بعض المخترعين يدعي أن بإمكانه إنزال المطر, عن طريق تجميعهم السحاب بالموجات الكهرو المغناطيسية, ثم يجعله يصطدم مع بعضه, ثم ينزل الماء, هل إذا صدَّق المسلم مثل هذه الأشياء يكفر؟
يقال جوابًا على هذا السؤال: إن إنزال المطر، ووقت نزوله من علم الغيب الذي هو خاص بالله, كما في البخاري ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- ما اختص الله به، ومنه: إنزال المطر.
فلذا؛ لا يجوز أن يعتقد أنه يمكن أن يعلم أحد, متى ينزل المطر على وجه اليقين, لكن لو قال: إذا فعلنا مثل هذا فإنه من باب الظن، قد يحصل نزول المطر.
وأنا لا أظنهم يجزمون, وإنما يظنون، لذلك يفعلون ذلك كثيرا ولا يحصل نزول المطر, فهم يعلمون هذا الأمر, لكن هم يقولون: إن هذا السبب، وقد يحصل به إنزال المطر، وقد لا يحصل به إنزال المطر.
ومثل هذا جائز، وإنما المحرم أن يجزم؛ لأن وقت نزول المطر من علم الغيب الخاص بالله سبحانه, وهذا من وجه آخر من علم الغيب في المستقبل، فهو خاص بالله سبحانه, كما قال سبحانه: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴾ [الجن: 26، 27]
فعلم الغيب في المستقبل خاص بالله, ولكن قد يطلع الله بعض رسله على شيء من ذلك، أما غيرهم فلا.
لقائل أن يقول: إن هذا قد يتعارض مع علم الرؤى؛ لأنه في الرؤية يرى أشياء ستقع في المستقبل.
وقد أجاب العلماء على ذلك كابن رجب -رحمه الله تعالى- في “شرحه على البخاري” وقال:((علم الرؤى من باب الظن؛ والعلم الذي اختص الله به هو على وجه اليقين)).
ومثل هذه يقال في تسببهم في إنزال المطر، فهذا ظن، ويعلمون أنه قد لا يحصل كثيرًا، وقد فعلوا ذلك ولم يحصل, لكن علم الغيب الخاص به سبحانه وتعالى على وجه الجزم.