بعض النساء تلبس الحجاب الشرعي المتعلق بالوجه والشعر، ولكن تلبس بلوزة عادية وبنطلون وسيع، بحجة أن هذا ساتر لجسدها؛ والشرع أمر بستر الزينة، فهي قد سترته، أرجو التوضيح.
يقال جوابًا على هذا السؤال: إن هذا الستر ليس سترًا شرعيًا؛ فإن مثل هذا اللباس الذي يسمى بلوزة أو البنطلون فيه نوع تجسيمٍ، وهو أقل في ستر المرأة.
لذا الشريعة جاءت بأن المرأة في صلاتها تلبس خمارًا ودرعًا سابغًا، يغطي ظهور قدميها، كما ثبت عن عائشة وعلي –رضي الله عنهما- أخرجه ابن أبي شيبة، هذا إذا كان في الصلاة، وهي أقل سترًا، فكيف بعورة النظر وهي الأشد؟!
فلذا أنصح الأخوات أن يتقين الله، وأن يتسترن تسترًا لا يعرف ما وراءه.
أما أمثال هذه الألبسة فإن فيها نوع تحجيم، وإن كان هذا التحجيم ليس على درجة واحدة بالنسبة لضيق اللباس ووسعه، لكن مهما كان؛ فإن فيه نوع تحجيمٍ.
والستر المعروف الذي هو لبس خمار ودرعٍ سابغ، مثل هذا أستر، بخلاف لبس البنطلون أو البلوزة.
ومثل هذه الألبسة شاعت، وانتشرت بسبب ضعف الدين، وتقليد الناس بعضهم بعضًا، وضعف قوامة الرجال.
وإني أدعو النساء أن يتقين الله، وليعلمن أنهن أكثر أهل النار، فليجتهدن في طاعة الله والستر؛ لأنهن فتنة، فإن أعظم الفتن مع الرجال النساء، كما أخرج مسلم حديث أبي سعيد أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ((اتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء))
فإذن؛ يجب على المرأة أن تتقي الله، وأن تتستر أكمل سترٍ؛ لئلا تفتن الرجال من جهة، ولتنجي نفسها من غضب الله من جهة أخرى.
وأدعو الرجال أهل القوامة أن يقوموا بقوامتهم حقًا، وأن لا يضعفوا أمام ضغط النساء، ولأجل مسايرة الواقع.
أسأل الله أن يهدينا جميعًا ونساء المسلمين، وأن يهدي أزواجنا وبناتنا والمسلمين أجمعين؛ إنه الرحمن الرحيم.