(( المخالفات الشرعية في المدارس التعليمية ))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين … أما بعد:
فقد أنزل الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} الآية.
وقال رسولنا عليه الصلاة والسلام: «والذي نفسي بيده؛ لتأمرنَّ بالمعروف، ولتنهونَّ عن المنكر، أو ليوشكنَّ الله عز وجل أن يبعثَ عليكم عذابًا من عنده، ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم». [رواه الترمذي وصححه الألباني].
وقد تظافرت نصوص الوحيين (الكتاب والسنة) على الترغيب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والترهيب من تركه ونبذه، وقد عدّه بعض أهل العلم ركنًا سادسًا من أركان الإسلام التي عليها قِوام الدين.
وعليه أقول -مستعينًا بالله وحده ومتوكلًا ومعتمدًا عليه في السراء والضراء، راجيًا منه التوفيق والسداد في القول والبيان، فهو وليي ونعم الوكيل-:
إن الناظر في أحوال الناس وسرعة التغيرات التي طرأت عليهم؛ ليصاب بالحيرة والعَجب العُجاب، وما ذاك إلا لتنوع الفتن وتفشيها، وكثرتها وانتشارها، وكثرة المصابين بها الملابسين لها.
وحاولتُ وسعي وجَهدي أن أساهم في طمس أو تقليل شيء من ذلك، لعلَّ الله أن ينفع بهذه النصائح والتوجيهات، وأسأله سبحانه أن يهدي ضال المسلمين، وأن يجزل الأجر والثواب لكل من يساهم في نشر الخير، وتعليم الناس ما يقربهم من ربهم جل وعلا.
إن المدرسة هي المكان الذي له التأثير الأول والأكبر على الأولاد -ذكورًا وإناثا-، ومنها وفيها يتخرج الطلاب والطالبات الذين هم في الغد يقودون الأمة ويسوسونها، فإصلاح هذا البيت هو أولى الإصلاحات، وتحصينه بالعلم النافع الدافع لخشية الله تعالى والقرب منه من آكد الأمور على الدعاة إلى الله.
ومدارسنا في الكويت -والحمد لله- فيها نخبة طيبة صالحة من المعلمين والمعلمات، وعلى مستوى رفيع من الخلق والعلم.
ولكن لا يعني هذا عن عدم وجود أخطاء ومخالفات شرعية، فـ«كل ابن آدم خطّاء»، فالخطأ والذنب لا يسلم منه أحد، لكن المسلم الذي يرجو ما عند الله لا يستسلم للشيطان وإيحاءاته، بل ينصحُ لله وفي الله، قال -عليه الصلاة والسلام- «الدين النصيحة »
وقد نصح الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- لقومهم أخلصَ النصح، فقال نوح -عليه السلام- لقومه {وأنصح لكم}.
وقالا صالح وشعيب -عليهما السلام- لقومهما {ونصحتُ لكم}، وغيرها من الآيات الكثيرة.
فالنصح للخلق ودلّهم على الخير هو وظيفة الأنبياء والعلماء ومن سار على نهجهم، جعلنا الله وإياكم ممن يحذو حذوهم.
وقد جعلتُ هذه التوجيهات والنصائح على نقاط لم أُراعِ فيها الترتيب:
أولًا: [النقص البيّن في تعاليم الإسلام]
قيل: (العلم في الصغر؛ كالنقش على الحجر، والعلم في الكِبر كالنقش على الكدر).
الكدر= الطين.
قال الله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
جاء عن ابن عباس أنه قال: (أي ليعرفوني).
فمعرفة الله تعالى الحاملة على توحيده، والانقياد لأحكامه، والسعي لـما يرضيه، والبعد عما يسخطه، هذه هي الغاية من خلق الخلق وإيجادهم.
ولا مانع من تعلم العلوم الدنيوية النافعة، كالرياضيات والعلوم والفيزياء وغيرها، لكن لا تُقدم بالإهتمام والحرص على كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فتجد كثيرًا من الطلاب يتخرج من المدارس التعليمية ولا يعرف فرائض الوضوء، وأركان الصلاة، وما يجوز وما لا يجوز من الأمور المسلَّمات في الدين.
فالواجب هو زيادة الدروس الدينية النافعة، والعلوم الشرعية الخادمة لكتاب الله تعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ففيها الخير والصلاح والبركة.
ولا شك أن مناهجنا في السنوات الأخيرة في الكويت أنفع وأفضل من المناهج السابقة.
ثانيًا: [خطر المدارس الأجنبية العالمية] :
لقد غزت المدارس الأجنبية الغربية الاستعمارية بلاد المسلمين منذ عقود من الزمن، فدمرت كثيرًا من الأخلاق، وانحرفت بكثير من الاعتقادات الصحيحة المستقيمة.
وما ذاك إلا من بني علمان خدام بني صهيون، طمعًا وركضًا وجَشَعًا ولَهَفًا على تكثير الأموال، وتكديس الأرصدة البائرة، قال الله تعالى: {فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة}.
بثوا فيها الإلحاد والشرك، وعظموا فيها زعماءهم وأسيادهم، وروجوا فيها الإختلاط والتخنث، وحاربوا فيها الفضيلة والعفاف= باسم الحصول على الشهادات العالية المميزة!! كذبًا وتزويرًا وزورًا، ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله.
ولمعرفة خطرها وشرها انظر كتاب الشيخ العلامة
بكر أبو زيد -رحمه الله- «المدارس العالمية الأجنبية الإستعمارية».
ثالثًا: [النشيد الوطني] :
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة برئاسة العلامة الشيخ ابن باز -رحمه الله- [(١/ ٢٣٥) فتوى رقم (٢١٢٣) :
س: هل يجوز الوقوف تعظيمًا لأي سلام وطني أو علم وطني؟
الجواب: لا يجوز للمسلم القيام إعظامًا لأي علم وطني أو سلام وطني، بل هو من البدع المنكرة التي لم تكن في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا في عهد خلفائه الراشدين -رضي الله عنهم، وهي منافية لكمال التوحيد الواجب، وإخلاص التعظيم لله وحده، وذريعة إلى الشرك، وفيها مشابهة للكفار، وتقليد لهم في عاداتهم القبيحة، ومجاراة لهم في غلوهم في رؤسائهم ومراسيمهم، وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن مشابهتهم أو التشبه بهم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. انتهى .
رابعًا: [قيام الطلاب للمعلم] :
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة برئاسة العلامة الشيخ ابن باز -رحمه الله- [(١/ ٢٣٤) فتوى رقم (٢٣٧٨)] :
س: ما حكم الإسلام في وقوف الطلبة لمدرسيهم أثناء دخولهم الفصول، هل هو جائز أم لا؟ وهل وقوف الناس بعضهم لبعض في المجالس حين التحية والمصافحة منهي عنه؟
الجواب: خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها ، وخير القرون القرن الذي فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- والقرون المفضلة بعده، كما ثبت ذلك عنه -صلى الله عليه وسلم-، وكان هديه -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه في هذا المقام أنه إذا جاء إليهم لا يقومون له؛ لما يعلمون من كراهيته لذلك، فلا ينبغي لهذا المدرس أن يأمر طلبته بأن يقوموا له، ولا ينبغي لهم أن يمتثلوا إذا أمرهم، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
انتهت الفتوى.
تنبيه:
ينبغي على المعلم أن يتق الله ويعين الطلاب على مثل هذه الآداب الإسلامية ويشجعهم عليها.
وكذلك ينبغي على الطالب أن لا يدخل في شِجار وشدٍّ وتجاذب في الكلام مع معلمه الذي ربما لا يعلم عن هذا الحكم وهذه الفتوى، وإن كان المعلم يريد تنظيم الفصل (الصف) وترتيب مقاعد الطلاب ، فليكن هذا بعد دخوله وسلامه عليهم وجلوسه معهم.
خامسًا: [الموسيقى] :
قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «ليكوننَّ من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف» رواه البخاري وغيره.
إنَّ مما لا يخفى على المسلمين -والحمد لله- حرمة الموسيقى والمعازف، وقد جاء تحريمها في الشرع والإجماع، وأما من يتعلق بالفتاوى الشاذة المنكرة، فقد عرّض دينه للخطر، ووقع في الشبهات والمحرمات، نسأل الله السلامة والعافية.
وهذا الشر -وللأسف الشديد- يُعلّم لأولادنا ويُربون عليه، فنحن نحفظهم عنه في البيوت قدر الاستطاعة، ثم نُفاجؤ بأنه يتعلمها ويتعلم حروفها وأسماءها، وكيفية العزف عليها في البيت الثاني الذي نظن به أنه المربي الأول!!
فالواجب على المسلمين أن يتقوا الله تعالى، ولا يُلاقوا نعم الله باستجلاب سخطه وغضبه، فإن المعاصي سبيلُ زوال النعم وحدوث النِقم.
وناهيك عما تفعله أكثر إذاعات وإدارات المدارس
–وللأسف- من تشغيل الموسيقى في طابور الصباح، وفي الفُرص وأوقات فراغ الطلاب، ولاحول ولاقوة إلا بالله.
سادسًا: [الاحتفال بالأعياد البدعية] :
من الأمور التي انتشرت في المدارس التعليمية: الاحتفالات البدعية بالأعياد التي ما أنزل الله بها من سلطان مثل :
–عيد الأم.
–عيد المعلم.
–عيد اليوم الوطني.
–عيد رأس السنة الميلادية والهجرية.
–عيد المولد النبوي .
–عيد الإسراء والمعراج .
–عيد القرقيعان.
وغيرها من الأعياد المحدَثة المنكرة.
قال عليه الصلاة والسلام: «إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» صحيح.
وليس في ديننا الإسلامي الحنيف غير عِيدَيِّ الفطر والأضحى، وجميع علمائنا -والحمد لله- قد كتبوا ونصحوا وبينوا حرمة تلك الأعياد البدعية.
ويكون احتفالهم فيها: من خلال إقامة المسابقات، واتخاذ ذلك اليوم إجازة، وإلقاء القصائد المشوبة بالشركيات والخرافات، وتضييع ساعات الدراسة في غير مصلحة العلم النافع.
سابعًا: [عمل النساء في إدارات الرجال] :
ومما انتشر في الآونة الأخيرة: إدخال بعض النساء بوظيفة (سكرتيرة) في مدارس الطلاب، يعني مع الرجال في إدارة واحدة، وهذا فيه من الفساد والشر الكبير ما لا يخفى على من في قلبه إيمانٌ وغَيرة.
وأما من تدنست فطرته بالقاذورات؛ (فما لجرح بميّت إيلامُ)!!
وشر هذا البلاء والمنكر الذي حل؛ يعود على المعلمين والإداريين والطلاب أيضا؛ فإن التسييس للاختلاط الفاجر يوحي إليهم حبة حبة، ويخبرهم أن في المجمتع من لا يزال يعرفُ معنى الغَيرة، ويعرفُ معنى الحياء.
ومن يرمي أخته أو ابنته أو زوجته لتلك الأماكن فقد باء بذنب عظيم وشر كبير، وقد حارب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وتعدى حدوده سعيًا وراء المال، وتحصيل شيء من عرَض الدنيا الفاني، نسأل الله لهم الهداية.
ثامنًا: [المعلمون والمعلمات] :
مما يجب على المعلم والمعلمة في المدرسة :
١– تذكير الطلاب والطالبات دائمًا وأبدًا بمراقبة الله تعالى، والخوف منه، وصدق اللجوء إليه، وحثهم على حفظ القرآن والسنة، وبذل الخير وكف الشر، وحسن الصحبة، واحترام الكبير والصغير.
٢– الحذر من أن تكون أيها المعلم أو أنتِ أيتها المعلمة قدوةً سيئة للطالب، فإنَّ الصغير يقتدي بالكبير، وخصوصًا إن كان معلمهُ، فإنَّ الطلاب يقلدون ويتأثرون ويستنون بمن يحبون، وهذه حقيقة لا تخفى.
فكن خير أسوة، وخير مربٍ صالح للأجيال القادمة.
٣– واجب على المعلم أن يتقي الله ولا يجاهر بالمعاصي أمام الطلاب، كالتدخين والإسبال والغيبة والكلام في ولاة الأمور بسوء، وإحياء القبلية المنتنة، وغيرها من منكرات الأخلاق.
٤– واجب على المعلمة أن تتقي الله ولا تجاهر بالمعاصي أمام الطالبات، كالغيبة والسخرية والإحتقار والترويج للعباءات الفاضحة والأصباغ المنكرة، فإن المقام مقام تعليم ودعوة، واقتداء بالخير والصلاح، ليس معرضًا للأزياء، ولا مرتعًا للرقص والسخف والسقط.
ولتحرص على أن تكون محتشمة متسترة بستر الله عليها، في الدخول والخروج، ساترة وجهها وجسدها وقدميها، فإن شرع الله أزكى وأطهر من شرع بني علمان، ودعاة التفصخ والتحرر والانسلاخ، ولتتذكر أنها محطٌ لأنظار الطالبات ومحلُ اقتداء واستنان.
٥– نصيحتي للمعلمات اللاتي يُدرسنَ الأولاد الذكور:
أن يتقينَ الله تعالى، فإن هذا الميدان ليس لكُنَّ، وقد أفتى بحرمة هذا علماؤنا الكبار، كابن باز والفوزان وغيرهم، وحذروا منه أشد التحذير، وأخبروا أنه طريقٌ للإختلاط والشر الكبير.
ووزارة التربية تعرف هذا جيدًا، بل والمعلمات -والله- يعلمنَ خطر وشر هذا.
فلماذا هذا التهاون والتنازل والرضى بهذا الشر الذي يُسخط الله تعالى؟!!
٦– يجب على كل معلم أن ينصح طلابه لله وفي الله، فإذا مرّ بمنكر بيِّنٍ في الدروس المقررة في كتب الوزارة؛ يجب عليه أن ينكرهُ، ولا يخافُ في الله لومة لائم.
كمادة الفلسفة، وما فيها من بدع وخزعبلات وضلالات.
ومادة الأحياء، وفيها: (التطور= تطور الكائنات)، وقد أخبرني بعض الإخوة أنه تم حذفه والحمد لله.
وكتقديس بعض الشخصيات من شعراء وأدباء مشهورين بالمجون والسفه، بل وفيهم من هو نصرانيٌ كافر محارب للدين والعفاف، وتُقرر قصائده على الطلاب حفظًا ودراسة!!
وكمسألة ثبوت الشمس وعدم دورانها وتحركها، مما يصادمون فيه ظواهر القرآن والسنة، وهذا طعن في نصوص الوحيين، وقد كتب في ذلك الشيخ ابن باز والعثيمين -رحمهم الله- وبينوا بطلان هذه الدعوى، وذكروا الأدلة على جريانها وطلوعها ومسيرها.
وغيرها من المسائل الكثير.
٧– البعد عن الحمية القبلية العنصرية، مثل: (هذا من أصلي، وهذا من قبيلتي، وهذا قريبي، وهذا ابني…).
فمن كان منهُ، وبينهُ وبينه رحمٌ، قرّبه ونجّحهُ ورفعه على غيره ظلمًا وزورًا؛ فعاقبةُ الظلم شديدةٌ، ولن يموتَ الظالم حتى يُقتصَّ منه، ولن تفارقهُ أبدًا (حَوْبة) وظلم الأطفال والشباب الذين لم يعملوا ذنبًا قط.
وذلك أن تقسيم الدرجات وتحصيل مراكز التفوق أمانة علمية، يتفاخر بها الطلاب بعضهم على بعض، وهذا من التنافس والتحدي الـمشروع -والحمد لله-، فالويلُ ثم الويل لمن دخل بينهم حكمًا شاهدًا قاضيًا فاصلًا؛ ثم مالَ وانحرف عن الحق والرشد.
٨– ليحرص المعلم على حُسن استقبال أولياء الأمور، بالابتسامة والرفق واللين والكلام الطيب.
وإن كان ولي الأمر رجلًا؛ فليجلس معه، وليتباحث معه فيما يصلحُ أمر الطالب، ويُعلي من مستواه العلمي والخُلقي.
وإن كان ولي أمر الطالب امرأة -أمه مثلا-؛ فلا يجلس معها، وليكتب لها ما يريدُ أن يوصله لها عن طريق الإدارة، أو أن تكلّمه عن طريق هاتف المدرسة، أو عن طريق أي رجل من محارمها، وكذلك الحال مع المعلمة.
وما هذا الحرص إلا لأن المعلمات (كلهن) أخواتنا وبناتنا وأمهاتنا ومحارمنا.
٩– وإن من الشرور التي تفشت وعمت على مرآى وإقرار من الكثير -وللأسف-، بل وعن قصد من بعض من لا يتقون الله: تكليف الموجهين الرجال الذكور على المعلمات النساء -مع كثرة ما عندهم من الموجهات النساء-، فيترتب على ذلك تلك الشرور والموبقات والخزايا التي يندى الجبينُ لذكرها والحديثِ عنها، ومنها:
– الدخول المستمر من الموجه الرجل على غرفة المعلمات وقسمهن الخاص بهن.
– التردد على فصول البنات البالغات المحتشمات العفيفات، بحجة أنه موجه ويريد تقييم المعلمة، وهذا من الخيانة لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- ولأولياء أمور الطالبات المحتشمات، ولاحول ولا قوة إلا بالله.
– التواصل الكبير والمستمر طوال العام، وذلك لإنجاح العمل الوظيفي -كذا يزعمون، وهن أيضا يزعمن!!- وناهيك عما يحصل من جرّاء ذلك من اتصالات ومجموعات (قروبات) وهدايا متبادلة، وأمور كثيرة تسببت في مشاكل عديدة يعجز البيان عن عدها ووصفها، والله المستعان.
١٠– الطلاب والطالبات أمانة عندكم أيها المعلمين والمعلمات، يجب عليكم دفعهم لما يصلح لهم دينهم ودنياهم، فكثير منهم لا يعرف قدر المسؤولية ولا مدى أهمية العلم والشهادة، فالمربي الناصح الصادق هو الذي يحمل طلابه على ما يحمل به أبناءه، ويوجههم لما يرضي الله تعالى ويرضي والديهم، ويزجرهم وينهاهم عما يغضب الله ويغضب والديهم، ويحثهم على العلم والاستزادة منه، ويرغبهم فيه، ويرسمُ أمامهم المستقبل المشرق، ويبعثُ فيهم روح التفوق والرِفعة والنصرة لهذا الدين العظيم، فكم من طالب واصلَ تعليمهُ بجدٍ واجتهاد وشغفٍ بسبب كلمة صادقة من قلبِ معلمٍ صادق في نصيحته، شرح الله بها صدر ذلك الطالب، وكتب له فيها الفلاح، والدال على الخير كفاعله.
١١– يجب على المعلم والمعلمة حفظ الطلاب والطالبات من تضييع ساعات الدراسة فيما لا ينفع، سواء باللعب أو بالأنشطة التي لا نفع فيها، أو بالتسكع في الممرات أو بالرحلات غير الهادفة.
١٢– الإدارة في المدرسة هي الأصل في قِوام وصلاح وإصلاح المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات.
فينبغي على العاملين فيها مراعاة حقوق الله وتقديمها على غيرها من حقوق الخلق.
فإذا جاء الطالب أو الطالبة -وقد يكون المعلم والمعلمة وللأسف- بلباس غير شرعي، لباس سيء، ينم عن عدم التربية والصلاح، أو جاء بعادات دخيلة منكرة؛ فإنه يُنصح ويُوجه ويُعلم، ويُنظر في حاله إن صَلحَ وإلا فإنه يجب على الإدراة طردهُ وزجرهُ وإبعادهُ عن ميدان التربية والتعليم، وذلك لأن الجَرَبَ يُعدي، وفي الحديث الشريف: «فِرّ من المجذوم فرارك من الأسد».
١٣– قال الله تعالى : {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتُبَيِّنُنَّهُ للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنًا قليلًا فبئس ما يشترون}.
أيها المعلمين والمعلمات، يا من أُتيتم علمًا من الكتاب والسنة، فقد أخذ الله عليكم الميثاق كما أخذه على الذين من قبلكم، فعلموا العلم، وأنكروا المنكرات، وادعوا إلى الله تعالى على بصيرة وعلم ونور وهدى.
– فرِّغوا الطلاب لأوقات الصلاة، ووفِّروا لهم المكان المناسب لها، فإن الصلاة عمود الدين.
– انكروا المنكرات التي تكون في حفلات التخرج، من اختلاط وتصوير ورقص وغناء وموسيقى وإسراف.
– ذكرِّوا الطلاب والطالبات بفضائل الصحابة الكرام، وحذروهم من بدع الخوارج والقرامطة، فكلا الفرقتين تكفر أصحاب الرسول ﷺ .
١٤– ومن أعظم مسؤوليات المعلمين والمعلمات: حفظ الأمانة التي كلفتهم بها وزارة التربية، وذلك في:
أ- حسن التدريس والتعليم، ورفع مستوى الطلاب والطالبات بالقدر المحدد عندهم بالتوصيف التوجيهي المنهجي.
ب- العدل في تكليفهم بالواجبات والبحوث والتقارير.
ج- منع الطلاب والطالبات من الغش والتدليس والسرقات العلمية في البحوث والاختبارات.
وهذا -وللأسف- تساهل فيه كثير من المعلمين والمعلمات، مما أدى إلى انحدار المستوى التعليمي، وتبعه انحدار المستوى التوجيهي في بعض المعلمين والمعلمات، الذين برزوا وتصدوا للتدريس في المدارس والمعاهد والجامعات؛ وذلك لأن الطالب إذا غشّ وحصل على درجةٍ ليست له نجح في علمٍ لا يحسنهُ ولا يتقنهُ، وحصل على هذه الشهادة بالزور والكذب والخداع.
والغش كله حرام، في جميع المواد المقررة، سواء كانت سهلة أو صعبة، وسواء كانت عربية أو أجنبية.
د- الحرص كل الحرص على وقت المحاضرة (الحصة)، واستغلاله فيما هو نافع للطلاب، والحذر من التسيّب والتضييع للحصص، فإن هذا مما يُدخل عليك المال الحرام الذي ستأخذه أنت من غير وجه حق.
وأخيرا…
إذا لم يزدْ علمُ الفتى قلبَهُ هدى
وسيرتَهُ عدلا وأخلاقهُ حُسنا ،،
فبشّرهُ أن الله أولاهُ فتنةً
تُغشِّيه حِرمَانا وتُوسِعُهُ حُزنا ،،
هذا ما تيسر جمعهُ وكتابتهُ والتنبيهُ عليه، واللهَ أسأل أن يجعل جميع أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، واقعة في مرضاته، إن ربي قريبٌ مجيب.
والحمدُ لله رب العالمين.
كتبه / منصور بن عبد الله العازمي
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
١٣ / ذي الحجة / ١٤٣٧ هـ
الكويت