المطالبة بحقوق المرأة
أدعوة للحرية أم ترويج للانفلات !!
إن قضية المرأة السعودية ومناقشة حقوقها ستبقى هي القضية الأهم في مجتمعنا، وستبقى قضية المرأة حلقة مفاصلة بين أهل الغيرة الذين يسيرون بالمرأة إلى برّ الأمان وبين دعاة التغريب الذين يزجون بالمرأة إلى وادٍ سحيق من الانفلات والتفلت. سيتكرر الحديث عن المرأة ما دام في الجهة الأخرى من يعلي ضجيجه وصخبه ويبثّ سمومه في المجتمع. سيتكرر الحديث عن المرأةلأنها وصية النبي r لأمته، ولأنها أعظم فتنة خافها المصطفى r على أمته ، فكما جاء في الصحيحين : (( ما تركت بعدي على أمتي فتنة أضر على الرجال من النساء )).
قضية من قضايا المرأة تثار بطريقة ماكرة، قضية قديمة تلبس بلبوس جديد، إنها قضية حرية المرأة، وما أدراك ما حرية المرأة !! ذلك المصطلح العائمالفضفاض الذي يفسره كل قوم بحسب أهوائهم ومصالحهم، حتى أصبح هذا المصطلح يطرح في كل عيد واحتفال وفي كل مناسبة وبلا مناسبة. ولسنا بحاجة لبيان حرية المرأة في الإسلام وحفظه لحقوقها كاملة، لسنا بحاجة إلى بيان كيف نقل الإسلام المرأة من قمقم المهانة في حياة الجاهلية إلى قمم الكرامة في سماء الإسلام. هذه الحرية وتلك الكرامة عرفها عقلاء الغرب وغابت عن بعض بني جلدتنا، يقول المفكر الفرنسي غوستاف لوبون : “إن الإسلام قد أثر تأثيرًا حسنًا في رفع مقام المرأة أكثر من قوانيننا الأوروبية“
إن المتتبع والمتابع لقضايا المرأة هنا في السنوات الأخيرة ليرى بعين البصر والبصيرة أن المرأة هنا مستهدفة، مستهدفة بجرّها إلى مثل حال أخواتها في البلدان التي استجابت لنداءات أبالِسة دعاة حرية المرأة، وليست هذه الرؤية ـ من قبيل المبالغة أو الوقوع في هاجس المؤامرة، كلا لقد نوقشت قضايا نسائناهنا في هيئات عالمية ومؤتمرات دولية، ووضعوا الحلول لحريتها بعيدة كل البعد عن تشريعات الإسلام وأحكامه، وأثبتت لنا الأحداث والوقائع بعد ذلك أننا أمام مشروع تغريبي يراد بالمرأة هنا تحت شعار المطالبة بحريتها.
هذا المشروع التخريبي يطل علينا تحت صور وأشكال عدة، فمن أبرز أذرعته وأولى خطواته افتعال قضية للمرأة يصوّرون من خلالها أن المرأة السعودية مهضومة الحقوق مسلوبة الإرادة، وأنها تعيش في أوضاع اجتماعية تدعو للشفقة وأنها مقيدة الحرية , وأن المجتمع السعودي يستعبد المرأة و لا يشجع على إيداعها ونجاحها .
ثم تطرح تلك القناة أو الصحيفة آراء الناس مع هذه القضية، والغلبة والنهاية بالطبع للرأي الذي تتبناه هذه الوسيلة، والنتيجة: إقناع الناس أن للمرأة قضية، وأنها تعيش حياة مكبوتة. وهذا الأسلوب الإعلامي سلطة خفية تعيد صياغة عقول الناس وتوجهاتهم بطريقة غير مباشرة، ولو تأملنا ودققنا في هذه القضايا المثارة لوجدنا قضايا فردية لا يخلو أي مجتمع منها. نعم، يوجد لدينا ظلم وعضل وقهر للمرأة، ولكن علاجه يكون بالطرق الإسلامية الشرعية، لا بالدعوة إلى الحريات المنفلتة.
فالحرية التي تنادي وتطالب بها المرأة سواء كانت طفلة أم بنت أو مطلقة أو معلقة أو حتى المهمشة والمضطهــــــــــدة في البيت لا تعني التخلي عن المبادئ الإسلامية والأخلاق والقيم والتربية , والحرية ليست كلمة بذيئة حتى يحرم على المرأة أن تنطق بها , الحرية من حق الجميع .
إن الحرية إذا لم يكن لها حدود تضبطها أصبحت فوضى! أليست إشارة المرور قيد لحريتنا؟بلى .. هي قيد، لكنه قيد محمود .. لنا أن نتصور الطرقات بلا إشارات!
كيف يكون حالنا .. كم من الضحايا نودع كل يوم؟! أليس الطابور الذي يقفه الناس عند الكاشير قيد؟! بلى .. هو قيد لكنه محمود .. ينظم حركتنا ويحفظ حقنا!
أليست بطاقات صعود الطائرة المرقمة قيد؟! بلى .. هي قيد .. لكنها تكفل حريتنا من الفوضى والتزاحم والخصومة والتفرق في المقاعد !
نحن نريد الحرية في بعض مناحي الحياة التي نعيشها اليوم ونجد أنفسنا مكرهات عليها لما لها من آثار سلبية في حياتنا ..
نريد حرية التعليم بقيود الشريعة!
نريد حرية العلاج في المشافي بقيود الرحمن !
نريد حرية العمل بقيود الإسلام!
لا نريد الحرية المزعومة التي تضعنا في البراويز المظلمة!!!.
كتبته : نورة بنت ناصر العجمي .