الذب عن السنة بإنكار البدع
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثبت في الصحيحين عن عائشة-رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله-ﷺ-
(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)
فالإحداث في الدين أمره عظيم وعذابه أشد وهو أعظم من المعاصي الأخرى
فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن المعاصي الشبهاتية ( البدع ) أشد من المعاصي الشهوانية بالاتفاق.
ولذلك يحرص الشيطان على إيقاع الناس في البدع باسم الدين
ويقبل العامة كثير من البدع؛ لأنها تغلف بالدين والسنة وكثير من العاطفة
ويستدل عليها – والاستدلال خاطئ – بعمومات القرآن والسنة
؛لذلك يقبلها كثير من الناس.
وسوف أذكر على عجالة واختصار بعضًا من هذه البدع :
فمن البدع التي انتشرت في هذه الأزمنة ما يلي :
1- الاحتفال بالمولد النبوي بحجة حب النبي ﷺوالتذكير بسيرته.
2- الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج في ليلة 27 رجب
وأنها ليلة عظيمة أسري فيه بالنبي ﷺوفرضت فيها الصلوات الخمس ونحو ذلك
3- التذكير ليلة الجمعة ويومها بالصلاة على النبي ﷺ
فتجد بعضهم يرسل الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة يحث الناس على الصلاة على النبي ﷺ
ولو كان خيرًا لفعله السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم فهم أحرص على الخير حرصا شديدا
ولمَّا لم يفعلوه كان ذلك بدعة.
فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
4- ومثله كذلك حملة الاستغفار أو حملة الصلاة والدعاء لأمر
5- ومن البدع كذلك
التذكير كل يوم وليلة بأذكار الصباح والمساء
6- وكذلك تذكير الناس بالورد القرآني لحثهم على قراءة القرآن الكريم كل يوم
والحامل على ذلك كله هو حب الخير وإرادة الأجر من الله ورد الناس للجادة.
وهذه من مصائد الشيطان لبني آدم.
أخرج الدارمي -رحمه الله- بسند صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه وجد مجموعة في مسجد معهم حصى يسبحون الله بالحصى مائة مرة ويحمدونه ويكبرونه مئة مرة
فأنكر عليهم ابن مسعود رضي الله عنه ذلك وذكر أن أصحاب محمد ﷺ متوافرون، ولم يفعلوا ذلك وذكر أن فعلهم من البدع
فلو نظرنا إلى فعلهم بالعاطفة وحب الدين لقلنا فعلهم خير
فهم لم يجتمعوا على غيبة أو نميمة او مشاهد محرمة ونحو
ولكن ابن مسعود رضي الله عنه أنكر عليهم بالسنة التركية
والله الهادي
أبو العباس سالم العباسي
الرياض – 1444/7/16