بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد الله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، ومن يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأخيار ومن سار على نهجهم إلى يوم القرار. أما بعد :
فاتقوا اللهَ حقَّ التقوى، واستمسِكوا من الإسلامِ بالعُروةِ الوثقى، وإيَّاكُم ومُحدثاتِ الأمور، ومُضِلاتِ الفتن،واعتصموا منهابالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة قال سبحانه (( وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ})وقال نبيه صلى الله عليه وسلم (إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة) أي ليس هناك بدعة حسنة كما يزعم أهل البدع لتمرير باطلهم وقال خليفته عمر (وكل ضلالة في النار )
عباد الله في مثل هذه الأيام وفي مثل هذا الشهر شهر ربيع الأول فجع المسلمون بأعظم فاجعة مرت عليهم ومن أشدها آثرا عليهم حتى أنه بسببها ارتد كثير من المسلمين عن الإسلام وكادت أن تحصل الفتنة بين اشرف خلق الله بعد الأنبياء وهم صحابته رضوان الله عليهم أنها فاجعة وفاة خير البشر نبي الأمة محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه فأ أظلمت الدنيا في وجوه أصحابه والمسلمين بموته ولكن حكم الله ماض في سائر البشر ومنهم محمد بن عبد الله قال الله عزوجل (إنك ميت وإنهم ميتون ) وبموته انقطع الوحي وكمل الدين قال سبحانه (اليوم أكملت لكم دينكم ) وفي مثل هذا الشهرأيضا كان مولده صلى الله عليه وسلم وبه أنقذ الله البشرية من ظلمات الجهل والشرك إلى نور التوحيد والسنة
عباد الله
مضى القرن الأول والثاني والثالث
الذي قال عنها النبي (خير الأمة قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) ولم يخصوا يوم مولده
بشي من التعظيم ولاالاحتفال به بل العلماء مختلفون في تحديد تاريخ يوم مولد ولا يشك احد أنالصحابة أشد الناس حبا له صلى الله عليه وسلم ولو كان لاحتفال بمولده خيرا لكانوا أب الناس إليه والخير في اتباعهم قال صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي)
عبادالله :
في القرن الرابع الهجري ظهر بنو عبيد وحكموا المسلمين وكانوا يتسمون زورًا بالفاطميين فلما لم يرتض المسلمون في مصر والشام سيرتهم في الحكم ولا ظلمهم ولاعقيدتهم القائمة على الزندقة وسب الصحابة نقلة الدين حاولوا استمالة قلوب الناس وكسب عواطفهم بإحداث أمور له تعلق بالدين فكان أن أحدثوا بدعة الاحتفال بمولد سيد المرسلين ونجحوا في ذلك فبقيت آثاره إلى يومنا هذا فإنا لله وإنا إليه راجعون وقد قال شيخ
الإسلام ابن تيمية فيهم: “وهؤلاء القوم تشهد عليهم الأمة وأئمتها أنهم كانوا ملحدين زنادقة ، يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر”
أيها الإخوة المؤمنون : إن مما يدل دلالة عقلية على بطلان الاحتفال بيوم المولد النبوي أن كل الفرق الضالة تحتفل به .. كالرافضة والصوفية والنصيرية والبهائية وعباد القبور والأضرحة ، وكثير من الفرق التي أفتى العلماء بضلال وكفر بعضها فهـل هذه الفـرق ستكون محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وهي تفعل مايخالفه ؟ بل إنهم يعتقدون أن من لم يحضر هذه الاحتفالات فهو لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا تكفير منهم لأهل السنة فماذا سيحكمون على من يحرم احتفالاتهم مع مافيها من المحرمات !
عبادالله :
أنهم في احتفالاتهم يصنعون شيئا يسمونه (بالحضرة النبوية) يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم أو روحه الشريفة تحضر هذه الاحتفالات فيستغيثون به ويطلبون منه الحاجات مما هو شرك بالله زين الشيطان لهم أعمالهم فأضلهم عن سبيل الله ..
إن هذه الاحتفالات ضررها ظاهرعلى المسلمين وأكبر دليل على ذلك دعم الكفار والمنافقين لها بقصد هدم الشريعة، وحصره في طقوس أولئك الذين يتراقصون ويتمايلون في احتفالات المولد، حتى المساجد لم تسلم من رقصهم وطربهم ويوضح أعداء الإسلام لمثل هذه الخزعبلات حقيقة ذلك ما ذكره المؤرخ الجبرتي في أخبار مصر من أن القائد الفرنسي المستعمر حضر المولد بنفسه، واحتفل به مع المسلمين !!
وكثير من العلمانيين الذين رفضوا الشريعة، يحضرون تلك الاحتفالات ويشجعونها؛ فلو أنها ليست من سبل هدم الديانة لماشاركهم أعداء الدين قال عز وجل: (( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً ) أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أما بعد:
فمن فضل الله علينا في هذه البلاد وبسبب نصرتها لتوحيد رب العباد أن عصمنا من ظهور هذه البدعة الشنيعة وغيرها من الشركيات وماأكثر المتربصين بعقيدنا يتحينون الفرصة تلو الأخرى فإننا إذا ضعفنا في توحيدنا تسلطوا علينا والفضل لله أولا ثم لعلماء هذه البلاد وحكامها أعزهم الله بالتوحيد والسنة في حفظ هذه العقيدة فلم يألون من التحذير من البدع صغيرها وكبيرها ومنها بدعة المولد حتى أننا نشأناعلى التوحيد بحمد لله وكادت أن تغزونا البدع بل غزتناعن طريق جماعة التبليغ والإخوان وإن كانت قد اختطفت كثيرا من دعاتنا وشبابنا ولكن الله رد كيدهم في نحورهم بسبب حرص حكامنا وعلماء أنا وشعبنا على التوحيد والحفاظ عليه ومتى تركنا هذا التوحيد هلكنا قال سبحانه(وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا أمثالكم)
عباد الله : صلوا وسلموا على خيركم محمد بن عبدالله وأكثروا من الصلاة عليه وأطيعوه فيما أمر واجتنبوا مانهى عنه وزجر من البدع والمعاصي وأدوا صلاتكم في المساجد وحثوا من تحت أيديكم ولاتستلموا لضغوط الواقع فكلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته فأروا الله منكم خيرا .. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعدائك أعداء الدين ياقوي ياعزيز ، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم وآمنا في دورنا وأوطاننا وأصلح ووفق ولاة أمرنا اللهم ارزقهم بطانة صالحة ناصحة وابعد عنهم بطانة الشر والسوء ياحي ياقيوم ، اللهم وفق إخواننا العساكر ورجال الأمن المرابطين لكل خير اللهم احفظهم وسدد رميهم واشف مرضاهم وارحم موتاهم يارب العالمين، اللهم من أرادنا بشر وفتنة فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره وسلط عليه ياقوي ياعزيز ، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّايَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ