يقول السائل: هل كل سروريٍّ تكفيري؟
الجواب:
ينبغي أن يُعلم المراد بالسرورية، السرورية: طائفة من أتباع محمد سرور زين العابدين، وقد صرَّح محمد سرور زين العابدين في أكثر من لقاء أنَّ له حزبًا وأتباعًا، إلى غير ذلك، وقد اشتهر هؤلاء الحزب باسم السرورية نسبةً لمؤسس هذا الحزب وهو محمد سرور زين العابدين.
والكلام على هذا الحزب يطول، لكنه حزبٌ بدعيٌّ مخالفٌ للسنة، وهو من حيث الجملة في الظاهر سلفيٌّ وفي الباطن إخوانيٌّ، فلذلك يصح أن يُقال عن هذا الحزب بأنه نسخةٌ محدثةٌ من الإخوان المسلمين، فإذا لم يستطع الإخوان المسلمون بطريقتهم أن يصلوا إلى أقوامٍ استطاع هذا الحزب أن يصل إليهم، وقد اعترف سرور بأنه نشأ إخوانيًا وإن كان يذكر عن نفسه أنه تركهم واعترف بأنه يأخذ على أصحابه الطاعة في مجلته المسماة كذبًا وزورًا بمجلة السنة.
ولا أريد أن أُطيل الكلام على السرورية، لكن أُشير إلى سبب تبديعهم:
يرجع تبديع السرورية إلى أمور كثيرة، أذكر ما تيسَّر منها:
الأمر الأول: أنهم حزب، وكل حزبٍ يُوالي على خلاف التوحيد والسنة وعلى خلاف الكتاب والسنة بفهم سلف هذه الأمة فإنه يكون مبتدعًا، وقد روى الآجري عن أبي بكر بن عياش أنه قيل له: من السني؟ قال: الذي إذا ذُكرت الأهواء لم يتعصب إليها. أي لا ينتسب إلا إلى الكتاب والسنة على فهم سلف هذه الأمة، وهؤلاء هم حزب الله كما قال سبحانه: ﴿أولئك حزب الله ألا إنَّ حزب الله هم المفلحون﴾، وليس لهم رأس إلا رسول الله ﷺ ولا مرجعٌ إلا النبي ﷺ، وقد ذكر هذا السمعاني عند كلامه عن أهل الحديث، ونقله ابن القيم كما في (مختصر الصواعق).
الأمر الثاني: أنهم أهل غلوٍّ في التكفير، فهم غلاةٌ في الحاكمية، فلذلك كفَّروا الحكومات التي لا تحكم الشريعة بزعمهم، حتى ولو حكمت بالشريعة كفروها وأصرُّوا على أنها لا تحكم بالشريعة، لذا صرَّح محمد سرور زين العابدين في أكثر من موضع في مجلته المسماة بـ(السنة) بتكفير الدولة السعودية، وتكفير حكامها، وقال عن علمائها: إنهم عبيد عبيد عبيد لحاكم هو عبد لبوش…، إلى آخر كلامه الساقط السافل، فهم تكفيريون وغلاة في باب التكفير بالحاكمية، حتى ولو حكمت الدولة بشرع الله يُصرون على أن يجعلوها غير حاكمة لشرع الله ثم يُكفِّرونها، وفي المقابل إذا أرادوا دولة لمصلحة الحزب تغاضوا عن تحكيمها لغير شرع الله وتأولوا لها تأويلات ساقطة وسافلة، كما فعل السرورية مع رئيس مصر الإخواني سابقًا محمد مرسي، ومجَّدوه وأثنوا عليه ووقفوا معه، إلى غير ذلك.
الأمر الثالث: السرورية انتقائيون في باب التوحيد والاعتقاد، فلا يعملون بالتوحيد والاعتقاد كله كما يُقرره أهل السنة، وكما قال سبحانه: ﴿يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السِّلم كآفَّة﴾، فلا يؤمن ولا يعمل السروريون بأحاديث السمع والطاعة للحاكم في غير معصية الله، ولا يؤمن السروريون بموالاة أهل السنة ومعاداة أهل البدعة وهجرهم لأنهم مبتدعة، بل تراهم يغضون الطرف عن أهل البدع ويُسقطون هذا الأصل بحسب مصالح حزبهم.
إلى غير ذلك من الكلام الكثير الذي يطول حول السرورية، لكن أردت بهذا أن يُعرف وأن يُعلم ضلال هؤلاء السرورية.
وقول السائل: (هل كل سروري تكفيري؟)
فيقال: هذا الأصل، أنَّ كلَّ من التزم مبادئ سرور فهو تكفيري كما تقدمت الإشارة إلى بعض ما عنده.
أسأل الله أن يُعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.