يقول السائل: حصل من أحد الإخوة أنه أثناء شرح الاعتقاد والكلام على مسائل التبرك قال لفظًا وهو: أن الصحابة ليس فيهم بركة. فهل هذا اللفظ يُعتبر سبًا للصحابة؟ وهل يُقام عليه الهجر والتبديع؟
الجواب:
إذا كان هذا الرجل سلفي الاعتقاد ويُقدر الصحابة ويعرف منزلتهم ومكانتهم، فيجب أن يُحمل لفظه على المعنى الحسن، فقد ذكر الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- في كتابه (مدارج السالكين) أن الرجل إذا تكلم باللفظ المجمل فيُنظر إلى هديه وسيرته ليُعرف مراده من هذا اللفظ المجمل، فيُرد اللفظ المجمل إلى هديه وسيرته، ومثل هذا يُقال في هذا الرجل.
إذا قال: ليس في الصحابة بركة. وهو سني سلفي يعرف للصحابة قدرهم ومكانتهم، فيُحمل كلامه على أنه ليس فيهم بركة يُتبرك بها بأن يُتمسح بهم ويُتسابق على بصاقهم وعلى شعرهم ويُتبرك بملابسهم وغير ذلك، كما كان يُفعل برسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا أن المراد أنهم غير مباركين، بل الصحابة أفضل هذه الأمة فردًا وجنسًا بالإجماع كما حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية، حكى على ذلك إجماع السلف الأولين،فمن خالف بعد ذلك فخلافه على خلاف ما عليه السلف الأولون.
فالصحابة لا شك مباركون وهم أفضل هذه الأمة -رضي الله عنهم- لكن هذا اللفظ يُحمل على أنه ليس فيهم البركة التي يُتبرك بها كما هو الحال في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذه قاعدة شرعية: كل من تلفظ بلفظ مجمل فيُحمل على المحمل الحسن بالنظر إلى هديه وسيرته.