يقول السائل: رأيت إعلانًا لك في شرح رسالة الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب حول دخول مكة، فما سبب اختيارك هذه الرسالة؟
الجواب:
ينبغي أن يُعلم قبل بيان سبب ذكر اختيار هذه الرسالة للشرح أن الرسالة طُبعت بعنوانين:
العنوان الأول: (رسالة الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب حول دخول مكة المكرمة).
وطُبعت بعنوان: (حكاية ما جرى بين علماء مكة مع الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب) أو بعنوان قريب من هذا، وهما عنوانان لكتاب واحد.
أما سبب اختيار هذه الرسالة فيرجع لسبب رئيس وهو أن الكاتب لها هو عبد الله بن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- وهو من رجالات الدولة السعودية الأولى علمًا ومكانةً وسياسيةً.
فإن مكة فُتحت في عهد الإمام الثالث والحاكم الثالث للدولة السعودية الأولى وهو الإمام سعود بن الإمام عبد العزيز بن الإمام محمد بن سعود، وكان الشيخ العلامة عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب من رجالات هذه الدولة علمًا وسياسةً، وكان قريبًا من اتخاذ القرار وعالمًا بالدعوة، فهو ابنها الذي عاشها وناصرها وتعلمها وتلقاها عن أبيه، فمثله لكتابته المزية الكبيرة لأنه جمع بين الأمرين السابقين.
فتتميز رسالته بأنها تلخيص واضح لدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله تعالى- التجديدية السلفية، فقد لخّصها وبيَّن بعض المهمات فيها وأجاب على بعض الشبهات المهمة عَرَضًا وبيَّن حقيقة حالهم ولماذا لم يُكفروا يقاتلوا من وقع في الشرك، ولماذا لم يكفروا العلماء السابقين مع أنهم وقعوا في الشرك، إلى غير ذلك من المهمات.
لذا من أراد أن يقرأ رسالة مختصرة تُجلِّي وتُوضَّح دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التجديدية السلفية فليقرأ هذه الرسالة، فقد اختصرتها في صفحات مفيدة، فمن قرأها فإنه سيقرأ شيئًا مفيدًا للغاية مع اختصاره.
ومما ذكر في هذه الرسالة ما يلي:
الأمر الأول: أنهم دعاة توحيد، وهو إفراد الله بالعبادة.
الأمر الثاني: أنهم اتباع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا يُقدمون أحدًا على قوله وأنهم يدورون مع الدليل حيث دار.
الأمر الثالث: أنه بيَّن الموقف من تكفير الناس وأن هذا غير صحيح وأنهم لا يُكفرون حتى من وقع في الشرك إلا بشروط وضوابط.
الأمر الرابع: بيَّن لماذا قاتلوا الناس وعلى ماذا قاتلوا الناس ببيان شافٍ واضحٍ كافٍ لمن أراد ذلك.
الأمر الخامس: بيَّن الموقف من العلماء الذين وقعوا في الشرك كابن حجر الهيتمي وغيره، وكيف أنهم أهل اعتدال.
الأمر السادس: بيَّنوا الموقف من العلماء السابقين ممن تلبَّسوا بالبدع وغير ذلك ممن عندهم خدمة للدين.
إلى غير ذلك، فالرسالة مفيدة للغاية فقد أجاب على أشهر الشبهات التي تُثار على الدعوة، فأوصي من أراد أن يتعلم هذه الدعوة أن يقرأها وأن يُقرئها الناس حتى يعرفوا حقيقة هذه الدعوة السلفية النجدية -رحمه الله تعالى رحمة واسعة- ولا أحسن من أن يُؤخذ وصف شيء من صاحبه، لا يحتاج أن يُلصق الناس به التهم بل هو يتحدث عن نفسه فيُؤخذ عنه ما تحدث به، ولا يجوز أن يُلصق به ما لم يثبت في حقه، ومن فعل ذلك فهو آثم ولا شك.
ولعله -إن شاء الله تعالى- يُنشر الدرس وهو التعليق على هذه الرسالة، فتُنشر الرسالة والتعليق عليها -إن شاء الله تعالى- برحمة الله قريبًا.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.