يقول السائل: كيف يتم إتقان الكتاب أو المتن العلمي في العلم الشرعي؟
الجواب:
إن الكتب والمتون تختلف، والأشخاص كذلك يختلفون، لكن من حيث الجملة يتم إتقان الكتب والمتون العلمية بما يلي:
الأمر الأول: بتقوى الله وطاعته، اعلموا أن تقوى الله وطاعته أعظم سبب لخير الدنيا والآخرة، وعكس ذلك الذنوب والمعاصي، فهي سببٌ لكل فساد في الدنيا والآخرة.
الأمر الثاني: الدعاء، فإن بالدعاء يُستجلب الخير ويحصل المراد، لأن حقيقة الدعاء سؤال الكريم أن يمُنَّ على عبده بما يريد من خير الدنيا والآخرة، وهذا الكريم سبحانه لا يرد السائلين، بل يعطيهم ويكرمهم وهو أرحم الراحمين.
الأمر الثالث: تختلف الكتب، من الكتب ما يكون إتقانها بتلخيصها، ومن الكتب ما يكون إتقانها ومعرفتها باستخراج الفوائد منها، ومن الكتب ما يكون بتكرار قراءتها، فتختلف الكتب وليست على درجة واحدة.
ومثل ذلك المتون العلمية، من المتون العلمية ما يكفي أن يقرأها الطالب وأن يتفهّمها لأنها واضحة، وأن يقرأ عليها شرحًا أو شرحين، ومن المتون ما يمكن فهمها بسماع شرح أو شرحين، ومن المتون ما لا يمكن فهمها إلا بالجلوس بين يدي معلم، كمثل المتون في علم النحو، فمثل هذه في الغالب لا تُفهم ولا تُضبط إلا بالجلوس بين يدي معلم، لاسيما المتون الأولى منها.
فإذن تختلف المتون، لكن من الطرق المفيدة لمن درس متنًا على معلم فعلمّه واستفاد، أن الطالب إذا درسَ هذا المتن في هذا الفن يقرأ شروحًا عليه ثم يقرأ كتبًا متعددة في هذا الفن، ثم بعد ذلك يشرح هذا المتن كتابةً، بأن يجمع كلام العلماء على بعض مسائله، فيحاول أن يُحرر هذه المسائل ويُراجع من يثق به ويعرض عليه هذه الأمور، حتى يُقوِّم نفسه ويصعد في العلم رويدًا رويدًا.
هذا الجواب من حيث الجملة، وإلا فإني أؤكد أن المتون تختلف وأن الكتب تختلف، وأن الدارسين يختلفون.
يقول السائل: هل العبادات التوقيفية خاصة بالفرائض؟
الجواب:
العبادات توقيفية كلها، سواء كانت فرائض أو نوافل، والسلف مجمعون على ذلك، لذا كثُرت الآثار عن السلف: “اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم”، إلى غير ذلك، كما ثبت عن ابن مسعود وغيره.
وقد جاءت الأدلة في أن من أحدث في الدين فقد وقع في البدعة، ولم تُفرق بين الفرائض والنوافل، كما روى البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
فإذن لا فرق بين النوافل والفرائض، فالعبادات توقيفية ولا يجوز لأحد أن يُحدث عبادةً إلا بدليل شرعي، ثم هذا فهم أهل العلم من السلف ومن تبعهم، ولم أر أحدًا من العلماء المعتبرين قال إن هناك فرقًا بين الفرائض أو النوافل.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.