بسم الله الرحمن الرحيم
تجديد الخطاب الدعوي بين الهوى والهدى
إن الدعوة للتجديد لا تعني الابتداع لان النبي صلي الله عليه وسلم قال في
حديثه الصحيح إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها
أمر دينها، ولهذا فالدعوة إلي التجديد هي دعوة لإحياء هذه السنة ، لكن
بضوابط الكتاب والسنة وفهوم الصحابة والسلف رضوان الله عليهم
إن اصطلاح “الخطاب الدعوى” اصطلاح عصري أستحدث في الدراسات
الحديثة ، فلايسلم به ولايرفض حتى يتبين مقصود من صدر منه .فالخطاب
أسلوب من أساليبلدعوة، بمعنى توجيه الكلام للمدعوين في القرآن الكريم
والسنة النبويةللالتزام بأحكام شريعة رب العالمين . والقرآن الكريم مليء
بالأساليب الخطابية التي تقيم الحجج على المخالفين في كل مواطن أو غير
المخالفين لإقناعهم بقضية ما.هذا التركيب بين ــ الخطاب والدعوة ــ يراد
به توجيه كلام الله تبارك وتعالى لأنبيائه في القرآن أو للأفراد أو للجماعات،
أو تبليغ من الأنبياء لهم فهو دعوة إلى الإسلام وتعلمه والعمل به، فإن كانت
فئة المخاطبينمخالفة فهو يدعوهم إلى الإسلام و إلى ترك الابتداع والشهوات
وقبلهماالشركيات وإن كانت مصدقة فهو يضيف إليهم تكليفاً وتشريعاَ
وتذكيراً…وهكذا. إن هذا التجديد يجب أن يكون بأيدي علماء الإسلام
المعروفين باتباعالسنة والدليل الشرعي لا بأصحاب الفكر والعصرانيين
واسلامي اليوموالجماعات ، فهم أكثر من يدندن حول هذا المصطلح لإفساد
فطر المسلمين فيجبقطع الطريق عليهم من تسخير هذا المصطلح لأهوائهم
في تضليل العالمين كمايجب الحذر من التنازل عن الضرورات والقواعد
الشرعية والمحكمات الدينيةالثابتة، كما يسميها ابن تيمية “الدين الجامع”.
الدين له ثوابت لا مساس بها ولا تنازل، ولكن أساليب توصيلها للمدعوين
تتغير في أسلوب عرضها، مع الحذر من الوقوع في بدع الوسائل كالموالد
بزعم الإصلاح وإسماع من لا يحضر الجمع والجماعات سيرة سيد
المرسلين لى الله عليه وسلم والذكر وغيره مما يسوغه الشيطان
أوبالأناشيد المسماة إسلامية التي زهدت في سماع القرآن الكريم وغيرها .
فعرض الثوابت في الخطاب الديني يختلف في اساليبه من زمن لزمن آخر
ومنبيئة لأخرى ومن قوم لغيرهم، كما يتضمن الدين بعض متغيرات تقبل
التجديدوالاجتهاد لكن في حدود نصوص الشريعة وفهوم السابقين من
الصحابة والسلف رضوان الله عليهم .ومن الخطأ أن يقال علينا -نحن
المسلمين- أن نغير خطابنا بأنفسنا ومنمنطلقاتنا ! إلا إن قصد به أن مرجع
ذلك إلى العلماء الربانيين حتى لانقعفي الزلل والخلل والابتداع لالزبالة
الكافرين وحثالة العصرانيين ومسلمي الخرافة والموالد والقبورفقد بلغ
التردي في هوة الاعتذار والتبرير مداه لما امتطى هذا المصطلح التنويريون
وإسلاميو اليوم فأصبحنا نجد أن جوانب عديدة من الشريعة وخاصةمن
ثوابته كالولاء والبراء مع الكافرين وأهل البدع المحرفين لهذا الدينيجري
تجاهلها بل وإسقاطها من بنية الخطاب الدعوي التجريدي عندهم نفسهكسبا
للبقاء في مقدمة الموجهين للمحافظة على بقاء فكرهم وتوصيله بطرق أخرى
ولو على حساب الدين ومنهم يكون خوفا من أن لا تعجب الأجانب
وتصبح عرضة لتوجيه اتهامات جديدة ـ، فلا بد من إرضائهم لأنهم القوة المناسبةلفرض دعوتهم على الناس .
وإليك كلام أهل العلم حول هذا المصطلح :
(الشيخ صالح الفوزان والشيخ والشيخ صالح اللحيدان والشيخ صالح ال الشيخ بالصوت ومفرغأ )
http://www.akssa.org/vb/showthread.php?t=1045
عبدالرحمن الفيصل