يقول السائل: هل في الخيل زكاة؟
الجواب:
ذهب جماهير أهل العلم إلى أنه لا زكاة في الخيل، وخالف أبو حنيفة وقال إن في الخيل السائمة زكاة، على تفصيل عنده، وذكر ابن عبد البر ما يقتضي أن العلماء أجمعين قبل أبي حنيفة على أنه لا زكاة في الخيل، ويدل لذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة».
واحتجَّ من قال بأن في الخيل زكاةً بما روى أبو يوسف عن جابر مرفوعًا أنه قال: «في الخيل السائمة في كل فرس دينار».
إلا أن هذا الحديث لا يصح، فقد ذكر النووي -رحمه الله تعالى- أنه ضعيف باتفاق المحدثين، وأن في إسناده عوراك وهو ضعيف جدًا واتفقوا على ضعفه، إلى آخر ما ذكر -رحمه الله تعالى-.
فالمقصود أنه لا زكاة في الخيل لأنه لا دليل على ذلك، والأصل أنه لا زكاة فيها، فإذن لا تُزكى الخيل كما تُزكى بهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم، إلا في حال واحدة: إذا جعل الخيل من عروض التجارة، يبيع ويشتري بها، فإنه يزكيها كبقية عروض التجارة.
يقول السائل: امرأة تسأل تقول: لها شهر ما تصلي صلاة الفجر إلا الساعة السابعة، هل عليها أن تقضيها أم لا؟
الجواب:
هذه المرأة لها حالان:
الحال الأولى: أنها تعمدت وتساهلت حتى خرج وقت الفجر واستمرت تصلي صلاة الفجر بعد دخول وقتها، وهذا كبيرة من كبائر الذنوب كما قال تعالى: ﴿فَخلَفَ مِنْ بعدهِمْ خَلْفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقونَ غيًّا﴾. ثبت عن ابن مسعود أن هذا في قوم يتركون الصلاة حتى يخرج وقتها.
وثبت عند ابن جرير عن ابن مسعود أنه قال: الغي: وادي في جهنم. والعياذ بالله، فتساهل المسلم وتعمده في ترك صلاة حتى يخرج وقتها تساهلًا هذا كبيرة من كبائر الذنوب، وهو أعظم من أن يُفطر رمضان -عافاني الله وإياكم- كما ذكر هذا ابن تيمية -رحمه الله تعالى-.
الحال الثانية: أنها كانت تظن أن وقت الفجر يكون في الساعة السابعة، كما قد يُفهم من سؤالها، وكانت مخطئة في هذا الظن لكن لم تتنبّه إلا بعد مدة، أي إلا بعد شهر على حسب سؤالها، فيقال: إذا كانت كذلك مخطئةً وجاهلةً وتظن أن وقت الفجر في مثل هذا في السابعة لاختلاف المكان بالنسبة إليها، إلى غير ذلك، فإنها معذورة، فإن الجهل عذر شرعي يُعذر به صاحبه.
يقول السائل: ما حكم جعل سترة من الخشب ووضعها في المسجد؟
الجواب:
انتشر مثل هذا، وانتشر في المساجد أنه يوضع خشب أو غير ذلك أو شيء مقوّس حتى إذا صلت جماعة أخرى تصلي إلى سترة أو في هذا المكان، وهذا كله خلاف السنة ولا دليل عليه، والخير كل الخير في اتباع من سلف، فلم يكن مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا صحابته الكرام على هذه الطريقة، فلم يوجد فيه شيء لجماعة أخرى من سترة أو غير ذلك، ففعل مثل هذا من المحدثات والبدع، فينبغي أن تُجتنب وينبغي أن نسعى في أن نجعل مساجدنا كما كان عليه الرعيل الأول، فالخير كل الخير في اتباعهم.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.