العمالة المنزلية.. شـــــركـــاء في أبنائنا؟!
حقق المجتمع السعودي قفزات هائلة من التطور الاجتماعي والرقي الحضاري،وأصبح مستوى المعيشة في بلادنا يضارع بل ويفوق مستوى المعيشة في كثير من البلاد التي سبقتنا في مضمار الحضارة، وعرف المواطن السعودي أعلى درجات الرفاهية من المنزل الحديث المجهز بأحدث الوسائل العصرية إلى السيارة الفخمة والأثاث الفاخر والخدم الذين يقومون على خدمته ويقومون بكل الأعمال التي كان يضطلع بها أرباب الأسر، وأصبح من مقتضيات الحياة العصرية السائق الخصوصي والخادمة والمربية والطاهية ..بل الوصيفة !!
وتضخم عدد الوافدين للعمل في خدمة المواطن السعودي حتى أصبح وجودهم ظاهرة اجتماعية لها من السلبيات أكثر مما لها من الايجابيات، إننا نقبل نوعاً ما بوجود عمالة وافدة في النشاط التجاري والصناعي والخدمات مع الدعوة لحسن استخدام هذه العمالة والتخلص من العمالة الزائدة خاصة العادية للحد من آثارها على المجتمع، لكننا يجب أن نعي خطورة ظاهرة انتشار العمالة المنزلية لكونها ذات تأثير مباشر على الأسرة والأبناء حيث تتعايش كجزء من الأسرة مع العلم بأن عمل المرأة لم يكن متغيراً ذو دلالة في الاستعانة بالخدم والمربيات، فالمرأة التي لا تعمل أكثر استخداماً للخدم! في الوقت الذي تترك لهم دوراً أكبر من دورهم حيال توجيه وتنشئة الأبناء.
فتوعية أفراد الأسرة بكيفية تفادي الآثار السلبية الناجمة عن استخدام العمالة من خلال برامج توجيهية وإرشادية محددة تقوم بتنفيذها الباحثات الاجتماعيات ذات العلاقة بالأسر بهدف تدعيم العلاقات الأسرية الايجابية وتقديم الإرشادات المتعلقة بالتعامل مع الأطفال وفق أساليب التنشئة السليمة والتبصير بما قد ينجم عن أضرار بسبب تخلي الآباء والأمهات عن دورهم في الإشراف على أبنائهم ومتابعة سلوكهم باستمرار.
ونحن بجاحة ماسة إلى تنمية الوعي لدى النشء بقيمة العمل والاعتماد على الذات في القيام بالواجبات المنزلية من خلال إدخال هذه القيم ضمن المقررات الدراسية والبرامج التعليمية،مع دعوة المؤسسات الحكومية وحث القطاع الخاص بما يتوفر لديه من إمكانيات على المساهمة في البدائل التي تحد من استخدام العمالة المنزلية مثل إنشاء دور الحضانة ورياض الأطفال في المؤسسات التي يعمل فيها عدد كاف من النساء.
وللاستغناء عن السائق المنزلي يمكن الاتفاق مع النقل الجماعي أو مكاتب ليموزين خاصة لتخصيص حافلات أو سيارات خاصة للنساء العاملات – وغيرهن- نظير اشتراك شهري في أوقات يتم تنظيمها والاتفاق عليها لتحقيق الهدف المنشود،على أن تكون مسئولية الجهة مالكة السيارات كاملة أمام أولياء الأمور،وأعتقد بأن الموضوع يحتاج لدراسة مستفيضة ليكون التنظيم عملياً وواقعياً في حل المشكلة.
فهل تساءلنا يوماً ما،هل الخادمة أو السائق مؤهلين للقيام بالأدوار المناطة بهم ؟ وإذا قاموا بها فعلاً دون إدراك لوظائف الأسرة ومبادئها ومن خلال جهلهم والقيم والمعتقدات التي يحملونها،فما هي الآثار الناجمة عن ذلك في حياة الأبناء؟؟