حلم الربيع السعودي
من الإسلاميين واللبراليين إلى الإصلاحيين
سلمان العودة وعصام الزامل ووليد أبو الخيركنماذج
حقائق موثقة
الجزء الأول – إعذارٌ وتَبَيُن
بسم الله الرحمن الرحيم
تذكير قبل البداية:
رسالة أخيرة إلى شباب التغيير على أرض الحرمين قبل خروجنا للمظاهرات المنتظرة
معلومات خطيرة تخص الشاب والشابة السعوديين الثائرين تنشر لأول مرة
اقرأها بالكامل قبل أن تندم على عدم قراءتها
من رجل عاش كثيراً من حياته خارج أرضه، وطاف قارات الأرض باحثاً عن الحقيقة والتغيير وناشراً لها.
إلى كل شاب وشابة عاقلين ينشدون الحقيقة والتغيير.
إلى كل شجاع وشجاعة لا يهابون الردى.
ولا يخشون العدى.
إلى كنز الحاضر وأمل المستقبل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
كثير منا يرى حال البلد الذي لا يحتاج إلى برهان، فهل سنقف كالأحجار الجامدة الجوفاء؟!
إلى متى السلبية والسعي وراء الترهات والشهوات التي خدرت الشباب عن دورهم العظيم؟
لماذا لا نعلنها صريحة مدوية: إلى التغيير؟!
إن الشباب من حولنا غيروا العالم، وغيروا الخارطة كما يقال.
فهل سنفعل مثل ما فعلوا؟!
هيا لنحسبها جيداً ثم لنتوكل على الله فهو خير معين ولا خوف ولا وجل فالله معنا.
ستجد التفاصيل عبر هذا الرابط
http://islamancient.com/articles,item,723.html
تلك كلمات لشباب الثورة السعودية المنتظرة –عند الإخوانيين واللبراليين- كلمات تخاطب العقول والقلوب، كتبنها أيام ثورة حنين الفاشلة، أردت التذكير بها قبل الشروع في المقصود.
مدخل:
كان الربيع العربي عموماً والربيع السعودي خصوصاً حلم كثير من الناس -وللعلم المراد بالربيع في أيامنا هذه: ربيع الثوار العرب في إسقاط حكامهم- وقد كان الخوارج، والحركيون من الإخوان أو أتباعهم أو ما تشظى من جماعتهم الانشطارية من أكثر الناشطين على الساحة الثورية، منذ نشأ الإخوان المسلمون، وقد لدغوا بالفشل الذريع من هذا الجحر عشرات المرات ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون، بل كانوا يخرجون من كل تجربة بما هو أسوأ من أختها، ولكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، فمن مشانق عبد الناصر إلى مذبحة حماة، ومروراً بإنقاذ الجزائر، والحزب الوطني السوداني، وغيرها من النماذج التي وئدت في مهدها، أو هرمت قبل وقتها.
وفي هذه الأيام ثار الثوار في العالم العربي عبر بوابة البوعزيزي الذي كان انتحاره –و بئس البداية والفأل- الشرارة التي أوقدت هذه الثورات، وساق لأصحابه قطار الربيع العربي المزعوم، فانطلق القطار من تونس، داهساً تحت عجلاته زين العابدين بن علي، ثم مر على مصر فكان فعله بحاكمها أشد من سابقها، وبسبب نجاح مشروع القطار –كما يزعم أصحابه- تطورت منظومته فسير ثلاث رحلات إلى ليبيا وسوريا واليمن، فكان وصوله إلى طاغوت ليبيا مع بطئه أسرع من رحلته إلى الشام واليمن التي لا يُدرى متى يستقله حكامها.
وفي غضون ذلك كان الربيع السعودي المنشود عند أصحابه بدأ يلوح في أفق أحلام الكثير من الثوار في البلاد السعودية، بعد أن يئسوا من حصوله أو كادوا، وكان ولا يزال الإخوان المسلمون والمـتأثرون بهم من أكثر الذين راودهم هذا الحلم مرات ومرات، وقد استخدم الجناح القطبي والسروري في تحقيق حلمهم رمي الحكومة السعودية –بغياً وعدواناً- بالمكفرات المختلف فيها أو المتفق عليها والتي تخرج من الدين كالحكم بغير ما أنزل الله وكالاستحلال للمحرمات، ظناً منهم أن ذلك من أسرع الطرق لتهيئة الأرضية المناسبة لبزوغ فجر حلمهم المنشود، ولكنهم فشلوا كما فشل آباؤهم المصريون في استمالة الناس لمشروعهم الحزبي والحركي، وقد تولد عنهم في السعودية مثل ما تولد عن أمهم في مصر، فقد تولد عن الأم والبنت مسخ التكفير والتفجير، فسارت الأم والبنت تجاه هذا المسخ في خطين متوازيين وهما: استنكار القتل والتدمير ثم الإعذار والتبرير بطرق شتى منها إلقاء اللائمة على الحكومات وعلى ظلمها وبطشها، ظناً منهم أنهم بذلك قد أمسكوا بالعصا من الوسط، فإن استجوبتهم الحكومات قالوا قد استنكرنا القتل والتدمير، وإن رجع باللوم عليهم أصحابهم الذين فجروا وخرجوا من عباءتهم قالوا قد التمسنا لكم العذر وأنكرنا على الحكومات ظلمها وبطشها، كما قال تعالى عن أمثالهم: (الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة) فلما سقط الإرهابيون وهم خوارج العصر، أُسقط في أيدي شيوخهم من الإخوانيين، وظهر للناس زيف باطلهم، فأضاف ذلك مسماراً آخر في نعش الربيع السعودي المنشود.
في تلك الأثناء كان الطرف الأخر من أهل الفساد والإفساد وهم اللبراليون والعلمانيون، يعملون بجد واجتهاد، للوصول إلى الربيع السعودي لكن بطريقة مختلفة تماماً عبر بوابة جهنم التي فتحوها على المسلمين، وهي التبشير بالنموذج الغربي النتن، في ثقافته الفكرية ، وحياته الاجتماعية، والاقتصادية، بلا استثناء، فأرادوا من المجتمع المحافظ أن ينسلخ من لباس التقوى الذي ألبسه الله إياه، ليلبس لباس الكفر والزندقة والفجور والمجون.
لكنهم كالحركيين وجدوا أنهم في واد والناس في واد آخر، بل ما ازدادوا من الله وعباده إلا بعداً وبغضاً، (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
عندها نفض بعض الإخوانيين والليبراليين أيديهم من أدواتهم التقليدية، التي جربوها وذاقوا مرارة فشلها، فتركوا الراية القديمة الإخوانية أو اللبرالية، وغيروا وفقاً لذلك مصطلحاتهم وشعاراتهم، فقد كان من شعاراتهم بالأمس: الحاكمية والجهاد والبراءة من الكفار، هذا عند الإخوانيين، وأما اللبراليون فكان من خزعبلات شعاراتهم الترويج لفساد الدين وأهله، وعدم صلاحيتهما للقرن الحادي والعشرين.
ولكن ذلك الترك من الإخوانيين واللبراليين لم يكن –للأسف- باتجاه الإنابة والرجوع إلى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح وما عليه العلماء الذين اتفقت الأمة على إخلاصهم وصلاحهم كالإمام ابن باز والإمام ابن عثيمين، بل كان تحولهم من طريقة الإخوانيين واللبراليين التي لم تلق رواجاً بين عامة الناس، إلى طريقة يحسبون أنها ستحشد الجماهير خلفهم، وهذا من عقوبة الله لمن أعرض عن الكتاب والسنة إلى أراء الأحزاب والأهواء، كما جاء عن السلف فيما حكاه ابن وضاح عن أيوب قال: كان عندنا رجل يرى رأياً فتركه فأتيت محمد بن سيرين فقلت: أشعرت أن فلانا ترك رأيه؟ قال: انظر إلى ماذا يتحول؟ إن آخر الحديث هي أشد عليهم من أوله: (يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون إليه) وسئل أحمد بن حنبل عن معنى ذلك فقال: (لا يوفق للتوبة) والعياذ بالله، ويدل لذلك قول الله تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين، وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون).
قال ابن سعدي في تفسير هذه الآية: (يخبر تعالى عن عقوبته البليغة، لمن أعرض عن ذكره، فقال: (ومن يعش) أي: يعرض ويصد (عن ذكر الرحمن) الذي هو القرآن العظيم، الذي هو أعظم رحمة رحم بها الرحمن عباده، فمن قبلها، فقد قبل خير المواهب، وفاز بأعظم المطالب والرغائب، ومن أعرض عنها وردها، فقد خاب وخسر خسارة لا يسعد بعدها أبدا، وقيض له الرحمن شيطانا مريداً، يقارنه ويصاحبه، ويعده ويمنيه، ويؤزه إلى المعاصي أزاً، (وإنهم ليصدونهم عن السبيل) أي: الصراط المستقيم، والدين القويم. (ويحسبون أنهم مهتدون) بسبب تزيين الشيطان للباطل وتحسينه له، وإعراضهم عن الحق، فاجتمع هذا وهذا.
فإن قيل: فهل لهذا من عذر، من حيث إنه ظن أنه مهتد، وليس كذلك؟
قيل: لا عذر لهذا وأمثاله، الذين مصدر جهلهم الإعراض عن ذكر الله، مع تمكنهم على الاهتداء، فزهدوا في الهدى مع القدرة عليه، ورغبوا في الباطل، فالذنب ذنبهم، والجرم جرمهم، فهذه حالة هذا المعرض عن ذكر الله في الدنيا، مع قرينه، وهو الضلال والغي، وانقلاب الحقائق)انتهى كلام ابن سعدي رحمه الله.
لقد ترك الإخوانيون واللبراليون، الرايات القديمة، وغيروا وفقاً لذلك مصطلحاتهم وشعاراتهم، فاستبدلوها جميعاً إلى الراية الإصلاحية والحقوقية، وروجوا للشعارات البراقة التي يسيل لها لعاب جميع المستهدفين وخصوصاً الشباب: كالحرية والديمقراطية وتكافؤ الفرص والحقوق للأقليات والطوائف، وحق المشاركة في صنع القرار، واستقلال السلطات القضائية والتنفيذية، ودفع الظلم، ورقابة الشعب على المال العام، ومكافحة الفساد المالي والإداري…الخ من هذه المنظومة التي تستهوي جميع البشر فضلاً عن السعوديين على اختلاف أعراقهم وأديانهم وطوائفهم.
وكان من أبجديات هذه المرحلة الاتفاق غير المكتوب –حسب علمي- بين جميع الفرقاء بلا استثناء، والذي ينص بفحواه على أن تضع الحرب أوزارها بينهم، إلى أن يتحقق الهدف المشترك وهو سقوط النظام.
لذلك لم يعد من المستغرب أن ترى الشيخ الإخواني (فلاناً) الذي كان يُخوِن الأديب (علاناً) المنسوب إلى اللبرالية، لم يعد مستغرباً أن تراهم يتبادلون قصائد المحبة والصفاء بعد العداوة والبغضاء.
ولم يعد منكراً من القول والعمل أن ترى اللبرالي المريد يكيل المدح والثناء على غريمه بالأمس الداعية الإخواني العتيد، عبر جريدته وقناته.
ولم يعد سراً أن يزور الشيخ الحركي المنتسب للسنة، عدوه بالأمس من شيوخ الشيعة الناشطين، ويتبادل معه ومع قومه الابتسامات العريضة التي تكاد أن تتجاوز أذنيه ويغدون ويروحون متظاهرين بالأخوة أما الكمرات والإعلام.
ولم يعد من العجائب أن ينتفض اللبرالي حدباً على سجن عدوه بالأمس من الإخوانيين.
ولم يعد من الكبائر أن يوقع الشيوخ الإخوانيون الثائرون سابقاً مع جمٍ من اللبراليين على عريضة للمطالبة بدولة الحقوق والمؤسسات، ومن لم يُوقع معهم على نفس العريضة، واصطفى لنفسه ومجموعته عريضة خاصة لم يفته أن يثني على العرائض الأخرى، وصدق الله حين قال فيهم: (بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون).
أوان الشروع في المقصود:
وبعد: لما أعلنتُ عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) عن إصداري هذا، شن الناشط في كل شي –الاقتصاد والعقار والسياسة والاجتماع والاعتقال والمرأة والأقليات- المهندس عصام بن محمد الزامل، شن هو وأتباعه حرباً شرسة واستباقية عليَّ، استخدم فيها وإياهم قاموساً عجيباً من الألفاظ –ليس هذا موضع بيانها- وجيشوا لذلك حشوداً كبيرة عبر طرق شتى، ومنها:
الأولى: إيهامهم للناس أني لا أقر بوجود مشكلة للإسكان، وهذا لم أشر إليه فضلاً عن التصريح به، بل إنني قلت ولا أزال: إننا في هذا البلد حكاماً ومحكومين لسنا بمعصومين، وعندنا نقص وأخطاء ومشاكل، ومنها مشكلة الإسكان والتي يعاني منها أكثر الرعية، وقد أقرت الحكومة بوجود هذه المشكلة وهي تسعى لحلها، فكيف لعاقل أن ينكر وجودها، ولكن الذي لا أقره بل أنكره طريقة التحريض والضغط ولي الذراع التي يحاول بها هؤلاء الثلاثة الإصلاح، وقد سبق أن بينت فساد هذه الطريقة في ردي على الدكتور يوسف الأحمد، كما تجده هنا مرئياً:http://www.youtube.com/watch?v=5EME79OW6eI
وهنا تجده مكتوباً:
اhttp://islamancient.com/play.php?catsmktba=101352
الثانية: إيهامه للناس أني استعدي السلطات عليه، وهي فرية ليست بجديدة عليَّ، مع سقوطها عند كل عاقل، لأن كل عاقل يعلم أني لو أردت استعداء السلطة عليه لما توجهت إلى (تويتر) بل إلى الجهات الرسمية، والعاقل الذي يريد استعداء السلطة على الزامل ليس مضطراً لأن يبوح بذلك لكي يتلقى سيلاً هائلاً من السب والشتم كالذي تلقيته بسبب ذلك.
الثالثة: إيهامه للقراء أني أستعدي وأحرض الناس عليه، وأقول هذه أعجب من أختها، هل يَعدُ المهندس الزاملُ الردَ والانتقادَ لما اختلف وإياه فيه استعداءً للناس، إذن فماذا يسمي ما يفعله هو من انتقاد للسلطات وقراراتها، كانتقاده السلطات لاعتقالها الدكتور يوسف الأحمد حتى قال بالحرف: (كل شخص فرح لاعتقال الشيخ يوسف الأحمد هو إنسان حقير وعديم المروءة ومنحط) فكيف بالذي اعتقلوه؟!، وانتقد الحكم بمعاقبة من قادت السيارة، وسخر من الانتخابات البلدية، وانتقد سياسة السلطات لمعالجة مشكلة الإسكان..الخ إن كان انتقادي له استعداءً للسلطات عليه، فانتقاده للسلطات استعداء أيضاً للناس على حكومتهم وولاتهم من باب أولى وأولى، فأنا لو استعديت الناس على الزامل فلن يتعدى الضرر شخصه الكريم، لكن استعداء الناس على الولاة والحكومة فالضرر يعم البلاد والعباد، وإن لم يكن ما يفعله استعداءً للناس على حكومتهم، فليس فعلي معه استعداءً من باب أولى، فلم هذه الفرية يا مهندس عصام؟!
الرابعة: زعم أنني أُخَوِنه –يعني: أرميه بالخيانة للوطن- وقال في رده على ذلك: (نحن وطنيون أكثر منهم).
وأقول: أرجو الله أن يكون الدكتور سلمان العودة والمهندس عصام الزامل والأستاذ وليد أبو الخير كذلك، وهذا غاية ما أتمنى لهم، لكن ليست الأحكام بمجرد الدعاوى، بل بالبينات والبراهين، فكم من الأعداء يدسون لهذه البلاد وأهلها السم، وينطقون بالعسل.
فالولاء لهذا البلد: المملكة العربية السعودية مرتبط بالولاء لولاته آل سعود من الملوك والأمراء، ولا انفكاك بينهما، فمن يزعم الولاء للملكة العربية فيلزمه الولاء للسعودية المنسوبة لآل سعود، ولا يمكن الفصل بينهما.
لذلك سأحملهم على المحمل الحسن –وإن كان لدي من البينات والوثائق ما يناقض ذلك- وأفترض فيكم القصد الحسن من حب الإصلاح دون قصد الثورة وإسقاط النظام.
دعوة لكل الإصلاحيين:
لذلك أدعو هؤلاء الثلاثة العودة والزامل وأبوالخير وغيرهم ممن يدَّعون الإصلاح والدفاع عن الحقوق، وينفون عن أنفسهم في الوقت نفسه الخيانة للبلد وولاته، أن يقروا بما دلت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم، من:
(السمع والطاعة لولاة أمورنا في العسر واليسر والمنشط والمكره وأثرة علينا وأن لا ننازعهم الأمر إلا أن نرى كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان، وأن من دعا للثورة على ولاة هذا البلد والخروج عليهم فيما دون الكفر فهو مستحق لحكم الله ورسوله الذي قال فيه: (إنه ستكون هنات وهنات –أي: فتن- فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان. رواه مسلم).
فإن أقر هؤلاء بالولاء والسمع والطاعة لولاة الأمر: آل سعود، وما تقدم ذكره، فسأتوقف عن بث ما لدي من البينات والحجج، والتي لا أظنها قد خطرت لهم على بال، وسأكتفي بهذا الجزء، من هذا الإصدار، وإني ممهلهم أسبوعاً على الإقرار بما تقدم، وإلا سأضطر لكتابة الجزء الثاني من هذا الإصدار، والذي هو بعنوان (البينة والبرهان)، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وقبل الختام:
إنني أدعو هؤلاء الثلاثة أن يتعلموا من أهل البحرين من أهل السنة الذين لحقهم شيء من الضيم والظلم، ومع ذلك بقوا على العهد والبيعة التي في رقابهم لآل خليفة، في مواقف لا تجد العين عند رؤيتها بداً من البكاء وهذا منها:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=pUAgEs0j4E8
فهل سيفعل هؤلاء مثل ما فعل هذا الشاب السني، إننا في الانتظار، لا سيما في هذا الوقت الذي يتربص فيه الرافضة بأهل السنة.
وفي الختام:
أوجه كلمة مختصرة لكل الشباب وغيرهم الذين صفقوا وفرحوا بخروج هؤلاء الذين يظهرون الحرص على حقوقنا وإصلاح الأوضاع السياسية والمالية والإدارية بطريقة الضغط الجماهيري وتأليب الرأي العام –الذي يسمى لي الذراع- الذي يشحن النفوس ويهيجها لتكون مستعدة لساعة الصفر: وهي الخروج لإسقاط النظام، أقول لهم: إياكم أن تكونوا كبعض مشجعي الكرة الذين يتطاحنون في المدرجات إلى درجة القتل أحياناً، وينفقون أوقاتهم وأموالهم وجهدهم، ثم تكون الجوائز والأموال والشهرة والأضواء للاعبين دونهم، فللاعبين الجوائز، وعلى المشجعين الجنائز.
وما حال تونس ومصر عنا ببعيد، فقد رحل زيد وجاء عبيد، والحكام هم الحكام، ليس فيهم من شارك في تلك المظاهرات، ولا من قُتل ولده أو زوجه، أو جرح، والفقر هو الفقر، والبطالة هي البطالة، بل دخلت البلاد في حالة من الفوضى، وضعف الاقتصاد، لا يعلم مداه ولا منتهاه إلا الله، ولسان حال العقلاء منهم يقول: (كأنك يا أبو زيد ما غزيت)، حتى سمعت الدكتور سلمان العودة في (البيان التالي) وهو يشبه الثورات بالثمرة التي قد يقطفها غيرك، وقد تُقطف قبل صلاحها، وقد تفسد، فهل لمثل هذا تُرخَصُ الدماء والأرواح؟!!
فيا شباب الحرمين: أربعوا على أنفسكم، واعلموا أنها أغلى من أن تُراق دماؤها وتزهق أرواحها، لسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، وإن السعيد من وعظ بغيره، والشقي من كان موعظة لغيره، أسأل الله أن يجنبني وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم إنه سميع مجيب الدعاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه
مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات
بحي العزيزية وخطيب جامع السبيعي بالرياض
حمد بن عبد العزيز بن حمد العتيق
17 – 11 – 1432 هـ