خطبة قعدة الخوارج وتفجير المساجد
22/10/1436هـ
أحمد بن ناصر آل عبدالله
الحمد لله الذي بفضله اهتدى المهتدون، وبعدله ضل الضالون، لا يُسأل عن ما يفعل وهم يسألون.
لا راد لأمره، ولا معقب لحكمه، وإذا قضى شيئا فإنما يقول له كن فيكون.
أحمده وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أنزهه بها عن ما يقول المبطلون، وأعظمه بها عن ما يقول المشركون.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واهتدى بهداه).
أما بعد أيها الناس اتقوا الله حق التقوى.
عباد الله : إن لكل حدث حديث ولهذا الحدث أحاديث ، الا وهو ما اقض مضاجع الغيورين على الملة والبلاد وأهلها
ومن فيها ، يقف له الشعر ، ويدمى له القلب ، وذلكم
ما حدث يوم أمس من قيام بعض الخوارج بتفجير مسجد قوات الطواري في عسير في صلاة الظهر فاستشهد عدد من رجال الأمن وجرح آخرون نسأل الله أن يشفي مصابهم وأن يتقبل قتلاهم في الشهداء وأن ينزلهم منازل السعداء وأن يسكن أرواحهم الجنة وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان .
عباد الله :قد كنا قبل نتكلم عن قتل المعاهد والمستأمن ، ثم صرنا نتحدث عن حرمة قتل المسلم ، والآن عن قتل المصلين في المساجد .
وهكذا وصلت بنا الحال ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
يقول الله عز وجل : -(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا
عَظِيمًا)
وروى الترمذي والنسائي بإسناد صحيح عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم»
وما هذا العمل الذي قامت به هذه الفئة الضالة الخارجية بجديد، ولا بغريب بل هو سلسة لأعمال إجرامية دأبوا على العمل بها وصورت لهم سفاهة أحلامهم أنها من دين الله.
إن هذا الفكر الخارجي من أخطر الأفكار، وأشدها ضررا على المسلمين ولأجل ذلك كان تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم منه أشد التحذير، وما ذلك إلا أن أربابه لا يكتفون باعتناقهم لهذا الفكر بل، إنهم يرون من تمامه الخروج على المسلمين وإمامهم.
وهذا مما ابتليت به الأمة الإسلامية ، ومما زعزع أمنها وروع سكانها وجعل للكفار عليها السبيل .
عباد الله: إن النتائج لها أسباب ولا بد، وإنّ تبني بعض أبناء المسلمين لهذه الأفكار له أسباب. ومعرفة الاسباب الصحيحة تساعد على العلاج والوقاية وإن من أعظم أسباب الجهلَ بعقيدة السلف الصالح فقد نشأ كثير من الشباب وهم لا يعرفون عقيدة السلف الصالح في التكفير، ولا في السمع والطاعة، ولا في الجهاد، ونحوها من المسائل الكبيرة فسهل اصطيادهم .
فمن الذي أخفى أحاديث السمع والطاعة لولي الأمر ، فلم تذكر على منابرنا ، فضلا أن تشنف بها أسماع ابنائنا في مدارسهم ، عباد الله :الحقيقة مره ، إلا أن ألم الجرح أمر وألظّ .
ما الذي أوصل شبابنا لمثل هذا الفعل أليس هو صرفهم عن مرجعياتهم العلمية الموثوقة الى الحدثاء والقصاص بل والمهرجين ، ومن ثمّ تصدر الرويبضة والذين ما فتئنا حتى رأيناهم رؤوس الخريف الغربي ودعاة ثوراته ، فقلبوا البلاد على أهلها فتنا وقلاقلا .
ومع ذلك نسكت وكأن كائنا لم يكن !
هؤلاء هم والله أولى أن يشرد بهم ويصدع بالتحذير منهم ، دعاة الفتنة القعدية الذين يزينون الخروج على الأئمة ولا يباشرون ذلك”.كما قال السلف ، ويهيجون الناس ويزرعون الأحقاد في قلوبهم على ولاة الأمر ويصدرون الفتاوى باستحلال ما حرم الله باسم تغيير المنكر وهم أخبث فرق الخوارج ، كما روى الإمام أحمد ،اذ الخروج كما قال الشيخ ابن عثيمين يكون بالكلام كما هو بالفعل .
ومن تلكم الأسباب إظهار معايب ولاة الأمر ،في المجالس ،والهمز بالتقصير أو الظلم أو المعيشة بحيث يكون الابن وكل سامع مشحون على ولي أمره ، فأورث في قلبه الحقد الدفين على بلاده وحكومته وعلمائه ووطنه عامة ، فكان على استعداد تام على التكفير والتفجير والاغتيال وبث الرعب وزعزعة الأمن ، وهذا مما يتساهل فيه كثيرون ، مع أنه ايضا من الغيبة بل أعظم الغيبة المحرمة كما قال الشيخ ابن عثيمين .
بل لقد صرَّح بعض السلف أن مجرد ذكر مساوئ الحاكم تؤدي إلى الخروج عليه بالسلاح، فعن هلال بن أبي حميد، عن عبد الله بن عُكَيْم أبي معبد قال: «لا أُعِينُ عَلَى دَمِ خَلِيفَةٍ أَبَدًا بَعْدَ عُثْمَانَ». قَالَ فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا مَعْبَدٍ أَوَ أَعَنْتَ عَلَى دَمِهِ؟ فَقَالَ: «إِنِّي لأَعُدُّ ذِكْرَ مَسَاوِيهِ عَوْنًا عَلَى دَمِهِ».
فخرج نوابت لا يعرف أحدهم صفة وضوئه فكفروا الدولة ثم تدرجوا الى رجال الأمن ، وهذه هي الحال قبل عقدين من الزمان .
فهذا رأس تنظيم القاعدة الهالك ابن لادن هو ممن كفر دولتنا ، بل وقال عن الإمام ابن باز: إنه ممن باع دينه بعرض من الدنيا قليل رغم كبر سنه ) ألم يصرح متفاخرا بأنه المحرض للتفجير في هذه البلاد ، وأن من قاموا بعمليات التفجير من الرجال العظام الذين استجابوا لفتواه .
نتسآءل كيف تحصل هذه التفجيرات وقتل الأبرياء وقائد تنظيم القاعدة الثاني أيمن الظواهري يصرح : (أن سيّد قطب هو الذي وضع دستور التكفيرين الجهاديين) في كتابه الديناميت معالم على الطريق، وأن فكر سيّد كان شرارة البدء في إشعال الثورة ) وسيد في كتابه في ظلال القرآن يعتبر المساجد معابد جاهلية ، وينصح العصبة المسلمة باعتزالها ،فلا نستغرب إذن أن تفجر مساجدنا ، وهو الذي صرح في كتابه لماذا أعدموني بأن سبب شنقه اعترافه بالتآمر لقتل عدد من المسؤولين وتفجير محطة الكهرباء، ونسف بعض الجسور دفاعاً عن حزب الإخوان المسلمين وأعضائه ،هذا الحزب والذي يعتبر أول من ابتكر الحزام الناسف لقتل المسؤولين ، كما صرحوا هم بذلك .
كفى المسلمين شرهم ، وقطع دابرهم ، أقول ما سمعتم وأستغفر الله .
الخطبة الثانية :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد : عباد الله ومن أظهر مناهج خوارج القعدية في بلادنا اليوم كره من يدعو للسمع والطاعةوالتنفير منه ، والتضايق عند الحديث عن هذه المسألة من الدين .
ومن مظاهرهم التنديد بداعش فقط ، والتفريق بين داعش وجبهة النصرة وأمهما المباشرة تنظيم القاعدة والجدة الشمطاء جماعة الإخوان المسلمين في التفريق في الإدانة لفكرهم ، وهذا تفريق بين المتماثلاث ولا يؤدي لحل المشكلة .
ومن منهجهم الخفي تعاملهم مع مثل هذه الأحداث بمذهب النِّفاق كما قعده لهم منظروهم كالصاوي في (الثَّوابت والمُتغيِّرات) جماعة تفجر والأخرى تنكر ،
ومن مظاهرهم التضايق عند التحذير من الخوارج والتبرم من ذلك ، بل لا ترى منهم الا تعظيم رموز التكفير والخروج مثل سيد قطب والمودودي وابن لادن والزرقاوي والمقدسي وأذنابهم في هذه البلاد . وهذا من الأسباب الكبيرة الخطيرة ، والتحريض غير المباشر ومثله: تزكية رؤوس الخوارج القعدية في هذه البلاد الذين نظّروا وقعّدوا للتكفير والخروج على الحكام، والدفاع عنهم وتبرئتهم من الإرهاب جملة وتفصيلاً.
فيا أهل السنة ، أجتهدوا في التحذير والحذر من طريقتهم ؛ حماية للدين من عبث العابثين، وصيانة لحرمات المسلمين من انتهاك المجرمين.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
وصلوا وسلموا على الرسول البشير النذير محمد بن
عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
اللهم صل وسلم على عبدك رسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمان كثيرا.
اللهم وفقنا لإتباع كتابك وسنة نبيك اللهم اجعلنا من المتبعين لسنة نبيك قولا وعملا واعتقادا اللهم انصر من نصر الدين ,اللهم وفق ولاة امورنا لكل خير اللهم وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة .
اللهم اصلح احوال المسلمين اللهم ارحم من مات من اهل الاسلام وجند الايمان وتقبلهم عندك من الشهداء .
اللهم عليك بالخوارج المارقة اللهم انزل عليهم بأسك ,اللهم انزل عليهم بأسك, اللهم لا ترفع للخوارج راية واجعلهم لمن بعدهم عبرة وايه ، اللهم اهتك سترهم
وافضح امرهم ومكن منهم جنود الإسلام .
وقوموا الى صلاتكم .