بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فما بين وقت وآخر يندس مندس بين صفوف أهل السنة أو ينتكس منتكس-والعياذ بالله- فيخفى حاله حيناً من الدهر، على بعض أهل السنة، ولكن بحفظ الله لدينه، وسنة رسوله ﷺ لابد أن يظهر حال ذلك المندس أو المنتكس، والناس يختلفون ويتفاوتون في اكتشاف حال ذلك المندس أو المنتكس، ما بين متقدم ومتأخر، لكن الله -بقوته وفضله- في نهاية المطاف يحفظ السنة وأهلها ويطهرهم ممن يريد تغيير السنة أو إفسادها، بل يفضحهم ويهتك أستارهم، قال الشيخ عبدالسلام بن برجس رحمه الله: “فأهل السنة مهما اندس بينهم مندس ومهما تزيا بزيهم ماكر، فإن الله سوف يهتك ستره ويفضح أمره”.
https://x.com/hamadalateq/status/1709140612950216844?s=46&t=_9At6asBDfzeysYLWGQ_og…
ومن هؤلاء اليوم من يمكن تسميته بـ #خليفة_عبدالرحمن_عبدالخالق فإنه على خطاه يسير حذو النعل بالنعل. تأملوا كيف ظهر ابن عبدالخالق وخليفته بين السلفيين؟ا وكيف انتهوا؟! ظهر ابن عبدالخالق: بترك الإخونجية واعتناق السلفية مع العناية بالتوحيد والرد على التصوف والقبورية. لكنه انتهى: بتفريق السلفيين عبر أموال جمعيته، وزرع الحزبية بينهم، ثم تعدى إلى ذم السلفيين وشيوخهم، ثم انقلب على عقبيه بمدح الجماعات التي ولدت من رحم الصوفية والدفاع عنها كـ #الإخونجية و #جماعة_التبليغ وانتكس بالائتلاف مع الإخونجية والدفاع عنهم وعن حكوماتهم وحكامهم، وما مات إلا وهو بين أظهرهم كأنه واحد منهم.
ومن عجيب قدر الله في ابن عبدالخالق أن #الإمام_الألباني رحمه الله لما تنبه لانتكاسته مبكراً جمع بينه وبين #سلمان_العودة في جواب واحد وبين أن منهجهما “منهج الإخونجية” ولو تبرأوا منها، كما في المقطع المرفق، ثم كان من خاتمة ابن عبدالخالق أنه ظهر مع سلمان العودة ورؤوس الإخونجية في آخر حياته كمتآلفين وأحباب!! آمنت بالله وبتدبيره وقدرته سبحانه. وأما خليفته فهو من أشبه الناس بطريقته، والسير على خطاه.
انظروا كيف ظهر؟ وأين وصل؟ وكيف سينتهي؟ لقد ظهر بين السلفيين: بالعناية بالتوحيد والرد على المخالفين فيه، ودراسة منهج ابن باز في الردود، ثم ازداد ظهوره بإعلان الخروج من جمعية سلفه ابن عبدالخالق. ولكنه انتكس على عقبيه فوصل اليوم: إلى محاولة تفريق السلفين وتحزيبهم بمسألة العذر بالجهل، ورمي السلفيين بالإرجاء. وصار شغله الهمز في دولة التوحيد #السعودية وولاتها بأنهم يريدون تغيير الدين، واللمز في علمائها ودعاتها، بأنهم مأجورون منتفعون. ثم هوى إلى حمأة الدفاع عن حكومات القبورية والعلمانية وأحزابها وحكامها ودعاتها.
وسينتهي: إن لم تُدركه رحمة الله -والله أعلم- كما انتهى سلفه والعياذ بالله في أحضان المبتدعة.
ختاماً: نصيحة لإخواني السلفيين:
قد يتقدم بعضنا ويتأخر البعض في اكتشاف مندس أو منتكس، فالواجب على المتقدم أن يرفق بإخوانه، ويأخذ بأيديهم ليقفوا على مواطن الخلل عند المندس والمنتكس، مع الصبر والحلم والأناة، حتى يكتشفوا حال المندس والمنتكس، دون تفرق واختلاف، فلا يصح أن نهدم مصراً لنبني قصراً.
كما أن الواجب على من يحسن الظن بفلان ممن يتكلم فيه أهل السنة، أن لا يجعل فلاناً علامة على الحق، كأنه كتاب وسنة، بل الواجب أن ينظر في حال الرجل وطريقته، وأدلة إخوانه، فإن ظهر له الحق فيما يقولون اتبعه وقدمه على هوى نفسه، وإلا فلا يؤخذ أحد بالدعاوى بل بالبينات،
قال ابن تيمية: “وكثير من الناس يزن الأقوال بالرجال، فإذا اعتقد في الرجل أنه معظَّم قَبِل أقوالَه وإن كانت باطلةً مخالفةً للكتاب والسنة، بل لا يصغي حينئذ إلى مَن يردّ ذلك القول بالكتاب والسنة، بل يجعل صاحبه كأنه معصوم. وإذا ما اعتقد في الرجل أنه غير معَظَّم ردَّ أقوالَه وإن كانت حقاً، فيجعل قائل القول سببًا للقبول والرد من غير وزن بالكتاب والسنة. وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : اعرف الحق تعرف أهله، إن الحق لا يُعرف بالرجال، وإنما الرجال يُعرفون بالحق. فكلّ من اتخذ شيخًا أو عالمًا متبوعًا في كلّ ما يقوله ويفعله، يوالي على موافقته ويعادي على مخالفته غير رسول الله ﷺ؛ فهو مبتدع ضال. فإنّ أهل السنة يجعلون رسول الله ﷺ هو الإمام المطلق، الذي يتبعونه في كل شيء ويوالون من والاه ويعادون من عاداه. ويجعلون كتاب الله هو الكلام الذي يتبعونه كلَّه ويصدِّقون خبره كله، ويطيعون أمره كله، ويجعلون خير الهدي والطريق والسنن والمناهج هي سنة رسول الله ﷺ. وأما أهل البدعة فينصبون لهم إمامًا يتبعونه، أو طريقا يسلكونه، يوالون عليه ويعادون عليه، وإن كان فيه ما يخالف السنة، حتى يوالوا مَن وافقهم مع بُعدِه عن السنة، ويعادون من خالفهم مع قُرْبه من السنة”. من جامع المسائل.
فاللهم اهدنا وسددنا وألهمنا رشدنا وقنا شر كل ذي شر وأصلح حالنا ومآلنا.
كتبه حمد بن عبدالعزيز العتيق
في رياض التوحيد حرسها الله ٢ / ٤ / ١٤٤٥هـ