الرد على الحركيين توحيد وتقوية للصف
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته …………. أما بعد:
فيتقلب الإخوان المسلمون السعوديون، الثوريون، دعاة الخروج والفتنة كالحرباء، بحسب مصالح حزبهم، فإذا شدت الدولة عليهم ضعفوا وغيروا جلدهم، من دعاة ثورة وخروج، إلى دعاة وطنية وجمع للصف، زعموا .
فإذا قام دعاة السنة، وحماة العقيدة، ودعاة الاجتماع والألفة بحق، بكشف عوارهم، وبيان زيفهم، وأنهم دعاة بدعة، وفتنة، وثورة، وخروج، صاحوا وصاح أتباعهم: إن هؤلاء المحذرين منا دعاة تفريق وتمزيق في وقت نحتاج فيه إلى اجتماع والتفاف لمواجهة الصفويين ودولتهم إيران وهكذا …!!
وهذا التمثيل الحركي الإخواني مكشوف، ولأهل البصيرة معروف، بل وعند كثير من العامة مفضوح .
وكشف تدليسهم من أوجه :
الوجه الأول/ تنقية الصف من خونة الداخل، وإحكامه، أعظم سبيل لمواجهة العدوان الخارجي، ومن ذلك بيان خطر الحركيين، الثوريين، الحرباويين . بل إن النبي ﷺ وهو في حالة حرب أصلح الصف من الداخل ثبت عند الترمذي أن النبي ﷺ لما خرج إلى حنين مر بشجرة للمشركين يقال لها: ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم، فقالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” سبحان الله هذا كما قال قوم موسى {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة} والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم ” ، فلم يمنع رسول الله ﷺ أن ينكر عليهم أو يشدد عليهم أنهم في حرب .
وهذا ما فعله طالوت ، فإنه نقى الصف قبل أن يواجه عدوه جالوت فقال {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ }
الوجه الثاني/ لما كان أهل السنة ولا يزالون يدعون للاجتماع على الحاكم، ببيان عقيدة السمع والطاعة، كان الإخوانيون السعوديون يدعون إلى وحدة الصف الإخواني، لا وحدة الصف السعودي على خادم الحرمين الشريفين، بدليل أنه لما كان من مصلحتهم الحرب، والثورة، كانوا دعاة ثورة أيام الربيع المسمى بالربيع العربي، وأيام حكم الإخوان في مصر في عهد محمد مرسي ، وإليك ما يثبت ذلك في هذه الروابط المهمة :
https://youtu.be/6KaSpZnhi-w
https://youtu.be/tKpUG7mvQQo
https://www.youtube.com/watch?v=Xmkd5cQoE44
ولما ضعف حزبهم، وخافوا سطوة الدولة، أظهروا أنهم دعاة وحدة للصف !!
الوجه الثالث/ مما يدل على أن الإخوان السعوديين وأذنابهم ليسوا صادقين في أنهم دعاة وحدة الصف: أنهم لا يدعون للاجتماع بالطريقة الشرعية، بتقرير عقيدة السمع والطاعة، والتي مقتضاها الاستمرار على الاجتماع على ولي الأمر، وإنما يدعون لوحدة الصف لمصلحة عارضة، وهي مواجهة العدو الصفوي وغيره، ومعنى هذا لو رأوا المصلحة في خلاف ذلك انقلبوا .
الوجه الرابع/ إنّ من السذاجة بمكان أن يصدق بأن الإخوان السعوديين تابوا، وهذا لا يصح لا شرعًا، ولا عقلًا؛
أما شرعًا: قال تعالى {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا} ، فلا تقبل التوبة إلا بأمور ثلاثة: الندم، وإصلاح ما أُفسد، والتصريح بأنهم كانوا مخطئين .
قال ابن القيم في عدة الصابرين (ص: 68): ” ولهذا كان من توبة الداعى إلى البدعة أن يبين أن ما كان يدعو إليه بدعة وضلالة، وأن الهدى في ضده، كما شرط تعالى في توبة أهل الكتاب الذين كان ذنبهم كتمان ما أنزل الله من البينات والهدى ليضلوا الناس بذلك، أن يصلحوا العمل في نفوسهم ويبينوا للناس ما كانوا يكتمونهم إياه”
وقال السعدي في تفسيره :” {إِلا الَّذِينَ تَابُوا} أي رجعوا عما هم عليه من الذنوب، ندماً وإقلاعًا، وعزمًا على عدم المعاودة، {وَأَصْلَحُوا} ما فسد من أعمالهم، فلا يكفي ترك القبيح حتى يحصل فعل الحسن.
ولا يكفي ذلك في الكاتم أيضًا، حتى يبين ما كتمه، ويبدي ضد ما أخفى، فهذا يتوب الله عليه، لأن توبة الله غير محجوب عنها، فمن أتى بسبب التوبة، تاب الله عليه ”
وما نراه من كذبهم وإصرارهم بقولهم إنهم من قديم كانوا دعاة وطنية ولحمة، يؤكد أنهم مراوغون، وفي توبتهم كاذبون.
أما عقلًا: فإنهم لو كانوا صادقين في توبتهم؛ لرجعوا إلى دعاة الاجتماع وهم أهل السنة – الذين يسمونهم بالجامية – وتبرؤوا من جماعة الإخوان الإرهابية، ومن كتب سيد قطب الثورية التي بها يشيدون، ولها ينصحون ويدعون .
هل رأيتم كبار الحركيين السعوديين وصفوا جماعة الإخوان بأنهم إرهابيون تبعًا للبيان الذي صدر من الدولة باجتماع أهل العلم ورجال الأمن والسياسة ؟!!
الوجه الخامس/ كان دعاة السنة – الذين يرميهم الإخوان في السعودية تنفيرًا بالجامية – يقررون عقيدة السمع والطاعة لولي الأمر في غير معصية الله .
وحقيقة هذا هو الدعوة للاجتماع؛ لأنه اجتماع على الحاكم، وهذا الاجتماع الشرعي ينتج منه القوة والأمن ونشر الدين، وكان الحركيون منازعين، وله مشاقين .
ومما يؤكد أنهم دعاة ثورة وفساد، ودمار لدولتنا، ولدول العالم الإسلامي هو أن العودة ألفّ كتابًا سماه ( أسئلة الثورة) وهو دعوة صريحة للتمرد على الولاة باسم الحرية، وقد تلاعب هو والعريفي في مدلول حديث “اسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك ”
http://www.islamancienttube.com/video/347
وقد رد عليه الشيخ الفاضل حسام الحسين –وفقه الله-
http://islamancient.com/play.php?catsmktba=101840
ولأجل هذا اجتهد أهل السنة في تقرير عقيدة السمع والطاعة، ومن ذلك أني خرجت في لقاء بإحدى القنوات أرد فرية إسقاط عقيدة السمع والطاعة بزعم أنها غلو
https://www.youtube.com/watch?v=MN22SEoRd8g
ومن اللطيف داخل د. سعود الفنيسان معارضًا، ومخالفًا، وأتى بالمضحكات، والمهازل الموبقات وذكر أن أبا جهل سلفي!!!.
وأوكد أنه لو كان الإخوان السعوديون صادقين في توبتهم، لرجعوا إلى من أسموهم جامية بالشكر، والاعتذار .
هذا كله يوضح أن دعوتهم لجمع الكلمة ووحدة الصف لباس حرباوي تقتضيه مصلحة الحزب وفقه المرحلة، وتبعهم بعض الدهماء الذين خدعوا باسم الدين والغيرة عليه .
وقبل ختم المقال فإنه من التناقض المخزي أنه على مبدئهم -في هذه المرحلة – يعدّون الرد مفرقًا للصف ومع ذلك هم مجتهدون في الرد على أهل السنة -الذين سموهم زورًا بالجامية – وأيضًا كانوا بالأمس يعيبون دفاعنا عن الدولة بحق وصاروا الآن يسابقوننا – تقية – للدفاع عن الدولة ويرموننا بمخالفتها !!
وأخيرًا ..
أذكّر بأن الرد على المخالف من النصح والشفقة لا الغيبة بإجماع العلماء
http://islamancient.com/play.php?catsmktba=102473
اللهم عليك بدعاة البدعة، والثورة، والفساد، يا قوي يا عزيز.
اللهم أعزّ الدولة السعودية بالتوحيد والسنة، وزدها عزًّا وقوة، وجميع دول المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. عبدالعزيز بن ريس الريس @dr_alraies
المشرف على موقع الإسلام العتيق
http://islamancient.com/
26 / 6 / 1437هـ