يقول السائل: عندنا بعد الانتهاء من صلاة الفريضة والأذكار الواردة يرفع الإمام يديه، ويدعو جهرًا، ويؤمّن من حوله، هل فيه محظورٌ شرعي؟ وإن كنت أنا إمامًا فهل يجب عليّ أن أترك هذا المسجد لوجود هذا المنكر فيه؟
يقال جوابًا على هذا السؤال: إن هذا الفعل بدعة، وإن الدعاء الجماعي بعد الفريضة بدعة، لأنه لو كان خيرًا لسبقنا إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، ومن المتقرر أن كل عبادةٍ لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته فإنها تكون بدعةً، مما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ)).
وكذلك من كان إماماً فإنه لا يجوز له أن يفعل هذا المنكر، وأن يفعل هذه البدعة، بل يجب عليه أن يسعى قدر استطاعته أن يخفِّف هذا المنكر، وأن يزيله رويدًا رويدًا، بنصح الناس وتعليمهم، وأن يُحضر إليهم من يثقون به، وأن ينقل إليهم فتاوى العلماء الموثوقين، فإذا فعل ذلك بحول الله، واستعان بالله، ودعا الله سبحانه، فأرجو الله بكرمه أن يستجيب دعاءه، وأن يجعل في الأسباب التي سلكها خيرًا لصد الناس، وبُعد الناس عن هذه البدعة.