انتشر أمر الأناشيد المسماة بالإسلامية بشكل يفتن بجمال الأصوات والمؤثرات التي حولها، بل أصبح قنوات خاصة لها كقناة فلان، وأصبح بالغالب أي حدث يوضع له نشيد ثم يتوجه بهذا الأمر، فإنه أصبح كأنه وسيلة دعوة، وجزاكم الله خير.
يقال جوابًا على هذا السؤال: إن اتخاذ الأناشيد وسيلة دعوية بدعة، والبدع كلها ضلالة كما أخرج مسلم من حديث جابر، ووجه كونه بدعة أنهم اتخذوا الأناشيد وسيلة لدعوة الناس، وهذه الوسيلة المقتضي لفعلها كانت موجودة في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم– وصحابته، ولم يفعلوه، ولا مانع يمنعهم من فعله.
فإذن؛ إذا وجد المقتضي لفعل عبادة، ولم يوجد مانع يمنع من فعلها، ومع ذلك لم يفعلها النبي–صلى الله عليه وسلم– ولا الصحابة، فإن فعل هذه العبادة من البدع، كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه “اقتضاء الصراط المستقيم”، ومثل ذلك يقال في الأناشيد، هذا شيء.
أما الشيء الآخر، فإن أكثر الأناشيد اليوم أغاني، وقد ذكر ابن القيم –رحمه الله تعالى– أن ما يتقصد من ألحان بطريقة متقصدة إلى غير ذلك، فإن هذا من الغناء الذي أجمع الصحابة على تحريمه، كما في كتابه “السماع”.
لذلك يجب أن نكون حذرين من الغناء؛ لأنه ما بين بدعة أو محرم في الغالب، إما أن يتعبد به فهو بدعة، وإما ألا يتعبد به، وله أوزان معينة، فمثل هذا محرم وهو من الأغاني المحرمة، وإن لم تكن معه آلات المعازف، وذلك بإجماع الصحابة كما نقل ابن القيم –رحمه الله تعالى–.