الحزبيون بعضهم أولياء بعض لا يتناهون عن منكر فعلوه
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان الا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ففي ليلة الخميس 28 من ذي الحجة 1432هـ الموافق 2011/11/24م، تم لقائي في برنامج «اليوم السابع» مع الأخ أحمد محمد الفهد، وكنت قد حذرت المسلمين من الصفويين والاخوان المسلمين، وبعدها ثارت ثائرة الأحزاب بين طاعن و شاتم و مشكك و كل ذلك بحمد الله لم يغير من قناعتي بما قلت شيئا، بل ازددت بصيرة و قناعة بما صرحت به من مؤامرة الصفويين والاخوان المسلمين على أهل السنة في كل بلاد المسلمين، وهذه الحقيقة أصبحت ظاهرة جلية عند كثير من الناس.
أما الخطر الصفوي الباطني فقد أظهرت أحداث سورية تلك الحقيقة، فلم يعد يخفى على أي مراقب تدخل ايران المعلن وأتباعها من العراق ولبنان بما يسمى «حزب الله»، وتأييد أتباع ايران في الكويت وغيرها، على الرغم من بشاعة الاجرام السافر الذي يقوم به النظام العلوي البعثي الكافر و شبيحته المجرمون ضد النساء و الأطفال و الرجال العُزّل.
وأما الاخوان المسلمون فبوادر شراستهم ظهرت وخطورتهم قادمة، أسأل الله تعالى أن يرد كيدهم عن المسلمين، وألا تقوم لهم قائمة.
أقول: أخي القارئ، لم يعد الأمر يُستنبط من لحن القول، كلا بل هذه تصريحات بعض قادتهم تهدد أمننا، وتتوعد بالانقلاب، زاعمين أنه «ربيع» لا بد ان يشمل بلادنا كما جرى على غيرنا!!
واليك أخي القارئ بعض هذه التصريحات حتى نكون على حذر منهم – كفانا الله شرهم – :
ففي مقابلة أُجريت مع الحركي حامد بن عبدالله العلي، الأمين العام السابق للحركة السلفية –الاخوانية – العلمية، تلميذ عبدالرحمن عبد الخالق، لما قال له المحاور:
”الآن شيخ حامد، في هذا الحراك العربي، السوري، اليمني، الليبي، حتى البحرين على الرغم من كل التحفظات التي سمعتها منك، ما تأثيره على منطقتكم هنا في منطقة الخليج؟ هل أنتم تشعرون بالاطمئنان أنكم لا تحتاجون للتغيير؟“
فأجاب:
”لا بالعكس، منطقة الخليج كغيرها هي بحاجة الى تغيير، كما أنت ذكرت في مقدمة الكلام، هي الأمور فقط عبارة عن تفاوت، تفاوت في الحاجة، وتفاوت في أسلوب التغيير، تفاوت في طريقتها، لكن الهدف واحد، التغيير يجب ان يشمل جميع البلاد العربية ومنها الخليج، والشعوب الخليجية لازم تفهم ان مشاكلها كلها التي تعاني منها حتى مشكلة التهديد الايراني سببها أنها لا تريد ان تتغير، يعني صارت مساحة فارغة للتهديد، النظام الايراني لماذا جاءكم؟ لأنهم ما في مشروع هنا، فهو يهدد في فراغ، كما فعل في العراق، وعدم غياب المشروع في حضارتنا، المشروع السياسي، العقيدة السياسية مهمة، العقيدة السياسية هي التي تصدر جميع المشروع السياسي وتوجهه، نحو هدف رسالة الأمة الحضارية، الشعوب الخليجية لا تشعر، كأن الملايين مهمشة وما عندها قرار، تم احتلال العراق عن طريق الدول الخليجية، كانت تركيا منعت، كأن الناس غير موجودين كيف تم احتلال بلد اسلامي عربي مثل العراق تأتي الجيوش تحتلها وفوق هذا تسوي أكبر تخريب توازن في القوى وتدخل عليكم خطرا أكبر وهو الخطر الايراني وأنتم لا قيمة لكم، ففي شعور بهذا وفي شعور لابد من التغيير“ انتهى كلامه بحروفه من لقاء مع حامد العلي قناة الحوار 2011/6/30.
فأنت تلاحظ أخي القارئ الكريم ما يتوعد به حامد العلي من التغيير:
- ووصف الخليج بأن فيه فراغا هو سبب تهديد ايران كما حصل في العراق.
- وأن ثم مشروعاً حضارياً سياسياً غائباً بسبب غياب العقيدة السياسية.
- وأن الشعوب الخليجية عبارة عن ملايين مهمشة لا قرار لها وكأنهم غير موجودين ولا قيمة لهم.
- واحتلال العراق كان عن طريق الدول الخليجية.
- ثم قال: ففي شعور بهذا وفي شعور لابد من التغيير.
ثم واصل كلامه فقال:
”لكن تلمس الطريقة، لأننا نضع هدفاً، العاقل يضع هدفاً يريد ان يصل اليه بأحسن طريقة و أحسن و سيلة و أحسن أسلوب، لا يضع هدفاً ثم يسلك له الوسائل التي لا تأدي به الى الهدف، و انما الى هدف آخر. و بالتالي سيأتي دورها“ انتهى كلامه.
أقول: فالحركي حامد العلي صرح هنا بأن لا بد من وضع خطة وهدف ويسلك له وسائل لتحقيق ذلك الهدف وهو التغيير المزعوم في دول الخليج ونبه على ان هذا الهدف المفروض ان يكون بأحسن طريقة وأحسن وسيلة وأحسن أسلوب ليتحقق هدف التغيير لا ان يخطئ في الأسلوب فيؤدي ذلك الخطأ الى هدف آخر.
لكن أخي القارئ تعال معي لنقف على احدى الطرق التي دعا اليها الحركي حامد العلي ولنتأمل في طريقه وأسلوبه هل سيحقق هدف التغيير الى الأفضل أم سيؤدي الى هدف آخر؟ فقد صدَّر بياناً في موقعه بعنوان ”بيان هام – يا أبناء جزيرة العرب و أحفاد المجد دونكم التاريخ فاصنعوه“ في يوم الجمعة 6 ربيع الثاني 1432هـ الموافق 2011/3/11م، وخلاصة بيانه أنه يدعو الى خروج الشباب في الجزيرة العربية وفي السعودية على وجه الخصوص بمظاهرات ضد حكومتهم زاعماً ان هذه المظاهرات من أجل التغيير المنشود و سأكتفي بذكر بعض العبارات من بيانه ومن أراد الوقوف عليه فليرجع اليه في موقعه قبل الحذف، مع اني أستبعد حذفه لأن الرجل أصبح جريئاً بباطله ودعوته العدائية الثورية!!
فمن عباراته التي بدأ بها بيانه تغريراً بالشباب ان قال لهم:
”يا أبناء حرم الاسلام، وجوار منبع نور النبوة الكرام وساكني أرض الهداية المحمدية ومعدن العروبة الأبية…“
ثم حرّض الشباب على الاقتداء بالثورات العربية فقال:
”لئن كانت الشعوب من حولنا ترسم لها مستقبلاً مشرقاً فاننا على رسم لوحة مستقبل كل أمتنا المورق أجدر، ولئن كانت الشعوب قد استطاعت ان تفجر نهضة تعيد كرامتها وتستعيد عزتها وتستر حقوقها وتعلي راية عدالتها فان استطاعتنا ان نفجر نهضة متفوقة على جميع الشعوب أمضى وأخطر“
أقول: كلام الحركي حامد العلي في التهييج والتحريض للشباب للقيام ضد حكوماتهم وولاتهم في الخليج لا يحتاج الى توضيح فهو صريح جداً اذ لم يستعمل لغة الاشارة والتلميح، لذا تجده يواصل فيقول بالحرف الواحد:
”فيا شعوب الخليج، يا أبناء هذه البقعة المباركة، قوموا لنحمي القيم التي أقامها آباؤنا، وأجدادنا، بدمائهم، وأرواحهم، ثم جعلوها في أيدينا لنذود عنها، ونحمي ذمارها. قوموا اليوم لنبني من بين هذه الأطلال البوالي، وتلك الآثار الدوارس، مستقبلا يشرق بشمس العدالة، ويضيء بنجوم سماء الحقّ، ويتنفّس هواء الحرية التي تطلق طاقات ابن الجزيرة الأصيل، ليملأ آفاق الأرض بابداعات العربي، لِنعلِّم الناس أجمعين ان هذا الشعب الذي غيَّر التاريخ عندما ارتفع منه أعظم مشعل هداية، وانطلقت منه أروع حضارة، حاملا اضاءة الحرية المنيرة بـ(جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد)، أنَّه قادر ان يعيد الكرّة، فيعيد بعث أعظم مشروع حضاري يعيد ترتيب العالم العربي، وفق قيمه العالية، ويجمع شمل الأمّة الاسلاميّة تحت مبادئه السامية. مشروع سياسي: يقضي على نظام (السادة والعبيد)، ليصنع الدولة العادلة، في يد الأمّة التي تملك السلطة، والرقابة، فتجعل النظام السياسي خادما لها، ومسخّرا لراحتها، والثروة في تصرف الأمة تنفقها في مصالحها، حتى لايبقى فيها من تذلُّه حاجة، أو تهينه فاقة“
أقول: هذه دعوة الحركي حامد العلي تلميذ عبدالرحمن عبد الخالق وتأمل قوله ”ثم اجعلوها في أيدينا“ فهو تصريح واضح وقول فاضح يدل على رغبة القوم في السلطة فيسعون جادين مجتهدين في تحريض شباب الأمة زاعمين أنهم يريدون قلب الواقع وتغيير سياسة ”السادة والعبيد“ التي تصورها في مخيلته ثم أراد إقناع الناس بها، فالله يحفظنا من كيدهم و يكفينا شرهم.
أخي القارئ لا تستغرب اتفاق الصفويين والاخوان المسلمين على مشروع التغيير والدعوة للمظاهرات واحداث المصادمات في دول الخليج والمملكة العربية السعودية بالأخص، فعلى الرغم من مهاجمة الحركي حامد العلي للمشروع التوسعي الايراني، الا ان بينهم اتفاقاً على تخريب الخليج و من ثم اما تقاسم الخليج بينهم أو التنافس على الصدارة و السيطرة.
ولا يغرنك هذا التراشق وما يتظاهرون به من الخلاف العقائدي فلا هؤلاء ولا هؤلاء أصبح عندهم أمر العقيدة مهماً لذا لو نظرنا الى واقع الاخوان و الصفويين عبر التاريخ المعاصر لوجدنا دعوة التقارب بينهم ظاهرة منذ أيام مؤسسهم حسن البنا الى تصريحات الدكتور طارق السويدان اليوم.
فوالله عن نفسي ما سمعت كلمة واحدة ينكر فيها الحركي حامد العلي على قادة حماس علاقتهم بالنظام الايراني الصفوي ولا سمعته ينكر عليهم وفاءهم للنظام السوري البعثي العلوي الكافر فإني في هذا المقام و المقال أدعو كل مسلم سمع إنكاراً من دعاة الاخوان و الحركيين على السويدان في تأييده لشيعة البحرين ضد حكومة البحرين فليزودني به حتى لا نظلم أحداً. و إنما أتكلم عن نفسي و بحدود ما علمت و لا أدعي أني محيط بكل شيء.
نعم سمعت كما سمع غيري أن الدكتور عجيل النشمي دافع عن الدكتور يوسف القرضاوي مراراً لكن ما سمعت في حياتي قط أنه رد عليه بكلمة واحدة!!
فهل يستطيع الدكتور عجيل النشمي أن ينكر على القرضاوي تصريحاته الأخيرة في حق حكام الإمارات؟
نعم لقد قرأت كما قرأ غيري وانتشر كلام في وسائل الاعلام عن زعيم حركة النهضة الاسلامية في تونس المدعو راشد الغنوشي قوله
”العام المقبل سيكون عام انتهاء النظم الملكية العربية“
و قوله
”الثورات تفرض على الملكيات العربية اتخاذ قرارات صعبة، فإما ان تعترف بأن وقت التغيير قد حان أو أن الموجة لن تتوقف عند حدودها لمجرد أنها نظم ملكية“
و قوله
”الجيل الشاب في بعض دول الخليج لا يعتقد أنه أقل جدارة بالتغيير من رفاقه في تونس أو سورية“
و قوله
”العالم العربي أمة واحدة والشعب العربي يملك ثقافة مشتركة ما يحصل في المغرب يعطي الأمل بأن بعض الملكيات قد فهمت رسالة اليوم الحاضر و هي وجوب اعادة السلطة الى الشعب“
فهل يستطيع الدكتور نبيل العوضي ان ينكر على الغنوشي تحريضه هذا لشباب الخليج على الخروج والثورات؟ ثم لا يخفى على أحد تأييد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي للنظام البعثي العلوي الكافر فهل نتوقع كلمة إنكار من الدكتور محمد العوضي الذي طالما أظهرت لنا وسائل الاعلام توقيره واحترامه لشيخه البوطي؟!
وهل الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق لا يعلم ما يصرح به طلابه وتلاميذه الذين طالما افتخر بهم؟! نريد كلمة من الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق في التعليق على كلام تلميذه حاكم عبيسان المطيري لما قال في تغريدته في التويتر بتاريخ 2011/11/8 بالحرف الواحد:
”نحن في الخليج نعيش ارهاصات ثورة لا يعلم الا الله متى وكيف ستحدث الا أنها قطعاً قادمة تموج موج البحر حتى تستقر على جودي الحرية لشعوبها“
الله المستعان.
نحن بانتظارك يا شيخ عبدالرحمن عبد الخالق هل توافق على كلام تلميذك حاكم عبيسان أم تخالفه؟
وقال الحركي حامد العلي أيضاً في دعوته لأبناء الجزيرة العربية بالمظاهرات ومبرراً للخروج على حكوماتهم:
”شعب حرّ كامل الاختيار، يقطع اليد التي تريد ان تستعبده، سواء كانت من خارجه من مستعمر يستنزف مقدراته، أو من داخله من متآمر يسخِّر مكتسبات الشعب لشهواته. ياشعوب الجزيرة العربية، يا أبناء الإباء، لقد بات واضحا ان الأنظمة فشلت فشلا ذريعا في تحقيق النهضة المنشودة التي طالما حلمنا بها. بل عملت على افشال كلَّ عوامل بعثها، فأصبحت بلادنا في أدنى المؤشرات على كلّ المستويات. أصبحت كالعدم في السياسة الخارجية، حتى تحوَّلت منطقة الخليج الى مسرح مفتوح على مصراعيه، للمتصارعين الاقليميين، والدوليين، يعبثون في الخليج كما يشاؤون، وصارت بلادنا مجرد أداة بيد الأجنبيِّ، يستعملها في أهدافه. وأضحت بلادنا أفشل منطقة في الاستفادة من الثروة الهائلة التي تمتلكها، وغدت أكثر مناطق العالم في التخلُّف السياسي، فما زالت تحُكم بصيغ حكم عفى عليها الزمن، من بقايا عصور التخلُّف، ولا يوجد في العالم بأسره – حتى في أدغال افريقيا!! – مثلها في التخلف، فشعوبها المليونية تعيش حالة القطيع، ونخبها تعامل كالخدم في قصور السادة! ومثقفوها مسخَّرون لتلميع الزعماء، وسط أجواء مليئة بوباء النفاق، والتزلّف الممجوج اللعين! وباختصار: لقد باتت ملعبا لأطماع الأجنبي، ونهبا لكلِّ ناهب، ومضرب المثل في التخلُّف، والازْدراء! وقد آن الأوان ان يهبَّ الجميع لتصحيح هذه الأوضاع المزرية، واعادة الاعتبار لشعوبنا، لترفع الرأس شامخةً بكرامتها، عاليةً بعزِّتها، مرتفعة بحريّتها“
و بعد هذا النقل الموثق عن الحركي حامد العلي أرشده الله لهداه، نريد أن نعرف رأي الدكتور شافي بن سلطان العجمي هل يوافقه أم يخالفه؟ فلقد عودنا بتصريحاته المستمرة حول الأحداث التي تهم العالم الاسلامي!!
أخي القارئ الكريم تابعني في المقالات القادمة إن شاء الله تعالى لأبين لك أن الحزبيين بعضهم أولياء بعض، لا يتناهون عن أخطاء بعضهم. والله المستعان.
و الحمد لله أولاً و آخراً و ظاهراً و باطناً و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين