تذكير العقلاء المنصفين ببعض ضلالات قطب الحركيين
لقد شاهد الجميع تلك الحملة الحركية المسعورة، والتي انضم تحت لواءها بعض من نالوا أعلى الشهادات في العلم الشرعي وللأسف، رجالاً ونساء، ولكن هذه الواقعة إحدى الدلائل المتكاثرة على أن تلك الشهادات لاتكسب صاحبهاً علماً فضلاً عن أن تهبه فهماً…
ولن أطيل عليك أخي المبارك، بل سأسرد عليك بعض ضلالات سيد قطب، لتعرف أن من استماتوا في الدفاع عنه بعد معرفتهم بضلاله ملحقون به ولا كرامة..
سئل الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله تعالى في (شرح كتاب فضل الإسلام):
(الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يأخذ حكمهم؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
نعم، ما فيه شك، من أثنى عليهم ومدحهم هو داع لهم، يدعو لهم، هذا من دعاتهم نسأل الله العافية.
وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده عن عقبة بن علقمة قال:
كنت عند أرطأة بن المنذر، فقال بعض أهل المجلس:
ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم!!؟
قال أرطأة: هو منهم لا يلبس عليكم أمره!!
قال: فأنكرت ذلك من قول أرطأة،
قال: فقدمت على الأوزاعي، وكان كشافاً لهذه الأشياء إذا بلغته،
فقال: صدق أرطأة، والقول ما قال،
هذا ينهى عن ذكرهم، ومتى يحذروا إذا لم يشاد بذكرهم؟؟
وإليكم بعض ضلالات قطبهم، وعرّاب غفلتهم[الصحوة]
على وجه الإيجاز، ومن رام التوسع فلينشده في مظانه …
* طعن سيد قطب في نبي الله موسى، ووصفه بأنه مندفع عصبي المزاج…[ التصوير الفني في القرآن صـ 200]
وقد وصف الإمام ابن باز قوله هذا بأنه رِدّة!!
وقال أيضاً في الموضع نفسه(وهنا يبدوا التعصب القومي كما يبدوا الانفعال العصبي )، وقال أيضاً:(وتلك سمة العصبيين)، وقال:(تقابل شخصية موسى شخصية إبراهيم، إنه نموذج الهدوء والتسامح والحكمة!!).
بل ذكر أن العصا لما صارت حية لم يثبت ثبات الرجال!!!
* تكلم بكلام قبيح فاسد في حق نبي الله سليمان مع بلقيس، وكان مما قال:(وسليمان هو ابن داود! صاحب التسع والتسعين نعجة الذي فتن في نعجة واحدة، ومن شابه أباه فما ظلم!!! فهاهو ذا يريد أن يأتي بعرش الملكة قبل أن تجيء وأن يمهد لها الصرح من قوارير !!).. التصوير 172
* له كلام في تفسير سورة الإخلاص نص غير واحد من أهل العلم كالعلامة ابن عثيمين على أنه قولٌ بوحدة الوجود، وهي عقيدة كفرية.. ظلال القرآن 3479/6 4002
* قرر في مواضع قول الجهمية والمعتزلة بأن القرآن من جملة صنع الله، أي: خلقه.. الظلال 2719/5 2328/4
* ذكر أن الإسلام مزيج متكامل من المسيحية والشيوعية، يتضمن أهدافهما جميعاً، ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال!!! معركة الإسلام والرأسمالية صـ 20
وقد صرح العلامة حماد الأنصاري بأن هذا كفر بالله.
* يرى أن خلافة عثمان وعهده كانت فجوة بين خلافة عمر وعلي.. العدالة الاجتماعية صـ 206
* يقرر أن الثورة على عثمان كانت أقرب إلى روح الإسلام من موقف عثمان.. العدالة صـ 189
بل ذكر أنها كانت فورة من روح الإسلام!! صـ 160
وأن الثوار هم(الذين أُشْرِبَتْ نفوسهم روح الدين إنكارًا وتأَثُّمًا) صـ 161
وله طعون كثيرة في عثمان وخلافته يطول المقام بسردها.
* رمى معاوية وعمرو بن العاص بالكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم!! كتب وشخصيات صـ 242
* زعم كذباً وزوراً أن إسلام أبي سفيان كان إسلاماً باللسان
لا بالقلب والوجدان، وقال: وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل!! وذكر أن ملك معاوية كان من وحي الجاهلية،
ولما ذكر توليته لابنه يزيد، قال: مدفوعاً إلى ذلك بدافع لايعرفه الإسلام، دافع العصبية العائلية القبلية، وما هي بكثيرة على معاوية، ولا بغريبة عليه، فمعاوية هو ابن أبي سفيان، وابن هند بنت عتبة… فلا يأخذ أحد الإسلام بمعاوية أو بني أمية، فهو منه ومنهم بريء!!!
وقال: بعد أن خنقت روح الإسلام خنقاً على أيدي معاوية وبني أمية!!
ووصف معاوية وعمرو بن العاص بأنهم من قوم تجمعهم المطامع والمآرب، وتدفعهم المطامح والرغائب، ولا يمسكهم خلق ولا دين ولا ضمير!!
ويقول: ما لمعاوية وهذا الإسلام، وهو ابن هند وابن أبي سفيان!؟
وقال عن أمه هند: وقفت يوم أحد تلغ في الدم، إذ تنهش كبد حمزة كاللبؤة المتوحشة!!
جمهرة مقالات محمود شاكر 989/2 وما بعدها
* كفّر المجتمعات الإسلامية تكفيراً عاماً في نحو عشرين موضعاً من ظلال القرآن، ومعالم في الطريق، والعدالة
ومما قال: ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة!!
الظلال 2122/4
وقال: ذلك أن المسلمين اليوم لايوجدون!! 1634/3
بل نص أن المؤذنين أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة؛ لأنهم ارتدوا بعد العلم!! 1057/2
وحكم بخروج سياسة الحكم نهائيًّا من دائرة الإسلام وتعاليمه منذ عهد المنصور العباسي!! العدالة صـ 168
ووصف المساجد بمعابد الجاهلية 1816/3
ولما سأله علي عشماوي عن ذبائح المسلمين، قال له: دعهم يأكلونها؛ فيعتبرونها ذبيحة أهل الكتاب، فعلى الأقل المسلمون الآن هم أهل كتاب!! التاريخ السري صـ 80
* وصف كلام الله في مواضع بمفردات الموسيقى المتعددة
على سبيل المثال: الظلال 3404/6 3957/6 6/3901 و3902 و3903 و3906
ودعا(الموسيقي المبدع: محمد حسن الشجاعي)و(الفنَّان ضياء الدين محمد؛ مفتِّش الرسم بوزارة المعارف) لمراجعة (هذا القسم وضبط المصطلحات الموسيقية ومصطلحات الرسم والصور) التصوير الفني ص: 106 و114.
بل ووصفه بالسحر!! نظرات في التصوير الفني صـ 44
* قال بقول الجهمية في الاستواء على العرش، وذكر أنه كناية عن السيطرة والهيمنة!! 2328/4 3480/6
* دعا بصراحة ووضوح إلى إحداث الانقلابات، بل جعل ذلك غاية الإسلام العظمى ومقصده الأسمى!! 1451/3
وأشاد بالثورة على عثمان، وثورة القرامطة!! العدالة 223
* لا يأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة.. 4008/6
* لا يعرف المعنى الصحيح لكلمة التوحيد، بل يفسرها بتوحيد الربوبية 2707/5العدالة صـ 182
* قرر في مواضع الاشتراكية المادية، كما في العدالة 91
و 94، معركة الإسلام والرأسمالية صـ 44
* نص على أنه لامانع من وضع نظام دولي يلغي الرق!!
الظلال 1669/3 230/1 2455/4 3285/6
* ذكر أن المسيحية مجرد دعوة للتطهير الروحي، وأن روحها سمحة متطهرة!! معركة الإسلام صـ 56
* ذكر أنه(ما كان الخلاف على مدار التاريخ بين الجاهلية والإسلام وبين الحق والباطل على ألوهية الله سبحانه، إنما كان الخلاف وكانت المعركة على من يكون هو رب الناس) الظلال: 4/1852
* قال: قضية الإيمان يزيد وينقص، قضية من قضايا الفرق، وقضايا علم الكلام، في فترة الترف العقلي، والفراغ من الاهتمامات العملية الجادة!! الظلال 1475/3
* نص على أنه يجوز للدولة فرض ضرائب عامة، وخاصة، ومثل بالمستشفيات والتعليم!! معركة الإسلام صـ43
* وقع في تأويل عدة صفات من صفات الرب سبحانه، انظر طرفاً منها بمصادرها في فكر سيد بين رأيين صـ42
شبهات وجوابها باختصار:
يقولون: سيد قطب تاب وتراجع:
ويقال: أثبتوا تراجعه وبيانه، ثم أي أخطائه تراجع عنها؟ ولم أر أحداً من مريديه يثبت له غير شيء يتعلق ببعض الصحابة، فإن ثبت فأين بقية ضلالاته؟ ثم لو أثبتوا رجوعه عنها جميعاً وهيهات، فنحن لابد أن ننكر المنكر الواقع بين يدي الناس.
وقد نصحه العلامة محمود شاكر وأقام عليه الحجة في مقال نشر بمجلة المسلمون العدد 3 سنة 1371، وهو موجود ضمن مقالاته المطبوعة 989/2
ولم يأبه به قطب، بل رد عليه بمقال سيء جداً، نشر في مجلة الرسالة العدد 977 وتاريخ 1952/3/24
أي قبل وفاة قطب بأربع سنوات وأشهر.
يقولون: هو أديب وليس بعالم!!
ويقال: سبحان الله، هذا أشد وأنكى، كيف يحق لأديب أجنبي عن العلم أن يتجرأ على الحديث في مسائل الشرع، بل في أصول الدين وقواعده!!
وهل من الأدب ورقي الأسلوب أن يتلفظ ببعض مانقلته لك؟
وهل الأديب غير مكلف باحترام الأنبياء؟؟ والصحابة الكرام؟؟
هل الأديب لا يعرف معاني الكلمات التي يقولها؟ ويجهل اللغة التي ينتمي لمدرستها؟؟
وهل هناك نص من كتاب أو سنة يبيح للأديب ما لا يبيحه لغيره؟
وهل قائل هذا يلتزم قوله؛، فيعذر بقية الأدباء والكتّاب؟؟
يقولون: قتل شهيداً!!
ويقال: الحكم بالشهادة ليس لنا، والله أعلم بمن يقتل في سبيله، ثم لو ثبت ذلك فمن أين لهم أن من قتل شهيداً لاينكر عليه خطؤه وضلاله؟ ونحن لا نحكم عليه ولا على غيره بجنة ولا نار، إلا بنص وحجة وبرهان.
ولعل القوم قد غرقوا في بحر الجهل، أو شربوا من خمر الهوى حتى سكروا!! اللهم هداك..
يقولون: أثنى عليه العلماء.
ويقال: هذه كلمة مجملة، فمن تقصدون بالعلماء؟
وهل استمر العلماء على ثنائهم، أو ردوا عليه بعد بيان حاله لهم، كما صنع الإمامان ابن باز والألباني.
وممن رد عليه وبين ضلاله أيضاً من العلماء: ابن عثيمين، واللحيدان، وعبدالله الدويش، والفوزان، والغديان، والعباد، وحماد الأنصاري، والنجمي، والمدخلي، والسحيمي، وصالح آل الشيخ، وغيرهم..
وقد سئل العلامة ابن عثيمين عن بعض مقالات قطب: فأحال على الشيخ الدويش، والشيخ ربيع المدخلي، وهو مسجل بصوته وموجود على الشبكة.
وأحال الشيخ ابن باز على كتب الشيخ ربيع لما طلب منه أن يكتب في الرد على قطب.
وبعضهم يستدل بكلام قديم للشيخ ابن باز في كتاب: تحفة الإخوان، مع يقينهم بأن رده عليه كان بعده!!
ومنهم من ينقل كلاماً لسماحة المفتي، وقد سمعته مرة وقرئ عليه كلام لقطب فقال: هذا كلام رافضي خبيث، أو يهودي لعين!! وهو مسجل وموجود، فعلام يدل هذا!!؟؟
يقولون: شفع له ابن باز لئلا يقتل:
ويقال: هذه شبهة واهية، حكايتها تغني عن نقدها، فما علاقة الشفاعة في قتل رجل ما بتزكيته والدفاع عنه؟
ثم إن الذي شفع، هو الذي بين ورد وحذر، فيا لتناقضهم؟؟
وقد كتب د. عصام السناني كتاباً مفيداً في رد هذه الشبهة بعنوان: براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدعة والمذمة
نقل فيه كلام العلماء، وأجاب عن هذه الشبهة.
يقولون: دافع عنه الشيخ بكر أبو زيد في الخطاب الذهبي:
ويقال: إثبات نسبة هذه الورقة ونفي ذلك لا فائدة منه، فهب أنه كتبها، فقد خالفه الأعلم والأكثر، ومن معه الحجة والدليل،
ثم قد رد على تلك الورقة الشيخ ربيع المدخلي في كتاب نفيس بعنوان: الحد الفاصل بين الحق والباطل.
وعقد مقارنة بين رأييهما الشيخ: سعد الحصين، في كتيب بعنوان: فكر سيد قطب بين رأيين.
ثم يقال: عجيب أمر هؤلاء، يتعلقون بكلام عالم ما، في الوقت الذي يتركون فيه الدليل والبرهان، والأعلم والأكثر،
وتراهم في مسائل أخرى لا يأبهون بكلام العلماء مع ظهور الحق معهم، فهل يعاب على من قال إنهم ذوو أهواء؟؟
وأخيراً فإن من القواعد المقررة أن من طعن في شخص بدليل، فقوله مقدم على من مدحه بناء على ظاهر حاله،
وهو مايعبر عنه أهل العلم بقولهم:
الجرح المفسَّر مقدم على التعديل المجمل..
يقولون: أمر الشيخ ابن إبراهيم بالصلاة عليه:
ويقال: لأنه يراه مسلماً، فهل الأمر بالصلاة على أحد تزكية له، وتبرئة له مما ضل فيه؟ ولا أراكم تلتزمونه مع غيره!!
ثم أثبتوا لنا أن الشيخ قرأ كتبه ووقف على ضلالاته،
وقد صلى رسول الله على ابن أبي بن سلول رأس المنافقين، ثم نزل الوحي بالنهي عن ذلك بعد، فهل تنفعه صلاة رسول الله عليه؟؟
الجواب: لا، كما أن أمر الشيخ بالصلاة على قطب لاتنفعه بعد ظهور ضلاله وانحرافه الشنيع..
ولو زكاه الشيخ تزكية مطلقة، لما نفعه ذلك، إذ العبرة بالدليل، والمرجع إليه عند التنازع.
وبعد هذا كله فقد توارد الحركيون من قديم على المدح والتبجيل والثناء على قطب، مهما قال وفعل، لإن جل أولئك قد تخرج في منظمته الحركية الحزبية، ثم أشعلوا حملة مسعورة قبل أيام للدفاع والثناء، وممن شارك فيها: العودة، والعريفي، والعبداللطيف، وسعد مطر، والطريري، والصويان، والأحمري، والفارس، ورقية المحارب…إلخ
بل قال أحدهم: إن الماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث!!
وأقول: نعم، مالم يتغير بنجاسة، فهو نجس بلا ريب..
فيا ترى: هل يعلم هؤلاء ضلالات قطب؟ أو يجهلونها؟
هل يعرفون منهج السلف في التعامل مع أهل الأهواء والبدع؟ أو يجهلونه؟
لقد طعن بعضهم في الكبيسي وعدنان إبراهيم وحق لهم، فلما جاء قطب خرست ألسنتهم، بل نطقت بالباطل!!
حقاً إنهم حركيون حزبيون، والحزبية مساخة!!
وختاماً:
فهذه نبذة مختصرة، أردت بها تذكير إخواني ببعض ضلالات سيد قطب، ليدافعوا عن سنة نبيهم، وشريعة ربهم، وصحابة رسولهم، وعن عقيدتهم ودينهم،
وأن يدركوا من هو هذا الرجل الذي يدافع عنه الحركيون، ويستميت في الثناء عليه الحزبيون،
وليعلم من كان جاهلاً واقع الحال، فإني أظن كثيرين دافعوا عنه جهلاً بحاله ومقالاته، واغتراراً بمن أثنى عليه وأشاد به، فليتق الله عبد يعلم أنه بين يدي الله موقوف محاسب،
فما عساه أن يقول إن قيل له: أتدافع عمن سب نبي الله، وطعن في صحب رسوله، وكفر عباده، ونفى صفاته وووو؟؟؟
[ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلاً]…
وقد كتب أهل العلم ردوداً على مقالاته، منها ماهو مطبوع، ومنها ماهو على شبكة المعلومات… ومنها:
مقال للشيخ: محمود شاكر، بعنوان: لاتسبوا أصحابي، وهو موجود ضمن مقالاته 989/2
المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال، للشيخ المحدث: عبدالله الدويش.
مجموعة كتب للشيخ العلامة: ربيع المدخلي، ومنها:
أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره
العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم
مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله
الحد الفاصل بين الحق والباطل
فكر سيد قطب بين رأيين، للشيخ: سعد الحصين
كتاب: براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدعة والمذمة
للشيخ د. عصام السناني، راجعه العلامة الفوزان، وقرأه وأثنى عليه الإمام ابن عثيمين..
انتهى بحمد الله،،،
كتبه: حسام بن عبد الله الحسين
الأحد 1433/10/15