الحمد لله،الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون وأشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له. واشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّمَ تسليماً كثيراً إلى يومِ يُبعثُون
أمابعد ,,,
عباد الله
الجيوش المدربة والمسلحة بأحدث العتاد والسلاح، هي الحامية للبلاد واستقلاله بعد الله جل جلاله، فلا بد أن تكون معتمدة أساساً على أبناء الوطن
والرزية كل الرزية أن يغدر بهذا الجيش بعض سفهاء الرعية المفتونين بالأفكار الردية الإرهابية
أبطال يعرضون أرواحهم للموت في سبيل حماية بلد التوحيد وحماية أهله على الحدود و سفهاء يمكرون بهم ويجازونهم بالقتل على تلك الحدود بل وقتلوهم وهم يحمون بيوت الله فحسبنا الله ونعم الوكيل وتعجب ممن ينعم وأهله بحمايتهم و يبخل ولو بالدعاء لهم في القنوت والسجود لنصرتهم
فكر غريب عجيب أمره جلل دواعش بيننا بلا كلل وملل زين لهم سوءعملهم فرأوه حسنا فإلى الله المشتكى!
بل وصل الحال بهم إلى قتلهم آبائهم والمحسنين إليهم من أقربائهم كما سمعتم وسمعنا فحق أن تنساءل من أين تسرب لنا هذا الفكرالعفن لنضع النقاط على بعض الحروف ليعود لنا الأمن والأمل
لاشك أن أول تلك الأسباب ذنوبنا ومعاصينا وتفريطنا في تربية أبنائنا فقد قال ربنا( وما أصابكم من مصيبه فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )
وأنا أخاطب العقلاء أما من تشرب هذا الفكر من الآباء فعلاجه بأمور أخرى إن لم يتب
فأنت أيها الأب أو من حولك من المجتمع عندما تقوم بنقد الدولة وتقصيرهاأمام ابنك في المجالس فأنت تبذر فيه تلك البذرة الخبيثة وأنت لاتشعرمع أن نقدك أكثره من باب قالوا ويقولون واتهام بالظنون وأنت تنفذ مقولة ابن سبأ اليهودي الذي قتل بسببها عثمان وعلي رضي الله عنهما حيث يقول لاتباعه(ابدءوا بالطعن على أمرائكم وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا الناس وادعوهم إلى هذا الأمر) فعندما تتنقص ولاة الأمروتزعم سكوت العلماء عنهم أمامه ستسمعها منه أحيانا ويظهر معايبهم فاعلم أنه بدأينشحن عليهم وعلى سكوت العلماء فينجرف إلى رفقاء يشاركونه نفس الهم الذي غرس فيه في النت أوبعض الدروس عند مشايخ مشبوهة قد لاتعلم بهم فحينها تخسره وأنت لم تشعر ثم نراك تلقي باللائمة على غيرك ألم تعلم قول نبينا ﷺ
فكلكم راع ومسؤول عن رعيته فاتقوا الله فيهم.
ثم تأتي المرحلة الثالثة في حياته وهي التحاقه بجماعات حزبية ديدنها تتبع زلات الدولة ونشرها مع تعظيم لقيادات مجهولة مشبوهة صورت لهم أنهم قادة عظماء بزعم حبها للجهاد فتتلقف هذا الابن الذي غرست فيه بذرة الحقد على ولاته باسم الغيرة على الدين ونيل الشهادة في سبيل الله لتقلده الحزام الناسف ليقتل مخالفيه ولو كاناأقرب قريب
ومن الأسباب الخطيرة والواسطة لتلك الجماعات التي تتخلل تلك المراحل
دعاة على أبواب جهنم ممن أبناء جلدتنا وبتكلمون بألستنا من أطاعهم قذفوه فيها كما أخبر عنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بل ومكن حبهم في قلوبنا وقلوب أبنائنا في غفلة منا وجهل
هيجوا الأبناء للذهاب لمواطق الفتن باسم الجهاد ثم تنصلوا منهم بعد احتراقهم في تلك البلادكمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين يقول أحدهم مستهينا بحرمة دم المسلم ( فليموتوا هناك ثم ماذا) والاخر يحصي عدد القتلى والجرحى على القناة غير مراع اشعورالأهل والأصدقاء وذوي القربى قائلا بعد ذلك(ليمت الألاف مقابل أن يعيش مئات الألوف من أجل الحرية والديموقراطية الكافرة) وهم بين أبنائهم يرفلون في النعم وفي القنوات يترززون لنشر النقم على أسر الآخرين ألم يسمعوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهم من الشيوخ (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم) صححه الإمام الألباني رحمه الله
ومن الأسباب/ قنوات التواصل الإجتماعي عن طريق الجوالات والإيميلات في خفاء عن الأهل وفي الاستراحات يتشربون الفكر العفن مع غفلة المجتمع والأهل.
ومن الأسباب: القنوات الفضائية اسلامية سموها أو علمانية تدسم السم في العسل , وتعرض أفكار كل منحرف على مجتمعنا ليوجهونه كيف شاؤوا وأرادوا بمكر ودهاء
أقول قولي هذاوأستغفرالله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هوالغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمدلله وكفى وصلاة على المصطفى وعلى أله وصحبه ومن اقتفى… أمابعد ,,,
من أنفع العلاج لتلك الأفكار الوافدة التوبة إلى الله عز وجل ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السموات والأرض ) وأن نكف ألسنا عن غيبة الحكام والأمراء والمسؤولين والنصح لهم في السر عن طريق العلماء المعروفة مواقفهم الإيجابية مع حكامهم, أوالبرقيات ولا تغضب إن لم يستجب لك فالهداية بيد الله سبحانه وعلينا أن نصلح الأوضاع لا لنغير الأوضاع فنهلك
قال أحد كبار السن لأبنائه : (حدثناكم عن فقر مر بنا وأخشى أن تحدثوا أبنائكم بنعمة مرت بكم) ألا وصلوا وسلموا على نبيكم نبي الرحمة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
عباد الله
لنراجع أنفسنا ونتأمل في الأحداث التي أصابتنا ونسعى بالعلاج الجاد لرفعها وإدانة المتسبب فيها والتحذير منه ومن فكره وقد أخرجت الدولة والعلماء بيانا ببعض هذه الجماعات المفسدة كالإخوان والتبليغ وجبهة النصرة وداعش السماة بالدولة الاسلامية وحزب الله الرافضي كما حذرت من الإشادة بها أو الدفاع عنها بالعقوبة حفاظا على أمن المجتمع وحماية أفكار أبنائه من الزلل والخطل
اللهم أصلح أبناءنا وبناتا واحمهم من كيد الفجار وشر الأشرار. اللهم واحقن دماء جنودنا وانصرهم على الحوثيين المجرمين وردهم إليهم سالمين غانمين
اللهم آمنا في أوطاننا واحفظ ولي أمرنا وولاة عهده وبلادنا من كل سوء وأصلح لهم البطانة واجزهم عنا خير الجزاء واجعل الجنة مستقرنا ومستقرهم
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
أخوكم/
عبدالرحمن بن ناصر الفيصل