يقول السائل: ما حكم التذكير بصيام أيام البيض أو الاثنين والخميس أو سنة الضحى، وهكذا؟
الجواب:
قد درَجَ كثيرٌ من الناس على أن يُذكِّروا بالأعمال اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية، كأذكار الصباح والمساء وسنة الضحى أو صوم الاثنين والخميس، أو صيام أيام البيض، أو الوتر …إلى غير ذلك.
وهذا الفعل غير مشروع؛ وذلك أنَّ الخير كل الخير في اتِّباع من سلَف، فلم يثبت أنَّ النبيَّ ﷺ وصحابته الكرام كانوا يُذكِّرون بمثل هذا، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه، وإنما يُعلَّم الناس هذا الحكم الشرعي ويُتعاهدوا ما بين حينٍ وآخر في حثِّهم على الأعمال الصالحة في خطب الجمعة وغير ذلك، ومن الأعمال الصالحة أذكار الصباح والمساء وصيام أيام البيض …إلخ، لكن لا يصح أن يُتَّخذ التذكير عادةً، فإنه لو كان خيرًا لسبقونا إليه.
وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «من أحدثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وثبت في صحيح مسلم من حديث جابر -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «وكلُّ بدعةٍ ضلالة».
فالنية الحسنة ليست مُسوِّغًا للإحداث في الدين، كما ثبت عند الدارمي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: وكم من مريدٍ للخير لن يصيبهُ. فلا تكفي النية الحسنة، لابد من الاتباع وعدم الابتداع.
يقول السائل: هناك مُعبِّر للرؤى يُعبِّر بالتفصيل، كأن يقول في تعبيره لمن سأله: قد فقدت ثوبًا لخمسة أشهر، فتجده في حقيبة بمكان مرتفع في البيت في كيس أزرق …وهكذا، فما حكمه؟
الجواب:
إنَّ التعبير أمرٌ ثابتٌ دلَّ عليه الكتاب والسنة والإجماع، فلا يصح لأحد أن يُشكك في أصل صحة تعبير الرؤى، وقد بوَّب عليه العلماء كالإمام البخاري وغيره، إلا أنَّ هناك أقوامًا جعلوا التعبير سلمًا لباطل، فيستعينون بالجن، فيتكلمون في تعبير الرؤى بأمورٍ استعانوا فيها بالجن، وهذا كثيرًا ما يحصل فيمن يُعبِّرون التعبير التفصيلي الذي ليس في الرؤية ما يُشير إلى ذلك.
فليُحذر من أمثال هؤلاء، وليكن طالبُ التعبيرِ حذرًا وألَّا يسأل إلا من يُوثَق به، ومن ابتُليَ بمثل هؤلاء القوم فليعرض أقوالهم على أهل العلم، فإذا تبيَّن أنهم كذلك فليُحذِّر الناس منهم حتى يُقطع الطريق على أمثال هؤلاء المفسدين الذين استغلوا تعبير الرؤى في الاستعانة بالجن وغير ذلك، والاستعانة بالجن في أمثال هذه الأمور محرمة شرعًا.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.