قد يتجه بعض الشباب إلى التطرف العنيف بتبني أفكار التكفير والغلو والقتل وسفك الدماء، فيقومون بأعمال محرمة ومجرمة لزعزعة الأمن والاستقرار، وهذا النفس الخارجي يواجه بإذن الله بوعي المجتمع بكافة شرائحه من العام والخاص، من الكبير والصغير، من الرجل والمرأة بمدى انحراف هذه الأفكار عن أصول الإسلام الحق، فالإسلام دين عظيم يحارب هذه الأفكار الدموية التي لا هم لها سوى زرع الفتنة والانحلال والانحراف، والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من الخوارج تحذيرا شديدا فجاء وصفهم في السنة النبوية بأنهم كلاب النار.
وفي المقابل علينا أن نكون أكثر وعيا بأفكار التمرد الناعم السلس، والذي تستخدمه بعض الدول والجماعات العالمية لزعزعة أمن الدول والمجتمعات على مدى بعيد ومدروس بعناية، فهذا التمرد لا يرتكز على قوة السلاح، وإنما يقوم على طرح الآراء الدخيلة على المجتمع واستخدام سلاح الإعلام للضغط على الدول فعندما تعمد فتاة للهرب من أسرتها ثم تقوم بعض الدول الكبرى بتقديم كافة أوجه العون والمساعدة لها، ويتم استقبالها من قبل أعلى المسؤولين فيها، فهل نظن أن كل هذه الحفاوة كانت ( لله وفي الله ) أم أن الأمور ليست بهذه البساطة المتصورة؟، فخروج مثل هذه النوعيات في وسائل الإعلام الأجنبية والكلام عن انعدام الحريات في دول المنطقة، وظلم النساء وتعمد تشويه الواقع الحضاري لبلدها وغير ذلك سيكون سببا لحشد الآراء العالمية ضد دول المنطقة، فليست المسألة مجرد هروب فتاة من أهلها، فبعض البلدان تستطيع الركوب على ظهر هذه الأحداث لخلق فوضى عارمة بعد عدة سنوات.
وعندما يدرس بعض الشباب في بلدان أخرى ثم يرجع بعضهم وهم قلة قليلة ويتحدثون عن مسائل الحكم والسياسة بما يناسب الدول الغربية متناسين أن المسألة في بلداننا شرع ودين، فالشرع يحرم علينا منازعة الولاة والخروج عليهم، فنجد أن هذه الفئة تتحدث عن مسائل تولي الحكم، وإزاحة بعض الأسر المالكة عن سدة الحكم، فهذه نوع خطير من التمرد الناعم، فكلمات هؤلاء قد تكون مصدقة من أصحاب العقول الضعيفة خاصة إذا مكنوا من وسائل الإعلام.
إن التمرد الناعم يواجه بالتربية الطيبة على الاعتزاز بالقيم والأخلاق العربية الإسلامية وحب الوطن وولاة أمرنا الطيبين، فمن اعتز بثقافته وهويته الإسلامية فيصعب جدا أن يشعر بانهزامية أمام الثقافات الأخرى، ومن أحب بلده ووطنه فلن يعطي الفرصة للأعداء للتكلم على بلده.
كتبه: د. عبدالله الكمالي