يقول السائل: ما معنى قول النبي ﷺ: «فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفونها»، ما المقصود بلفظ الصورة التي تأتي في الحديث؟
الجواب:
هذا الحديث هو حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، وفي الحديث أنَّ النبيَّ ﷺ يذكر ما في يوم القيامة، ومما في الحديث أنه قال: «إنكم ترونه يوم القيامة» أي الله سبحانه، قال: «فإنكم ترونه يوم القيامة، كذلك يجمع الله الناس، فيقول: من كان يعبد شيئًا فليتّبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس ويتبع من كان يعبد القمر، ويتبع من كان يعبد الطاغوت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم …» إلخ، أخرجه البخاري.
المراد بالصورة صورة الله سبحانه وتعالى، والتغيُّر في أعين العباد لا في الصورة نفسها كما ذهب إلى هذا أبو عاصم النبيل، وقرَّر هذا الدارمي -رحمه الله تعالى- في رده على بشر المريسي، وخالف بعض المتأخرين لكنهم محجوجون بفهم السلف الماضين.
إذن الصورة صورة الله والتغيُّر هو في أعين العباد لا في الصورة نفسها.
يقول السائل: ما حكم من يُسافر لبعض الدول بعائلته لقصد النزهة والاطلاع؟
الجواب:
السفر إلى بلاد المسلمين لأجل النزهة وغير ذلك جائز وهو مباح، لكن ينبغي للمسافر أن يتقي الله وأن يتجنَّب المواطن والأماكن التي فيها ما حرَّم الله من اختلاط وتبرج وسفور، إلى غير ذلك، فإنَّ كثيرًا من دول المسلمين فضلًا عن دول الكافرين يوجد في أماكن النزهة والسياحة محرمات من حفلات غنائية واختلاطٍ وتبرجٍ وسفورٍ، بل في بعض الدول الإسلام -وللأسف- تعرٍّ، وكل هذا محرم ولا يجوز أن يحضرها هو ويزيد إثمه إذا أحضر زوجه وأولاده.
وقد ثبت في الصحيحين عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».
يقول السائل: رجلٌ وامرأة يسكنان في غرفة واحدة، وأحيانًا هي تصلي وقد كشفت عن رأسها، فهل هذا يضر بصلاتها؟
الجواب:
إنَّ العورة نوعان:
الأول: عورة النظر، وهذا يكون من الأجانب، أي من الرجال الذين لا قرابة لهم بالمرأة ممن يجوز لهم زواجها، ويكون من المحارم، فإنَّ أحوال المحارم تختلف فيما يجوز أن ينظر إليه من المرأة التي هي محرمه.
العورة الثانية: عورة الصلاة، هذه تُستر فيها العورة لأجل الصلاة حتى ولو صلت المرأة وحدها، فإنها يجب عليها أن تستر عورة الصلاة، فإذا صلت المرأة وقد كشفت رأسها فقد بطلت صلاتها بالإجماع، حكى الإجماع ابن المنذر -رحمه الله تعالى-، ولو كانت وحدها؛ لأنَّ العورة عورة صلاة.
فعورة الصلاة لا يُنظر لوجود رجل أجنبي أو غير ذلك، وإنما النظر فيه للصلاة نفسها، فإنها عورة متعلقة بالصلاة.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.