الرد النّسِيم على المتعالم وسيم
قال وسيم يوسف في “تغريدة” له في “تويتر”:
إذا أرادت الدول العربية التخلص من الإرهاب؛ فعليها محاربة “الفرقة الناجية”، والتحذير منها بجرأة؛ كما فعلت مع “الإخوان المسلمين، فكلاهما أصل التطرف. انتهى.
أقول: الرد على هذا الكلام يحتاج بسط وتوضيح وبيان، لكن المقام لا يساعد، مع زُهد القُرّاء في القراءة، فنختصر قدر المستطاع. وبالله التوفيق.
1) طلب وسيمُ محاربة “الفرقة الناجية”؛ هذا كُفر – ولسنا نُكفره – حتى لا يأتي من يصطاد في الماء العكر؛ لأن الفرقة الناجية هم:
“أهل الحديث، الطائفة المنصور، أهل السنة والجماعة، أهل الأثر، حملة العلم، ورثة الأنبياء”، فإذا حاربهم فقد حارب الإسلام.
قَالَ الرّبيع بن سُلَيْمَان: قَالَ الشَّافِعِي:
“من أبْغض أَحْمد فَهُوَ كَافِر”.
فَقلت: تطلق عَلَيْهِ اسْم الْكُفْر؟ فَقَالَ: نعم.
“من أبْغض أَحْمد بن حَنْبَل؛ فقد عاند السّنة، وَمن عاند السّنة؛ قصد الصَّحَابَة، وَمن قصد الصَّحَابَة؛ أبْغض النبي، وَمن أبْغض النَّبِي؛ كفر بِاللَّه الْعَظِيم”.
[طبقات الحنابلة” (1 / 13) لابن أبي يعلى، و “المقصد الأرشد” (1 / 69) لابن مفلح].
2) نداء لوسيم!!
أين هذه “الفرقة الناجية”؟ في أي بلد من البلدان العربية؟ ومن هو قائدها وزعيمها ومؤسسها؟ ومتى تأسست “الفرقة الناجية”؟
لأننا نعرف وبالعلم اليقيني أنَّ “فرقة الإخوان المسلمون”؛ مؤسسها وقائدها وزعيمها: حسن أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي الصوفي الخرافي الخارجي.
فننتظر منك جواب على الأسئلة أعله عن “الفرقة الناجية” ضروري كي يكسب القاري منك ثقافة عنها ويحذرها.
وأما أنا فسأُعَرِّفك والقُرّاء من هي “الفرقة الناجية” بالدليل والبرهان الواضحين:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: (سَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ). قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَنْ هِيَ؟ قَالَ: (الْجَمَاعَةُ).
[انظر: “الصحيحة” (204)، و “صحيح الجامع” (2042، 2641)].
قَالَ إمام أهل السنة أحمَدُ بنُ حَنبلٍ: “إِنْ لَمْ يَكُونوا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ”.
[“شرف أصحاب الحديث” (ص 25) للخطيب البغدادي].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “هُمْ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَهُمْ الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَةُ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ النَّبِيُّ: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ ..)”.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: “قَوْلِي: اعْتِقَادُ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ: هِيَ الْفِرْقَةُ الَّتِي وَصَفَهَا النَّبِيُّ بِالنَّجَاةِ”.
وقال: “وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِأَنْ تَكُونَ هِيَ الْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ أَهْلُ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ”.
[“مجموع الفتاوى” (3 / 159، 179، 347)]
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ).
[انظر: “الصحيحة” (270، 403، 1956)، و “صحيح الجامع” (702)].
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: “إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ، فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ!”.
[“المحدث الفاصل” (ص 178)، مسألة الاحتجاج بالشافعي” (ص 33)، و “شرف أصحاب الحديث” (ص 26) كلاهما للخطيب البغدادي].
قَالَ الإمامُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ البُخارِيُّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ المَدِينِيِّ: “هُمْ أَصْحَابُ الحَدِيثِ”.
[“جامع الترمذي” (4 / 485 / حديث 2192)، و “الكامل في ضعفاء الرجال” (1 / 121)].
وَقَالَ إمام أهل السنة أحمَدُ بنُ حَنبلٍ: “إِنْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَةُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ”.
[“معرفة علوم الحديث” (ص 3)، ومعجم مشتبه أسامي المحدثين” (ص 22) كلاهما للحاكم، و “شرح السنة” (14 / 212) للبغوي].
قَرَأَ النَّبِيُّ ﷺ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} .. [البقرة: 143]، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ البُخارِيُّ: “هُمُ الطَّائِفَةُ الَّتِي قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ ..).
[“خلق أفعال العباد” (ص 16).].
قَالَ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: سَمِعْتُ أَبِي، وَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَنْظُرُ إِلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَمَا هُمْ فِيهِ، قَالَ: “هُمْ خَيْرُ أَهْلِ الدُّنْيَا”.
[“معرفة علوم الحديث” (ص 3)].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “هذَا اعْتِقَادُ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ الْمَنْصُورَةِ إلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ ..”.
[أول كتابه “العقيدة الواسطية”، و”مجموع الفتاوى” (3 / 129)]
3) وسيم يوسف؛ وصف الفرقة التي يطالب بمحاربتها أنها: “ناجية”؛ وهي كذلك بالنصوص السابقة.
فأقول: فليختر له فرقة هالكة يرحل معها؛ لأن الناجية ضدها الهالكة والعياذ بالله. فكأني بالرجل لا يدري ما يخرج من رأسه، وإلا لو كان عنده ذرّة من عقل – لا أقول: علم -؛ لما خرج هذا الكلام منه. نسأل الله السلامة.
4) وسيم يوسف؛ عنى بمحاربة “الفرقة الناجية”؛ المنهج السلفي الذي قامت عليه الدولة السعودية من أكثر من ثلاثة قرون وحتى الآن والحمد لله، ونفتخر بها حكومة.
ولعله أراد أن يقول: “الوهابية” فخانه لسانه خوفاً من أسرة “آل الشيخ” والعلماء المحبين لمحمد بن عبد الوهاب المجدد، فتورط فيما هو أعظم؛ وهو اتهام علماء الحديث، ولعله لا يسلم مِن إنْ كان في كلامه لمزٌ لحديث النبي!!
والله اعلم.
كتبه دفاعاً عن “الطائفة المنصورة الفرقة الناجية” وأهلها:
أبو فريحان/ جمال بن فريحان الحارثي.
لقراءة المقال بملف pdf
http://islamancient.com/ressources/docs/866.pdf