انتشر عند الناس أنه عند التثاؤب يستعاذ بالله من الشيطان، وعند التجشؤ: يحمد الله، هل هذه سنة؟ أو قال هذا سنة؟
أما الاستعاذة عند التثاؤب، أو قول: الحمد الله عند التجشؤ، فكلا هذين القولين لا دليل عليهما، ولم أر دليلًا يدل عليهما في السنة النبوية، ولو كان هذا الفعل خيرًا لسبقنا به النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، حتى وإن كان التثاؤب من الشيطان، والتجشؤ كثيرًا ما يدل على الشبع، إلا أنه مع ذلك لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته -فيما رأيت- حمدوا الله عند التجشؤ، أو استعاذوا بالله من الشيطان عند التثاؤب، وجاء في ذلك أثر عند ابن أبي شيبة والطبراني عن ابن مسعود عند التثاؤب: يستعاذ بالله من الشيطان الرجيم. لكن هذا الأثر لا يصح، وقد اضطرب الراوي فيه.
لذا؛ يقال: إنَّ فِعل مثل هذا غير مشروع، وأنه لو كان خيرًا لسبق إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قرأت قديمًا للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين–رحمه الله تعالى- كلامًا، مفادُه أنَّه يُنْكَر مثل هذا، ويقول: إنَّه لا دليل عليه.