الخطبةُ الأولى:
الحمدُ للهِ الملكُ المعبودُ، ذي المّنِّ والعطاءِ والجودِ، نِعمُهُ وأفضالُهُ علينا نازلةٌ وذنوبنا وسيئاتنا إليه في صعود، نستغفرُ ربَّنا ونتوب إليهِ وهو الرحيمُ الودودُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله المُضلُّ الهادِ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدهُ ورسولُهُ المبعوثُ رحمةً بالعبادِ، صلى الله عليه صلاةً دائمةً إلى يوم التنادِ.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
أمَّا بعدُ:
فإنَّ مِنْ أعظمِ العباداتِ وأجَلِّها وأكثرِهَا أجرًا وفضلًا، وتنوَّعتْ الأدلةُ الشرعيةُ في بيانِ فضائِلِهَا وفي الحثِّ عليها: الصدقةَ، نعَم الصدقةُ وما أدراكَ ما الصدقةُ، هذهِ الصدقةُ عجيبةٌ للغايةِ، قد بيَّنَ ربُّنَا في كتابهِ ونبيُّنَا ﷺ في سنتهِ فضائلَ عظيمةً لهذهِ الصدقةِ، بيَّنَ أنَّها لا تُنقِصُ المالَ حقيقةً، بَلْ تُبارِكُهُ، وبيَّنَ أنَّ إنفاقَهَا مُضاعَفُ الأجرِ، وبيَّنَ أنها برهانٌ ودليلٌ على صِدقِ الإيمانِ، وجعلَ عندَ رأسِ كُلِّ أحدٍ مَلَكينِ يدعونَ للمتصدِّقينَ، يا للهُ! ما أعظمَ أجرَ هذهِ الصدقةِ.
قالَ سبحانهُ: ﴿وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [سبأ: 39] تأمَّل قولَهُ: ﴿فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾.
وَمِنَ الآياتِ العجيبةِ في بيانِ فضلِ الصدقةِ قولهُ تعالَى: ﴿وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة: 272] إذَنْ مَنْ تصدَّقَ فهوَ يتصدَّقُ على نفسهِ.
ثمّ مَنْ تصدَّقَ فإنَّ اللهَ يخلف لهُ صدقتهُ، قالَ سبحانهُ: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 261] تأمَّلوا هذه المُضاعفةُ العظيمةُ لعملِ الصدقةِ.
وقالَ سبحانهُ: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 263] ثلاثةُ أمورٍ:
الأولُ: لهُ أجرهُ عندَ ربِّهِ، والأجرُ ليسَ عندَ كُلِّ أحدٍ، وإنما عندَ الكريمِ سبحانهُ وتعالَى.
الثاني: لا خوفٌ عليهِم، والخوفُ إذا أُطلِقَ معَ الحُزُن، فالمرادُ: لا خوفٌ عليهِمْ فيما يُستَقبَل من الموتِ وسَكَراتهِ، وعذابِ القبرِ وأهوالِ يومِ القيامةِ، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ [الحج: 1-2].
يقولُ اللهُ عَنِ المُتصدِّقينَ، عَنِ الذينَ يُنفقونَ الأموالِ التي جُبِلَت النفوسُ على حُبِّها وعلى جمعِهَا: ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر: 20] هذا المالُ مَنْ أنفقَهُ للهِ مُبتغيًا ما عندهُ مِنَ الثوابِ قالَ سبحانهُ: ﴿وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ أي فيما يُستَقبَل ﴿وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ أي فيمَا مضَى، وهذا فضلٌ عظيمٌ لِمَن تدبَّرهُ وتأمَّلهُ.
وقالَ اللهُ سبحانهُ: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ [البقرة: 276] نعَم! إنَّ الصدقاتِ تُزيدُ المالَ بركةً، وتكونُ سببًا لكثرةِ المالِ، وسببًا لزيادتهِ، خلافًا لما يظُنُّ البُخلاءِ ومَنْ ليسَ ذا يقينٍ شديدٍ فيما وعدَ اللهُ، إنهم يظنونَ أنَّ الصدقةَ تُنقِصُ المالَ، واللهُ يقولُ: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ إنَّ الصدقةَ تزيدُ المالَ.
وروَى البخاريُّ ومسلمٌ عَنْ أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا». أي: اعطِ المُمسك محقًا، أي لا يُبارَكُ لهُ في مالهِ.
فيا إخواني تأمَّلوا هذا الأمرَ، واعلموا عِلمًا يقينيًّا لا مِريةَ فيهِ أنَّ الصدقةَ تزيدُ المالَ، وأنَّ الصدقةَ سببٌ لرضوانِ الرحمنِ، وأنَّ الصدقةَ تُبارِك للإنسانِ، إلى غيرِ ذلكَ مِنَ المعاني الكثيرةُ.
ولأنَّ المالَ محبوبٌ للنفوسِ فقَدْ جعلَ النبيُّ ﷺ الصدقةَ بُرهانًا على الإيمانِ، روَى الإمامُ مسلمٌ عَنْ أبي مالكِ الأشعريِّ -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ: «وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ».
قد يكون بعضُ الناسِ صاحبَ صلاةٍ وتلاوةٍ للقرآنِ، إلى غيرِ ذلكَ مِنَ الطاعاتِ الذاتيَّةِ، لكن إذا جاءتِ الصدقةُ بَخِلَ، وتذكَّرَ الأولادَ، ومطامِعَ النفسِ، وجاءهُ الشيطانُ مِنْ هذا البابِ وذاكَ البابِ، حتَّى يجعَلَهُ مِنَ المُمسكينَ والذينَ لا يُسابِقونَ في طاعةِ الرحمنِ وإغاظةِ الشيطانِ.
وتأمَّلوا قولهُ تعالَى: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 268] إنَّ الشيطانَ يعدُنَا الفقرَ، إنَّ الشيطانَ يُخوِّفُنَا مِنَ الدنيا ومِنَ الفقرِ …إلى غيرِ ذلكَ حتى نُمسِكَ، وحتى نكونَ هَلِعينَ مُتعلِّقينَ بالدُّنيا… أصحابَ أوهامٍ وخيالاتٍ…، ﴿وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ إنهُ ربُّنا سبحانهُ.
قالَ الإمامُ ابنُ القيمِ -رحمه الله تعالى-: انظُر إلى نفسِك إلى أيِّ الوعدَينِ أقربُ؟ ألوَعدِ الشيطانِ؟ أو لوَعدِ الرحمنِ؟
إنَّ مَنْ كانَ ذا يقينٍ واللهِ لَنْ يتردَّد في وعدِ الرحمنِ الذي قالَ سبحانهُ: ﴿وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: 6].
إخواني: اعلموا أنَّ ثواب المال ليسَ خاصًا بالصدقة على الفقيرِ، بَلْ كُلُّ مالٍ تُنفِقهُ أحسِنْ النيَّةَ فيهِ، فإنَّكَ تُثابُ على نفقةِ المالِ على زوجِكَ، وأولادِكَ، وبِرِّكَ للوالِدَيْنِ، وصِلَتُكَ للأرحامِ، والفقراءِ المحتاجينَ… واحمَدِ اللهَ أنَّ اللهَ جعَلَ لكَ مالًا تُنفِقُ بهِ على غيرك ولَمْ يجعَلْكَ مُعسِرًا يُنفِقُ الناسُ عليكَ.
لِذا بادِروا في شُكرِ الرحمنِ في إنفاقِ الصدقاتِ.
ثم إنَّ أفضلَ الصدقاتِ على الإطلاقِ صدقةُ الزكاةِ، لأنَّ التعبُّدَ إلى اللهِ بالواجباتِ أحبُّ إليهِ مِنَ التعبُّدِ بالنافلاتِ والتطوُّعاتِ، روَى البخاريُّ عَنْ أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: … وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ» الحديث.
اعلموا أنَّ إخراجَ الزكاةِ عبادةٌ عظيمةٌ، وهيَ أجلُّ الصدقاتِ على الإطلاقِ، فكثيرٌ مِنَّا إذا فعَلَ المستحباتِ يَجِدُ لذَّتهَا، وهذا خيرٌ، لكن إذا فعَلَ الواجباتِ لَمْ يجِدْ لذَّتهَا كما في المستحباتِ، وهذا نقصٌ، اعلَمْ أنَّ صلاتَكَ للفرائِضِ خيرٌ مِنْ قيامِكَ لليلِ، وأنَّ صدقةَ الزكاةِ التي نصَّ اللهُ عليها في القرآنِ: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ …﴾ [التوبة: 60] الآية، خيرٌ وأفضلُ وأحبُّ إلى اللهِ مِنْ صدقةِ التطوُّعِ، فبادِرْ بإخراجِهَا بنفسٍ شَرِحةٍ مسرورةٍ ليُبارِكَ لكَ الرحمنُ.
اللهُمَّ يا مَنْ لا إلهَ إلَّا أنتَ، يا رحمنُ يا رحيمُ، اجعَلْنَا مِنَ المُسابقينَ في الطاعاتِ، والمُسارعينَ في فعلِ الخيراتِ، واجعلنَا مِنْ أهلِ الصدقاتِ يا أرحمَ الراحمينَ.
أقولُ ما قُلتُ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكُمْ فاستغفروهُ، إنهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ.
الخطبةُ الثانيةُ:
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، أمَّا بعدُ:
فإنَّ الصدقةَ كثيرةُ الفضلِ، عظيمةُ الأجرِ، ويزدادُ أجرُهَا وفضلُهَا في شهرِ رمضانَ، فإنَّ الأعمالَ الصالحةَ مُضاعَفةٌ في رمضانَ، روَى والبخاريُّ ومسلمٌ عَن ابنِ عباسٍ -رضي الله عنه- كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ”
قالَ الإمامُ ابنُ رجبٍ -رحمه الله تعالى-: إنَّ شهرَ رمضانَ شهرَ الجودِ مِنَ الرحمنِ، بعِتقِ الرِّقابِ مِنَ النارِ، وبالمغفرةِ للعبادِ، فإذا كانَ كذلكَ فمَن أرادَ أن يفوزَ بجُودِ الرحمنِ فليَجُدْ بالصدقةِ على عبادِ الرحمنِ، فإنَّ الجزاءَ مِنْ جنسِ العملِ.
أكثرُوا من الصدقةِ لاسيِّمَا في هذا الشهرِ، لتفوزُوا برضى الرحمنِ، لتفوزُوا بعَطايا الرحمنِ، بالعِتقِ مِنَ النارِ، والمغفرةِ والرضوانِ.
ثُمَّ إنَّ الصدقةَ الواجبةَ الزكاةِ قَدْ حُدِّدَتْ أصنافُهَا كما ذكرَ ذلكَ ربُّنَا في قولهِ: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ …﴾ [التوبة: 60] الآيةُ، فذكرَ أصنافًا ثمانيةً، لا يجوزُ أَنْ تُخرَجَ الزكاةُ في غيرِ هذهِ الأصنافِ الثمانيةِ، فإنَّ كثيرًا مِنَ الناسِ مُتساهلونَ، يُخرجونَ الصدقاتِ في الأمورِ الدَّعويَّةِ أو في غيرِ ذلكَ، وهذا خطأٌ، وإنما حُدِّدَتْ في كتابِ الله بأصنافٍ ثمانيةٍ فريضةً مِنَ اللهِ سبحانهُ وتعالَى.
ثُمَّ تفقَّدوا مَنْ تدفعونَ لهُمُ الزكاةَ، لابُدَّ أَنْ يكونَ فقيرًا أو مسكينًا …إلخ، وبعضُ الناسِ يتساهَل؛ وذلك أن عائلةً تعرفُ بأخذِ الزكواتِ والصدقاتِ مِنْ عشرينَ سنةٍ، فيتوارَدِ الآباءُ والأبناءُ على دفعِ الصدقاتِ لهُم مع أن حالَهم تغيَّرتْ واغتَنَوْا، ولا يزالونَ مُستمرينَ في دفعِ الزكاةِ لهُم، وهذا لا يجوزُ ولا يجزئُ.
إخواني: أنهُ ليسَ مِنْ أصنافِ الزكاةِ الأيتامُ، فإنَّ مِنَ الأيتامِ مَنْ هوَ غنيٌّ، فلا يجوزُ أنْ تُدفَعَ لهُم الزكاةُ، وكذلكَ مِنَ الأرامِلِ مَنْ هُنَّ أغنياءَ، فلا تُدفَع لهنَّ الزكاةُ، وإنما تُدفَع للفقيرِ.
نعَم! كثيرًا ما تكونُ الأرملةُ أو الأيتامُ فقراء، لكن ليسَ لازمًا، فيجبْ أنْ تتحرَّى في ذلكَ حتَّى تضعَ الزكاةَ في موضِعِها فتبرَأْ بها ذِمَّتُكَ.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأهلك الكافرين والمشركين