بين الوهابية والجامية
كلمات لأخي الشيخ أحمد الباكر وفقه الله:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد:
فإنّ تكذيب الأنبياء والمرسلين، ومن سار بسيرهم من العلماء الربانيين، وتلقيبهم بألقاب منفرة بإدعاءات كاذبة؛ لهو دليل سيرهم على الصراط المستقيم، قال سبحانه مخاطبًا نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم :
[ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ]
وقال عز وجل :
[ كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ]
وهكذا أتباعه صلى الله عليه وسلم لُقِّبوا بألقاب منفرة حتى
يصدوا الناس عنهم، كالإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله،
إذ أنه لما قام بالدعوة إلى توحيد الله بين أناس يعج فيهم الشرك لقي من الإيذاء ما الله به عليم، حتى ينفروا الناس عن دعوته.
وقد لقب أهل الباطل دعوته ( بالوهابية ) تنفيراً عنها، وقد راجت هذه النسبة على كثير من الناس، لكن يأبى الله إلا أن يتم نوره.
وإن من فضل الله على *أهل قطر* أن منّ الله عليهم بالتوحيد والسنة، وقام لهذا الولاة والعلماء، وصار أهل الباطل يلمزوننا بالوهابية.
والذي أريد التنبيه عليه:
أن البعض يطعن في بعض أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهو لا يدري!
فقد راج على كثير من الناس لقب
( الجامية ) فإلى من تنسب ؟
( الجامية ) تنسب لعالم من أتباع
الشيخ محمد بن عبدالوهاب
وهو الشيخ محمد أمان الجامي
المدرس بالحرم النبوي سابقا وعميد
كلية الحديث بالجامعة الإسلامية.
وكيف لنا أن نعرف أنه من أتباعه؟
*بعقيدته* وذلك عن طريق *كتبه*.
وقد تبين أن الشيخ محمد الجامي
لا يخالف الشيخ محمد بن عبدالوهاب في شيء من العقيدة
فكل من يقول ( جامية ) تنفيراً منها
فكأنه يقول ( وهابية ) أو ( سلفية ).
ولتتأمل في مطابقة كلامهما في العقيدة
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
وافترض الله جميع العباد الكفر
بالطاغوت والإيمان بالله …والدليل:
[ فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله
فقد استمسك بالعروة الوثقى ].
*ثلاثة الأصول ٢٣*.
قال الشيخ محمد الجامي:
خير تفسير لكلمة *لا إله إلا الله*
قوله تعالى : [فمن يكفر بالطاغوت
ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ] …فإذا أردت أن تحقق
هذه الكلمة فسرها بالقرآن.
*شرح الواسطية شريط ٢*.
وكلاهما مُعَظم لكلام الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأن الحق فيهما وليس في كلام البشر.
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
الأصل السادس:
رد الشبهة التي وضعها الشيطان في ترك القرآن والسنة وهي أن القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المطلق، والمجتهد هو الموصوف بكذا و كذا أوصافاً لعلها لا توجد تامة في أبي بكر وعمر فإن لم يكن الإنسان كذلك فليعرض عنهما ومن طلب الهدى منهما فهو إما زنديق وإما مجنون لأجل صعوبتهما ..
*الأصول الستة ١٢*.
قال الشيخ محمد الجامي:
اعتقاد أن الناس قد يصلون إلى الحق، في أصول دينهم وفروعه بغير طريقكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وربما يستصعبون أن يفهموا الحق من كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بدعوى أن هذا كلام عظيم !
ينبغي أن يبدأ بكلام غيره؛ هذا تعليل سيء ، كلمة حق أريد بها باطل.
هو كلام عظيم ولكنه كلام سهل وميسور
[ ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر ].
*شرح الواسطية شريط ٥*.
وكلاهما يدعو للسمع والطاعة في غير معصية للحاكم، وان كان ظالما ما بقي على الإسلام وهذا مما يذم فيه الشيخ الجامي
دون الشيخ محمد بن عبدالوهاب وقولهما واحد.
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
من مسائل الجاهلية:
أن مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له
فضيلة، وأن السمع والطاعة له ذل ومهانة
فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بالصبر على جور الولاة، وأمر بالسمع والطاعة والنصيحة لهم …
*مسائل الجاهلية ص٤*
وقال الشيخ محمد الجامي:
ومن رزقه الله العقل السليم ويدرك الأمور على حقيقتها وله معرفة بتاريخ سلفنا، وله معرفة بالدين يدرك تماماً بأن السمع والطاعة والبيعة والمحافظة على ذلك واجبة مطلقاً، سواء كان الوالي عادلاً أو فاجراً أو مؤثراً أو منفقاً محسناً أو مسيئاً مالم يظهر منه الكفر البواح؛ الكفر الذي يبوح به ويعلنه هذا معنى البواح ليس الكفر الخفي الذي لا يدرك بل الكفر الذي يعلن به هو ويدعو إليه.
لو دعا الحاكم إلى ترك الصلاة أباح بكفره، لو أمر المجتمع بأن يتركوا صيام رمضان لئلا يضعفوا عن الإنتاج لينتجوا أعلن بكفره فهو كافر لا طاعة له ولا بيعة له ولا سمع له …
*شرح الأصول الستة*
فلا خلاف بين (وهابية) و (جامية)
ومن وجد من كلام الشيخ محمد الجامي
خلافا لكلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب في العقيدة حق له أن يفرق بين (الوهابية) و (الجامية) وأنى له ذلك .