خطورة فكر الإخوان المسلمين على المجتمعات الإسلامية !!
علامة مصر أحمد شاكر:
«الإخوان المسلمون دعوة إجرامية هدامة ينفق عليها اليهود والشيوعيون»
قد أخذنا على أنفسنا العهد فى بداية العمل بموقع ” حقيقة الإخوان المسلمين ” بألا نتكلم إلا بدليل وألا نصف الإخوان بشيء لم يتصفوا به ولم ينسبوه لأنفسهم , بل نتحرى دائماً أن نوضح حقيقتهم من خلال أقوالهم وأفعالهم الثابتة عليهم إما فى كتابٍ كتبوه هم أو مقالة أو مثبت عليهم صوتياً أو مرئياً , وإن كانت بيننا وبينهم خلافات عقدية ومنهجية إلا أننا تعلمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتق الله فى الكفار المشركين فكيف بالمسلمين وإن كانوا مخالفين ؟
طبيعي من يعتقد في حزبه أنه خير من الصحابة أن يحصر الخير في نفسه، فهذا الارتفاع والتعالي الحركي هو الذي أوردهم الموارد، وحملهم على سوء الظن بعموم المسلمين والحكم على مجتمعاتهم بالجاهلية، ناهيك عن حكمهم على الولاة بالتكفير، قال الشيخ حسن البنا رحمه الله(1): «فدعوتكم – الاخوان المسلمون – أحق ان يأتيها الناس ولا تأتي أحداً، اذ هي جماع كل خير، وغيرها لا
يسلم من النقص»، أعوذ بالله من هذا الغرور، والله المستعان على هذا التعالي ممن فارق الجماعة وشد الرحال للقبور وفوّض معاني الأسماء والصفات. إقصائيون حتى النخاع!!!.
عسكرة المجتمع المدني
الاخوان المسلمون أحكموا التنظير على وجه لو التزمه المسلمون ما صار مسلم الا في فئتهم، فانهم اذا قالوا لا توجد جماعة للمسلمين اليوم، ويجب على المسلم الانضمام لحزبهم والا أثم فقد حصل مرادهم، وخرج الناس من سعة الجماعة الى ضيق حزب الاخوان المسلمين.
يقول د.صلاح الصاوي وهو يتحدث عن الانتماء للأحزاب(2): «ومن تخلف عن الانضمام لمثل هذه الجماعة فانه يأثم كإثمه عن ترك أي فرض أو تكليف شرعي».
فهذا الكلام يؤخذ مضموماً الى قولهم: «جماعة المسلمين غير موجودة»(3)، والى قول الشيخ حسن البنا(4): «وكلمة لابد ان نقولها في هذا الموقف هي انالاخوان المسلمين لم يروا في حكومة من الحكومات من ينهض بهذا العبء، وكلمة ثانية أنه ليس أعم في الخطأ ظن بعض الناس ان الاخوان المسلمينكانوا في أي عهد من عهود دعوتهم مطية لحكومة من الحكومات أو منفذين لغاية غير غايتهم، أو عاملين على منهاج غير منهاجهم».
وهذا تنظير باطل، فالاخوان المسلمون ليسوا جماعة المسلمين لا شرعاً ولا قدراً، فأما قدراً فواضح فليست لهم ولاية في أرض الواقع.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله(5): «ولا يصير الرجل اماماً حتى يوافقه أهل الشوكة عليها الذين يحصل بطاعتهم له مقصود الامامة، فان المقصود من الامامة انما يحصل بالقدرة والسلطان، فاذا بويع بيعة حصلت بها القدرة والسلطان صار اماماً».
ولهذا قال أئمة السلف: «من صار له قدرة وسلطان يفعل بهما مقصود الولاية، فهو من أولي الأمر الذين أمر الله بطاعتهم ما لم يأمروا بمعصية الله، فالامامة ملك وسلطان».
فالاخوان المسلمون ليس لهم ملك ولا سلطان فليسوا ولاة أمر المسلمينوليسوا الجماعة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «اسمعوا وأطيعوا وان تأمَّر عليكم عبد حبشي»، فمن ليس له امرة واضح أنه ليس من ولاة أمورالمسلمين.
قال الحافظ البيهقي رحمه الله (ت: 458هـ) في حديث ولاة المسلمين(6): «أراد صلى الله عليه وسلم خلفاء أو أمراء تكون لهم ولاية وعُدَّة وقوة وسلطة، والناس يطيعونهم ويجري حكمهم عليهم.فأما أناس لم تقم لهم راية ولم تجر لهم على الناس ولاية وان كانوا يستحقون الامارة بما كان لهم من حق القرابة والكفاية، فلا يتناولهم الخبر، اذ لا يجوز ان يكون المُخبَر بخلاف الخبر».
فالأحزاب الدعوية مجرد دعاة الى الله لا أمراء ولا ولاة، فلا يجوز لهم طلب بيعة ولا عهد ولا سمع ولا طاعة من أحد.
فالاخوان المسلمون متربصون بالحكم، مفارقون للجماعة، نسيج وحده، يتصرفون على اعتقادهم أنهم حكومة، وكان واجبهم الدخول في الجماعةظاهراً وباطناً، حقاً وصدقاً، لا كما يقول د.جاسم المهلهل الياسين(7): «امارة القافلة»، ولا كما يقول محمد أحمد الراشد عن حزبه الاخوان المسلمين: «موطن اتخاذ القرار، واختيار الخطة والأسرار».
ولا كما يقول أحد شيوخ الاخوان المسلمين عبدالله ناصح علوان رحمه الله(8):«نتغلغل حتى تأتي مرحلة التنفيذ ولحظة الحسم»، فهذا الحد الفاصل بين أهل السنة الملازمين للجماعة، وبين المبتدعة الحركيين المفارقين للجماعة.
فالدعوة الى الله من اقامة الدروس والمحاضرات وتوزيع الصدقات والزكوات هذا طاعة اذا قصد به وجه الله وسلم من البدع، أما مفارقة الجماعة بحزب ونسيج خاص وطلب الامارة والبيعة لأنفسهم، واعتقاد ألا جماعة للمسلمين، فهذا هو مقدمة الخروج، فالواجب على الدعاة جميعاً الاصلاح ضمن الجماعة، والنقص لا يسلم منه أحد.
مفهوم الجماعة واضح كما سبق في كلام شيخ الاسلام، وقال الطبري رحمه الله مبيناً معنى الجماعة(9): «الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره»، وقال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله(10): «المقصود الجماعة على امام يُسمع له ويُطاع».
فلا تخرج يا عبدالله من رحمة الجماعة الى ضيق الأحزاب، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال(11): «من أراد بحبوحة الجنة، فليلزم الجماعة».
وقال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله(12): «فكن طالب علم على الجادة تقص الأثر، وتتبع السنن، تدعو الى الله على بصيرة، عارفاً لأهل الفضل فضلهم وسابقتهم.
وان الحزبية ذات المسارات والقوالب المستحدثة التي لم يعهدها السلف من أعظم العوائق عن العلم، والتفريق عن الجماعة، فكم أوهنت حبل الاتحاد الاسلامي، وغشيت المسلمين بسببها الغواشي.
فاحذر رحمك الله أحزاباً وطوائف طاف طائفها، ونجم بالشر ناجمها، فما هي الا كالميازيب، تجمع الماء كدراً، وتفرقه هدراً، الا من رحم ربك، فصار على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم».
الطاعة الحركية وكتائب الذبيح
بعد ان ظهر جلياً من خلال ما ذكرناه من أدلة الشرع وأقوال العلماء ان حزبالاخوان المسلمين ليس له أي ولاية شرعية ولا قدرية، بقي ان ننبه أنهم والحال هذه يطلبون من أتباعهم السمع والطاعة فوق ما هو من حق ولاة الأمر، وهذا يدلك على أنه التزام حزبي لا انقياد شرعي.
يقول د.يوسف القرضاوي وهو يتحدث عن جماعة الاخوان المسلمين منتقداً ضعف عنايتهم بالعلم الشرعي(13): «وربما رد بعض الناس ذلك الى عيب في الجماعة، هو: ضعف الاهتمام بالجانب الثقافي أو العلمي أو الفكري فيها، حتىشيخنا البهي الخولي عندما وجهنا في «كتيبة الذبيح» كان أكبر همّه التوجيه الروحي والسلوكي، وهو مهم ولا شك، ولم يكن همّه التكوين العلمي أو الثقافي، ولذا لم يوجهنا الى أي كتاب نقرؤه، أو يكلفنا بأي شيء علمي نقوم به، كانت الفكرة المسيطرة: ان يدربنا على «السمع والطاعة»، فعلينا ان نقول لقادتنا ما قال اسماعيل لأبيه: {يا أبت افعل ما تؤمر} فهو يريد جنوداً مطيعين، أكثر مما يريد دعاة مثقفين».
طبعاً يشير الشيخ الدكتور القرضاوي الى قوله تعالى عن ابراهيم عليه السلام: {يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} [الصافات: 102]».
فاذا كان الأمر عند الحركة «لا ولاء لأي حكومة»، كما قال البنا، والولاء لهم، والطاعة لهم وفق قول اسماعيل عليه السلام: {يا أبت افعل ما تؤمر}، فقد تقوّض النظام، ولم يبق الا الحركة، والله المستعان.
ميكافيلية الحركة
مصانعة الحركة لدول الكفر والتودد اليهم وتقديم أنفسهم على أنهم خيار حاضر للحكم متى ما أراد الغرب ايصالهم لسدة الحكم باتت بوادره واضحة.
ودلالات هذا اللحن الحركي معلومة، فلهم اجتماعات خاصة مع رؤساء الغرب، وقبولهم لوزارتين في أول حكومة صنعها الأمريكان في العراق بعد الاطاحة بصدام حسين معلوم.
والعلماء الصادقون العارفون بحقيقة حركة الاخوان المسلمين يذكرون من لحن الحركة تعاملهم المشبوه مع اليهود، وتلقيهم المساعدات المالية للقيام بعمليات اجرامية.
قال علامة مصر أحمد محمد شاكر رحمه الله(14): «حركة الشيخ حسن البناواخوانه المسلمين الذين قلبوا الدعوة الاسلامية الى دعوة اجرامية هدامة، ينفق عليها الشيوعيون واليهود كما نعلم ذلك علم اليقين».
وهل يحتاج أحد الى برهان تعاونهم مع ايران؟!! فهل المقصود التزام الاسلام أو القيادة والحكم؟!! دولة قوام عقيدتها سب الصحابة وتكفيرهم واعتقاد نقص وتحريف القرآن ما لنا ولها؟!!!.
وهؤلاء استغلوا مسارعة الاخوان المسلمين اليهم في اختراق مجتمعاتنا وتصدير عقيدتهم والتوطئة للهيمنة المستقبلية.
وهل نحتاج الى برهان أعظم مما نشاهده من خروج الحوثيين على الجماعةفي اليمن؟!.
والصنيعة الايرانية في لبنان «حزب الله» مثال صارخ لحكومة الظل والاختراق على الأساس الطائفي، فهي نسيج وحده لطائفة واحدة.
ايران لا تدعم فلسطين الا لتهيمن عليها مستقبلاً وتصدّر عقيدتها، وأحداث غزة خير برهان على ما نقول.
فايران اختارت التفرج على غزة طوال عدوان اليهود عليها مع امتلاكها ترسانة مهولة من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، والغواصات النووية، والطائرات المقاتلة، وأصناف الأسلحة الأخرى المتنوعة التي مقصود ايران من ورائها الهيمنة على الخليج لذلك يطالبون بالبحرين. فايران طوال تاريخها لم تدعم فلسطين، الآن لما سارعت اليها حماس دعمتهم لتصدّر ثورتها الى فلسطين، وليكون لها موطئ قدم لنشر عقيدتها.
هذا الدعم الايراني في الحقيقة عود على الفتح العمري بالنقض. فكيف ننسى ان فلسطين أدخلها في الاسلام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وحكومة ايران تكفره؟!!.
فهل نستيقظ من هذه الغفلة؟!!.
كفى معاندة للحق أبرؤوا الذمة
الاخوان المسلمون كَفَّروا الولاة والشعب والوالدين وأراقوا الدماء باغتيالاتهم الفاجرة، كان واجبهم تصحيح الأخطاء، والتوبة من التكفير الذي حكينا شهادة الاخوان أنفسهم عليه، لتبرأ ذمتهم أمام الله، لكن مع الأسف تنظيم الحركة وقيادته اختارت معاندة الحق والاصرار على الباطل.
فقد نشرت صحيفة الوطن بتاريخ 21 شوال 1428هـ عن الأمين العام لجماعةالاخوان المسلمين بمصر د.محمود عزت قوله: «ففي عام 2005م أثيرت قضية كتابات سيد قطب سواء من خلال بعض التصريحات لعدد من الاخوان أو في المقالات التي كان يكتبها عدد آخر بل وحتى من مذكرات شخصية من عدد من الاخوان، فيها ان هنالك كلاماً للأستاذ سيد يكفر فيه المجتمع باعتباره مجتمعاً جاهلياً، وأن هذا الكلام كان له تأثير على جماعات أخرى غير الاخوان أدت الى انتهاجها منهج العنف، وعندما ناقش مكتب الارشاد هذه القضية قرر احالتها لقسم التربية، حيث انه القسم المهتم بفكر الجماعة، وللاخوان الذين عاصروا سيد قطب، وخاصة الذين تعاملوا معه بشكل مباشر، وبعد دراسة مستفيضة للموضوع وافق مكتب الارشاد، وأعلن المرشد العام محمد مهدي عاكف موقف الجماعة، حيث قال: ان كلام سيد قطب لم يخرج عن فكر الاخوان».
فهذا الاقرار هو اصرار على التجديد للفكر التكفيري، فهو اصرار على اذكاء التطرف والتكفير، وخطورته أننا نعيش أحداث عنف في الجزائر والسعودية وغيرها.
فبسبب هذا التجديد للفكر التكفيري لسيد قطب نجد ضرورة تحذير الشباب من هذا الفكر.
كما ان تصريح د.محمود عزت يكشف حقيقة تصريحاتهم التخديرية التي تطلقها الحركة في بعض المناسبات من ترك العنف والتكفير.
مفاصلة المجتمعات والحكومات الخليجية
لا يختلف الاخوان المسلمون في الكويت كثيراً عن الاخوان في مصر، ويتفق التنظير بينهم في مفاصلة المجتمعات والحكم عليها بالكفر والعياذ بالله.
يقول د.جاسم المهلهل الياسين(15): «ان جموع الشباب ورجالات الدعوة – على الأقل في دائرة الدول الخليجية – ليسوا مهيئين في تربيتهم الحالية على العيش وفق مقتضيات العهد المكي الذي يمثل في حقيقته المفاصلة ومستلزماتها، من الصبر والثبات والله المستعان».
الله المستعان على تنظيرك واعتقادك!!!.
أتعي ما تقول؟!!!!!.
عهد مكي!!!.
من هم الكفار؟!!.
من هو أبو جهل وأبو لهب؟!!!.
مفاصلة المجتمعات الخليجية؟!!!.
يا دكتور الخليجيون ايمانهم ودينهم خير من الاخوان المسلمين.
يعني متى ما يصير عند جموعك وشبابك صبر وثبات ستفاصل المجتمعات الخليجية!!!.
تعوّذ من الشيطان وكفاك سوء ظن بالمسلمين وتراجع عن تنظيرك. الآن أظنك عرفت لماذا قال لك أميرنا الشيخ جابر الأحمد رحمه الله: «أنا أحب شعبي».
لحن الحاكمية
الشرع ملزم للجميع الراعي والرعية، أما الزام الحكام فقط بالشرع، وعدم استعمال المعيار نفسه بتغليظ الأحكام نفسها مع غير الولاة، فهذا برهان الهوى والتشهي، وهو من التنكب لشريعة الرحمن. فالواجب على الحركة والأحزاب الدعوية كلها التحاكم الى الشريعة، خصوصاً في أمور الاعتقاد ومسائل الايمان، قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله(16): «وكذلك التحاكم في المناهج التي يسمّونها الآن: مناهج الدّعوة، ومناهج الجماعات هي من هذا الباب، يجب ان نُحكِّم فيها كتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، فما كان منها متمشياً مع الكتاب والسُّنَّة فهو منهج صحيح يجب السير عليه، وما كان مخالفاً لكتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم يجب ان نرفضه وأن نبتعد عنه.
ولا نتعصب لجماعة أو لحزب أو لمنهج دعوي، ونحن نرى أنه مخالف لكتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، يجب ان نرفضه وأن نبتعد عنه.
ولا نتعصب لجماعة أو لحزب أو لمنهج دعوي ونحن نرى أنه مخالف لكتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالدعاة منهم من هو داعية ضلال.
فالذي يقصر هذا التحاكم الى الكتاب والسُّنَّة على المحاكم الشرعية فقط غالط، لأن المراد: التحاكم في جميع الأمور وجميع المنازعات: في الخصومات، وفي الحقوق الماليّة، وغيرها، وفي أقوال المجتهدين، وأقوال الفقهاء، وفي المناهج الدعوية، والمناهج الجماعية، لأن الله تعالى يقول: {وما اختلفتم فيه من شيء} [الشورى: 10]، و{شيء} نكرة في سياق الشرط، فتعم كلَّ نزاع، وكلَّ خلاف في شيء، سواءً في الخصومات، أو في المذاهب، أو في المناهج، وفي أقوال الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والقدرية».
والآن بعد أن وصل الإخوان لسدة الحكم في تونس، ويوشكون في مناطق أخرى، تنكروا لشريعة الرحمن، فصار التنظير العام للحركة علمانيا وليس إسلاميا، كما قال القرضاوي والسويدان «الحرية قبل الشريعة»، وحركة النهضة الإخوانية التونسية رفضت أن يكون الإسلام مصدرا أساسيا للتشريع، فضلا عن أن يكون مصدرا وحيدا للتشريع، فليت الإخوان المسلمون يطبقون قوله تعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [المائدة: 44]، على أنفسهم قبل أن يطبقوها على غيرهم.
التترس الحركي
تنظيرات الاخوان المسلمين خصوصاً الأخ د.جاسم الياسين عجيب صعب استيعابها، أشبه ما تكون بشطحات، ولهذه الشطحات قبول لدى حزبهم، لأنه من معهود الحركة ولحنها.من ذلك فتوى د.جاسم المهلهل الياسين العجيبة في جواز دخول أعضاء حزبه البرلمان الكويتي، حيث شبه دخول أفراد حزبه البرلمان الكويتي بدخول حصون الكفار، قال د.جاسم المهلهل: «فقد سئل رحمه الله – يعني ابن تيمية – عن الكفار المتحصنين في حصون على ثغور المسلمين، يعمدون الى الاغارة على بيضة المسلمين، سينهبون ويقتلون ثم يتحصنون بحصونهم، ويتدرعون بأطفالهم وشيوخهم وبأسرى المسلمين، فكيف نصل اليهم؟.
فأجاب رحمه الله بجواز قتل المسلمين المتترس بهم، مع ان قتلهم حرام، لأنه لا يمكن الوصول الى حماية أرض الاسلام وتدمير حصون الكفر الا عن هذا الطريق!!»(17).
هذا الجنوح في التنظير لا أعرف أحداً سبق د.جاسم المهلهل في انزال فتوى التترس التي أفتى بها شيخ الاسلام ابن تيمية على واقع البرلمان الكويتي!!!.
فمن هم الكفار؟!.
ومن هم الأسرى الذين أسرهم الكفار؟!.
وأما حصون الكفر فأحرى الناس بتعيينها هو المنظر د.جاسم المهلهل!!!.
أما من يدمر حصون الكفر فيتعين فيمن يعتقد هذا التنظير.
لحن النقاء الحركي
الاخوان المسلمون ينادون على أنفسهم بالتزكية، وهم في مقام يرون مرشدهم العام (حسن البنا) أفضل من الصحابة، ومع هذا الغلو في تزكية أنفسهم فانه ما ان يخالفهم مخالف في عقائدهم ومناهجهم المخالفة للكتاب والسنة الا ابتدروه بالسب والثلب، وسبب ذلك يرجع الى نقص دينهم وضعف ايمانهم، وانحطاطهم الأخلاقي، فان الايمان، وحسن الخلق، وأصالة المعدن تزجر صاحبها عن السقوط في هذا المرتع الوخيم، ولأن الاخوان مبتدعة لا تسعفهم أدلة الكتاب والسنة الى اقامة أركان بدعهم فيفزعون الى السب.ولا أدري كيف يريد الاخوان اقامة «الخلافة الاسلامية»، وهم عاجزون عن اقامتها في أبسط الأمور، وهو أدب الخلاف، الذي طالما كتبوا فيه المصنفات وحشدوا فيه الأدلة وأقاموا فيه المحاضرات، فكأن الأمر مجرد تنظير، أو بهرجة لاستقطاب العامة بدعوى «حسن الأخلاق»، وهم لا يعملونها الا مع من هو طوع التبعية لحزبهم، أو من هو مغفل عن ضلال بدعهم وانحراف منهجهم.
والاخوان المسلمون عدوانهم بالسب والثلب والطعن لم يقتصر على مخالفهم فقط، بل مالوا على الشعوب الاسلامية فضلاً عن الولاة تكفيراً وتبديعاً وتفسيقاً.
فسيد قطب يصف المجتمعات الاسلامية كلها بـ«الجاهلية»، والغريب أنه أطلق هذه الأحكام في «الستينات» يوم ان كانت مجتمعاتنا الخليجية غاية في التدين والصلاح.
والغريب ان قيادة «الاخوان» التي يفترض فيها ان تكون صفوة الجماعةتفاخر في كتبها بمعاصيها كتضييع صلاة الجمعة والعصر على التوالي من أجل «السينما»، وتفاخر باللعب واللهو في المراقص، ثم يميلون وهم بهذه الصفة على المجتمع وكل من يخالفهم بالسب واللمز والغمز والطعن.
وكان واجبهم لو ابتلوا بشيء من المعاصي ان يستتروا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل أمتي معافى الا المجاهرين» متفق عليه، ولكنهم مع الأسف ينشرون تلك القبائح في كتب ومصنفات على أنها «مذكرات»(18).
الخاتمة
بعد هذا العرض المختصر المبسط لمنهج حركة الاخوان المسلمين يدرك كل عاقل ان نبتة التكفير في عصرنا هذا أساسها حزب الاخوان المسلمين.
كما يتبين القارئ خطورة منهج الحركة في مفارقة الجماعة والتغلغل والتمسكن لحين التمكن.
فنحن نتعامل في الظاهر مع غطاء الحركة والصفوف الأمامية لها، أما باطن الحركة وحرمها فهذا حصن مستتر، وقانا الله شر ما يخفون.
الحركة مازالت مصرة على معاندة الحق والاصرار على الباطل، وما يطلقونه من تصريحات تخديرية كقولهم: «نحن لسنا خصوماً للحكومات»، فهو كما يسميه د.جاسم المهلهل الياسين: «تبريرات مضمرة، وأسرار لا يسوغ كشفها».
فأعوذ بالله من حركة الأسرار.
والحمد لله رب العالمين.
الشيخ حمد العثمان
الهوامش:
**********
(1) مذكرات الدعوة والداعية ص 232، بواسطة «رفقا أهل السنة بالسنة» ص 5.
(2) مدخل الى ترشيد العمل الاسلامي في مسيرة الجماعات الاسلامية ص 72، بواسطة «القطبية هي الفتنة» ص 62.
(3) الطريق الى جماعة المسلمين ص 10.
(4) الطريق الى جماعة المسلمين ص 361 – 362.
(5) منهاج السنة (527/1).
(6) دلائل النبوة (523/6).
(7) صناعة الحياة ص 113 – 116 باختصار.
(8) عقبات في طريق الدعاة (368/2).
(9) فتح الباري (7/13).
(10) التمهيد (272/21).
(11) رواه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في لزوم الجماعة (ص 497 – رقم 2165)، وقال حديث حسن صحيح.
(12) حكم الانتماء الى الفرق والأحزاب والجماعات ص 109.
(13) ابن القرية (318/1).
(14) شؤون التعليم والقضاء ص 48، وهذا ذكره بعد قيام الاخوان بمصر باغتيال رئيس الوزراء النقراشي.
وهذا الكلام لا يستغرب فقد صرَّح كمال الهلباوي نفسه ان حزب الاخوانالمسلمين يريد ان يكون كالصهيونية العالمية.
(15) للدعاة فقط ص 188.
(16) أعانة المستفيد (119/2).
(17) للدعاة فقط ص 231.
(18) نحن لا نتتبع عورات المسلمين كما يفعل الحركيون، فهذه مذكراتهم يفاخرون بنشرها، فهم كتبوها ونشروها في حال اليقظة والاختيار بلا اكراه، واختاروا بيعها في الأسواق.