خطبة صلاة العيد


خطبة صلاة عيد الفطر -مستفادة- 1-10-1443هـ

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا للإسلام، وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ:

فاليوم هو يوم عيدنا أهل الإسلام، يوم فرح وسرور، داخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ» متفق عليه، فافرحوا بتمام صومكم، وتأدية فرضكم، وإباحة الأكل والشرب لكم، وهذه من عاجل البشارة التي جاء بها ديننا الحنيف {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس للعيد أجمل ثيابه، وكان ينظر إلى الحبشة وهم يلعبون بالحراب يوم العيد، وكان الصحابة رضي الله عنهم إذا التقوا يوم العيد يقولون لبعضهم “تقبل الله منا ومنك”، فافرحوا في عيدكم، وكلوا واشربوا، والبسوا، وابتهجوا، وروحوا عن أنفسكم، ووسعوا على أولادكم وأهليكم، كل ذلك فيما هو مباح في دين الإسلام، مبتعدين عن ما نهى عنه الإسلام، شاكرين لله على توفيقه وتيسيره صيام رمضان وإتمامه، {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

تبادلوا التهاني بينكم، صلوا أرحامكم، بروا أقاربكم، وأحسنوا إلى جيرانكم، وتواصلوا مع أصدقائكم، وقروا كبيركم، وارحموا صغيركم، وراعوا ضعيفكم، «وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَنَافَسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا»، لتكن قلوبكم طاهرة، ونفوسكم طيبة، بادروا بالعفو والمسامحة، فارقوا البغضاء والشحناء، أصلحوا ذات بينكم، {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}، «وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ».

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

إن دينكم دين عظيم قال الله تعالى عنه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا}، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، والهداية له أعظم نعمة: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}، من جاء بمراتبه الثلاث فاز وأفلح ونجا، المرتبة الأولى: الإسلام وأركانه خمسة، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام من استطاع إليه سبيلا، والمرتبة الثانية الإيمان: وأركانه ستة، الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، والمرتبة الثالثة: الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك، من قام بهذه المراتب مخلصا لله عز وجل، متبعا سنة النبي صلى الله عليه وسلم، دخل الجنة يوم القيامة بفضل الله ورحمته.

عباد الله:

احذروا الشرك بالله عز وجل بجميع صوره وأشكاله، فإنه أعظم الذنوب وأخطرها، {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}، {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}.

وإياكم والبدع في الدين، {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}، وكان عليه الصلاة والسلام يؤكد هذا في خطبه حيث قال: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ».

واجتنبوا المعاصي فإنها هلاك ووبال، قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21)}، وقال سبحانه: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120)}

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

دين الإسلام دين الرحمة والاعتدال، لا تطرف فيه ولا انحلال، أمر بالاجتماع والائتلاف، ونهى عن التفرق والاختلاف، من اتبع فيه منهج السلف الصالح لزم الصراط المستقيم، وسلم من الفتن، {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}، فحافظوا على دينكم، واجتماع كلمتكم، وأمنكم، كونوا مع ولاة أمركم بالسمع والطاعة بالمعروف، واحذروا من يريد بدينكم وولاة أمركم ووطنكم سوء كائنا من كان، وإياكم ونشر الشائعات والسماع لدعاة الفتن.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر

الخطبة الثانية:

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر

الحمد لله اللطيف الخبير، والصلاة والسلام على البشير النذير، أما بعد:

فيا أيها الرجل: اتق الله وقم بواجبك وافعل الأسباب في إصلاح نفسك، وزوجتك، وأبنائك وبناتك، واعلم أنك مسؤول عنهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه.

ويا أيتها المسلمة: أنتِ الأم، وأنتِ الأخت، وأنتِ البنت، وأنتِ الزوجة، لكِ مثل الذي عليك بالمعروف، وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم النساء بخطبة يوم العيد، فاتق الله في سرك وعلانيتك، حافظي على دينك، وقومي بواجباتك، واحذري مخالفة شرع الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ» متفق عليه، كوني المرأة الصالحة العفيفة، التي تعمل بالحلال، وتترك الحرام، وتتورع عن المشتبهات، تمسكي بما أمر الله به زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وبناته ونساء المؤمنين في سورة الأحزاب، ولا تغرنكِ الشهرة والكثرة، واصبري فإن العاقبة للمتقين، وكوني قدوة صالحة يكتب لك أجرك مرتين.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

حافظوا على الأعمال الصالحة فقد ذقتم حلاوتها وثمارها، ومن جمع بين الإيمان والعمل الصالح طابت حياته في الدنيا والآخرة، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)}.

تقبل الله منا ومنكم، وجعله الله عيد خير وبركة على الإسلام والمسلمين، ربنا اغفر لنا وارحمنا وعافانا وارزقنا، ربنا وفق ولي أمرنا وولي عهده لما تحب وترضى، وارزقهما بطانة صالحة ناصحة يا رب العالمين، ربنا احفظ العساكر ورجال الأمن المرابطين واجزهم عنا خير الجزاء، اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، وآمن روعاتنا، واستر روعاتنا، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 


شارك المحتوى:
0