بدعة تقسيم الصدقة على كل يوم من العشر لإدراك ليلة القدر
بسم الله الرحمن الرحيم.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فإن الاجتهاد في رمضان بكل الأعمال الصالحة مستحب ومنها الصدقة لحديث كان رسول الله أجود الناس بالخير وأجود ما يكون في رمضان.. (متفق عليه من حديث ابن عباس)
لذا كان السلف يجتهدون فيه بالأعمال الصالحة وآكد ما يجتهد فيه العشر الأواخر لأنه أفضلها لاجتهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها أكثر من غيرها، وهذا يدعونا أن نجتهد فيها بالقيام والقراءة والصدقة( ذكر هذا الحنفية والشافعية والحنابلة وغيرهم ومن المعاصرين الإمام ابن باز )
فالتصدق في العشر من الأعمال الصالحة وليبادر بالتصدق بكل ما يراد التصدق به فقد يهجم الموت بغتة .
لكن ليس هذا مسوغا لتقصد تقسيم الصدقة على أيام العشر بحجة محاولة إدراك فضيلة ليلة القدر كما يدعو لذلك بعض الناس فإن هذا لو كان خيرا لسبقنا إليه السلف ولبينه علماء الإسلام ولما كان مجهولا متروكا حتى اخترعه وابتكره غيرهم .
ومعلوم الفرق الكبير شرعا بين الاجتهاد في الصدقة في العشر وبين تقصد وتعمد تقسيمها لإدراك فضيلة العشر، فإن هذا التقصد لهذا الدافع الديني لم ترد به الشريعة على هذه الصفة ولو وكان خيرا لسبقنا إليه السلف، والخير كل الخير في اتباعهم، وعدم إحداث ما لم يفعلوه كما بينه علماء الإسلام كابن تيمية وابن القيم .
ويخطئ بعضهم وينسب جواز تعمد تقسيم الصدقة للعلماء الذين استحبوا الصدقة في العشر وهذا خطأ على هؤلاء العلماء للفارق بينهما كما تقدم، ولم أر علماءنا كابن باز والألباني وابن عثيمين أجازوا هذا أو دعوا إليه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د.عبد العزيز الريس
20 / 9 / 1435هـ