَمِيعِ سَخَطِك.
اللهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ البَرَصِ وَالْجُذَام وَالْجُنُونِ وَسَيِّئ الأَسْقَام.
عِبَادَ اللَّهِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَإيتاءِ ذِي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ﴾.
فَاذْكُرُوا اللَّهَ العَظيمَ الجَليلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، واللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
جمع وتنسيق/ عبد الله بن مـحمد بن حسين النجمي
إمام وخطيب جامع الحارة الجنوبية بالنجامية بمنطقة جازان
التحذير البليغ من جماعة التبليغ – خطبة جمعة للشيخ عبدالله النجمي 6-5-1443 (1)