يقول السائل: هل يحرم على المسلم أكل بعض لحوم الأضاحي من مسلمي أتراك؟
الجواب:
الأصل في المسلم أن تُؤكل ذبيحته سواء كانت أضحية أو غير أضحية، وسواء كان المسلم تركيًا أو سعوديًا أو غير ذلك، ولو قُدر أن مسلمًا أراد أن يُسمي فنسي أن يُسمي فإنها تُؤكل ذبيحته، كما ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: “المسلم عليه اسم الله” لما سُئل عن المسلم الذي نسي أن يُسمي، فالأصل أكل ذبيحة المسلم سواء كان تركيًا أو سعوديًا أو غير ذلك، ويُعامل الناس بالظاهر ولا يصح أن يتوقف أحد في حال المسلمين وهذا خطأ، وقد حكى ابن تيمية الإجماع على خلاف ذلك، وبيَّن أنه خلاف طريقة السلف -رحمه الله تعالى-.
يقول السائل: رجلٌ يُقصر شاربه تقصيرًا حتى لا يبقى إلا قليلًا، هل يُعد ذلك من حلق الشارب الذي هو مكروه عند أهل العلم؟
الجواب:
السنة في الشارب أمران:
الأمر الأول: أن يُقصّر الشارب بحيث إنه يكون أعلى من إطار الشفه العليا، يعني يكون أقصر من الشفة العليا، فإذا قُصِّر يكون الشارب على إطار الشفة العليا.
الأمر الثاني: أن يُقص شديدًا بحيث يُرى اللحم، وقد ذهب إلى هذا الإمام أحمد وابن جرير، والدليل على هذا ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «حُفوا الشوارب»، وجاء في لفظ في الصحيح: «أنهكوا الشوارب» وفي حديث أبي هريرة في الصحيحين قال: «خمس من الفطرة … » وذكر منها قص الشارب.
فجاءت الأدلة بالحف والإنهاك والقص، وهذا يُحمل على الصفة الأولى، أما الصفة الثانية أن الشارب يُقص حتى يُرى اللحم فقد ثبت هذا في البخاري عن ابن عمر، لذا ما سأل عنه السائل فهو صحيح وقد ثبت عن ابن عمر -رضي الله عنه- ولا يُعد هذا حلقًا فإن الحلق مكروه ولم يصح فيه حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول السائل: ما حكم ثقب أنف النساء لوضع الحلي؟
الجواب:
ثقب أنف المرأة أو أذنها للحلي جائز، كما هو المشهور عند علماء المذاهب الأربعة، وقد ذكر هذا ابن القيم في كتابه (تحفة المودود) وقال: ولو لم يدل على جوازه إلا أنه كان شائعًا في زمانه وأقرته الشريعة.
ويدل لذلك ما روى البخاري ومسلم من حديث أم زرع، فإنها ذكرت أنها كانت تلبس الحلي في أذنها، وثبت في الصحيحين عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما دعا النساء في العيد إلى الصدقة فأخذن النساء ينزعن الحلي من آذانهن، فدل على أن الحلي كان يُوضع في الأذن بأن يُثقب الأذن، فدل على جوازه، ومثل هذا يُقال في الأنف، فإن ثقب الأذن أو الأنف لأجل الحلي جائز كما تقدم بيانه -والله أعلم-.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.