ثم ماذا كانت النتيجة ؟


✍️ ثم ماذا كانت النتيجة؟!

كانت كما قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى:

«النتيجة أننا حصدنا الحنظل
وأهلكنا الحرث والنسل
بسبب أننا خالفنا الشرع في قضايا كثيرة وكثيرة جدًا»

وهكذا كل قتال، بل كل عمل يخالف الشرع؛ فإن مفسدته ستكون أكثر من مصلحته ولا بد.

وليس العجب من الوقوع في الخطأ ابتداءً، لكن أن تصر على الخطأ بعد ظهور نتائجه الوبيلة، وعواقبه الوخيمة، ومفاسده العظيمة، هذا هو العجيب! هذا هو العجيب!

عندما يتسبب فعلك بإزهاق أرواح آلاف مؤلفة من النفوس المؤمنة، وتخويف وتجويع وتشريد الآخرين، وتعطيل شعائر الدين، وإهلاك البلاد، وخراب الديار، وإتلاف الأموال، ثم تسمي ذلك (إنجازًا وانتصارًا وإعمارًا)، أليس هذا مصداق قول النبي ﷺ: «إنه تنتزع عقول عامة ذاكم الزمان…يحسبون أنهم على شيء وليسوا على شيء»

[مخالفة الشرع]
أصاب المسلمين ما أصابهم يوم أحد وقتل منهم سبعون صحابيًا فسمى الله عز وجل ذلك مصيبة، وكانت خسارة عظيمة، واليوم مع كل هذا القتل والدمار يسمون ذلك ربحًا وانتصار !

[مخالفة العقل]
هب أن الشرع ما جاء بهذا، أليس خاصية العقل تمييز المصالح والمفاسد، فأين مصلحة ما فعلت من عظيم المفسدة التي وقعت؟!
وأين المصلحة في هذا الخراب الذي جرّ على المسلمين أضعاف أضعاف ما كانوا يحاولون دفعه؟

[مخالفة الحس والواقع]
وإن شئت أن تبعد الشرع والعقل، فماذا نصنع بالحس والواقع، فتسميتك لما حصل باسم (الإنجاز والانتصار) لا يغطي ولن يغطي ما رأته أعيننا من (خراب ودمار)، وهل تستطيع الأسماء أن تغير الحقائق وتبدلها؟!

وهبك قلت أن الليلَ صبـحٌ
أيعمى الناظرون عن الظلامِ ..

نعم.. قد يتضرر العدو ولا يستطيع تحقيق أهدافه أو نيل انتصاره، لكن ذلك لا يعني بحال أنك انتصرت وربحت وحققت أهدافك، مع ذهاب أهلك وديارك ومالك.

[الحقيقة]
أن الحركات الفوضوية اليوم (ما أقامت دينًا..ولا أبقت دنيا)، وما مثلها إلا كمثل من أراد أن يحمي داره من اللصوص فأحرق الدار بمن فيها، وفي النكت المصرية: «اضطررنا أن نضحي بالمريضة والأم والجنين والطبيب لأجل أن تنجح العملية»!
وليت العملية نجحت!

أخيرًا.. قد تخادعون أنفسكم لتبرير أخطائكم، لكنكم لن تخدعوا العقلاء، ولو خدعتم من خدعتم من العقلاء، فلن تخدعوا رب الأرض والسماء ﴿يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون﴾

ونعود فنقول: لا خلاص لهذه الأمة، ولا خير يرجى لها إلا بالعودة الصادقة لشرع ربها، والرجوع إلى العلماء السلفيين الربانيين في كل شأن من شؤونها، ومن أعظمها الجهاد في سبيل الله، والبعد عن الأهواء والأحزاب والعواطف والحماسات، التي لم تجر على الأمة إلا الدمار والويلات.

اللهم رد المسلمين إلى دينك ردً جميلا، وانصرهم اللهم نصرًا عزيزا.

📕 من هنا: الطبعة الثانية لكتاب: الجهاد (مزيدة ومنقحة)
https://t.me/haithamalbiooa/223


شارك المحتوى:
1