[ الله أكبر … وانتصر حكام السلفية آل سعود ]
ورسالة خاصة
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
فقد كاد الأعداء الكافرون، وأنصارهم من أهل البدع للتوحيد، وأهله، ودولته السعودية وحكامها فردّ الله كيدهم، وجعل سعيهم خسرًا قال الله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[آل عمران: 54]، وقال تعالى: { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا}[الطارق: 15-16].
ومن نظر في تاريخ آل سعود تعجّب حقًا، وانذهل صدقًا من تسخير الله لهم، وهذا كله ببركة دعوة التوحيد التي نصروها، وعن حياضها وحماها استماتوا وقاتلوا، ثم ما آتاهم الله من الحنكة والحلم والشجاعة، وإلا دونكم التاريخ فأي دولة ترجع ثلاث مرات على الأسس العقدية نفسها وعلى الحكام أنفسهم؟
إنه لا وجود له إلا لهذه الدولة المباركة، لأنها قامت على التوحيد، وقد سمعت شيخنا صالحًا الفوزان –حفظه الله- أيام كان الملك سلمان أميرًا للرياض قال له شيخنا: هذا ببركة التوحيد، وأنه مصداق لقوله تعالى: {أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}[إبراهيم: 24].
اللهم زدهم توفيقًا ونصرًا وعزًا لدينك.
وهذه الأيام أجلب الغرب وأهل البدع من الإخوان وغيرهم على دولة التوحيد السعودية واستماتوا لمحاولة النيل من حكامها لاسيما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان –نصر الله به دينه- لكن ردّ الله كيدهم وجعل تدبيرهم تدميرًا عليهم، وازداد رفعة ومكانةً على علو مكانته، فانقلبت المحنة منحة، وهذا كله بفضل الله ثم بفضل التوحيد.
وأغاظ الغرب وأنصارهم من أهل البدع كالإخوان المفلسين، وزاد حماسة للدعوة إلى قوة ووحدة الأمة الإسلامية والعربية بما يعود على الإسلام والمسلمين بالعز والعلو، واستطاع هذا الأمير الموفق أن يجمع كلمة المسلمين، وأن يُحيد المعاندين، ويغيظ الكافرين، والأعداء الباغضين في كلمة لمدة عشر دقائق، فالحمد لله أولًا وآخرًا.
ومن عجيب بركة التوحيد على ولاته أن الله ينصرهم، ويكسر عدوهم.
فلو تفكّرت أين أعداء الملك عبد العزيز الذين ناوؤوه وحاربوه؟
أين الدولة العثمانية؟ أين جمال عبد الناصر؟ أين صدام حسين؟ أين معمر القذافي؟ أين علي عبد الله صالح؟
انتهى ملكهم، وذهبوا إلى مزبلة التاريخ! ومن حسن صنيع آل سعود أنهم يحيّدون الخصم ويرغبونه في العودة والأوبة فإن أبى ثم أبى جعلوه عبرة وآية، ومن ذلك ما فعلوا مع الحركيين في السعودية كسلمان العودة وسفر الحوالي وناصر العمر وعبد العزيز الطريفي، ومحمد العريفي وآخرين كثيرين، فإنهم ما بين سجين أو طليق خانس إن تكلم مدحهم ودعا لهم، ولعل أردوغان يستفيد من هذا ويستغل الفرصة لئلا تعود الدائرة عليه، ويضحي بالإخوان كما هي سنة الله فيهم .
فأدعوا أهل السنة في العالم كله، وفي السعودية خاصة، من أهلها والمقيمين بها، أن يحمدوا الله على عز دولتهم، فالسعودية دولة كل سني سلفي ولو لم يرها، لأنها دولة السلفية، وعزها عز للسلفية، وأدعوهم أن يدافعوا عنها بالحق، فتبقى دولة السنة رائدة فيهتدي الناس للتوحيد والسنة.
ومما أؤكد عليه، أن جهود إخواننا السلفيين داخل السعودية وخارجها عظيمة في الدفاع عن السعودية، ونشر السنة، وإسكات دعاة الباطل من الكفار والمبتدعة، فلله درهم وعلى الله أجرهم.
وأختم برسالة خاصة للسعوديين، أن الله منّ علينا بأن جعلنا من دولة دينية، قيادتها وعلماؤها يرفعون شعار الدين، ويحترمونه، ويُحكمونه، مع وجود النقص والقصور، فلنعرف حقيقة رسالة هذه الدولة، وأنها أُسست على كلمة التوحيد، وتجديد دعوة التوحيد التي قام بها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله -، فلذا أوصي نفسي وإياكم بأمرين وبهما أختم:
الأمر الأول: مراجعة التوحيد وتذاكره، وتربية النفس والنشء عليه، بقراءة كتب أئمة الإسلام في التوحيد، ككتاب (القواعد الأربع)، و(ثلاثة الأصول)، و(كتاب التوحيد)، و(كشف الشبهات)، كلها لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله تعالى-، وقراءة العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى-، فكم نحن وأولادنا في حاجة ماسة لذلك.
الأمر الثاني: تذكّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}[آل عمران: 102]، ولنحذر خطر الذنوب والمعاصي من الربا، وكسب المال بالحرام، والاختلاط، والتساهل في الحجاب، وضعف القوامة على الزوجة والبنات، وظلم العمال، والتساهل في سماع الغناء بالموسيقى … إلى غير ذلك.
فإن للذنوب شؤمًا عظيمًا، فكم أزالت من نعمة، وأجلبت من نقمة، فقد هُزم الصحابة يوم حُنين بذنب واحد وهو العُجب، قال تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍإِذْأَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا}[التوبة: 25].
فكيف بهذه الذنوب الكثيرة؟ فافزعوا إلى الله، وتذكروا قوله: {وَتُوْبُوا إِلَى الله جَمِيْعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تِفْلِحُونَ}[النور: 31].
اللهم يا من لا إله إلا أنت، أعز دولة التوحيد والسنة السعودية بالتوحيد والسنة، واجعلها رحمة على شعبها وعلى أهل السنة في شرق الأرض وغربها، اللهم وفق حكام المسلمين أجمعين أن يُحكموا كتابك وسنة نبيك –صلى الله عليه وسلم- وأن ينشروا التوحيد والسنة في بلادهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
المشرف العام على موقع الإسلام العتيق
@dr_alraies
16 / 2 / 1440هـ