السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،،،،،،،،،، أما بعد:
فإن ما يمر به إخواننا المسلمون في غزة من قتل وتدمير، وتسلط لليهود الملعونين، ليؤلم كل مؤمن، ويعتصر له قلب كل مسلم .
فيا لله ما أرخصَ دمَ المسلم وأهونه .
ويا سبحان الله ما أشدَ وقعَ صور القتلى على النفوس المؤمنة .
فكم من النفوس أُزهقت، ومن الدماء أُثعبت، ومن النساء رملت، ومن الدور هدمت .
وإن جرائم اليهود في فلسطين المغتصبة غير مستغربة من أمثالهم، فهم المنتقصون للباري سبحانه كما قال (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ )
وهم قتلة أنبياء الله قال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )
وهم إخوان القردة والخنازير المحتالون على الله ، قال تعالى (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ )
وإنه بمقتضى الأخوة الإيمانية أن يقوم كل مسلم بما يستطيع، وأن يفزع إلى الله بالدعاء والابتهال ليكشف ما نزل بإخواننا من كربة ومحنة .
وبهذه المناسبة المؤلمة؛ أذكر إخواني المسلمين ببعض الدروس المنهجية من أحداث غزة الفلسطينية :
الدرس الأول /
إن هذا الحدث المفجع يؤكد ما ذكر الله سبحانه عن الكافرين من عدائهم للمؤمنين، وأن الواجب علينا أن نعادي الكافرين أجمعين من يهود ونصارى ومجوس وغيرهم لأنهم كفار، وإذا آذونا وحاربونا ازداد بغضهم بغضاً، خلافاً لما يقوله بعض المخذلين إننا لا نعادي الكافرين إلا إذا آذونا وحاربونا قال تعالى (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) فعداوتهم لنا مستمرة حتى نكون كافرين مثلهم، وقال تعالى (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) فنحن نعاديهم ونبغضهم أبداً، لأنهم كفار إلى أن يتركوا كفرهم و يؤمنوا بالله وحده، لا أن العداء مقتصر على المحارب منهم كما ينادي بذلك بعض دعاة التمييع ( واستمع إلى محاضرة مسجلة بعنوان ” رسائل إلى حركة حماس “.
ومن مقتضى ذلك ألا نتشبه بهم لا في اللباس ولا في غيره، وهذه دعوة لشبابنا لترك الألبسة الرياضية التي عليها أسماء هؤلاء اللاعبين الكفرة ، بل ودعوة للمسلمين أجمعين أن يعتزوا بإسلامهم، وأن ينظروا إلى الكفار نظرة عداء وذل فلا يصح أن يطلق على كافر بأنه أخ لنا كما ذلك بعض دعاة التمييع قال تعالى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) وقال (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)
ومن أعجب العجائب أن ترى بعض المنسوبين للدعوة إلى الله – زوراً – لا يكفرون اليهود والنصارى ، وقد تقرر أن من لم يعتقد كفر اليهود والنصارى فهو مكذب للقرآن المكفر لهم، وهو كافر بإجماع أهل العلم كما ذكر ذلك الإمام ابن تيمية والإمام عبد العزيز بن باز – رحمهما الله –
وللفائدة، فقد ذكر شيخنا ابن باز أنه لا يصح تسمية النصارى مسيحيين.
الدرس الثاني/
أن هذه الاعتداءات المتتاليات، والاستهانة بأنفس المسلمين الزكيات وأموالهم وأعراضهم الطاهرات من أعظم البلاء وأشد المصاب، وقد أخطأ كثير من العاملين في الساحة الدعوية في تشخيص هذا الداء ، وعليه أخطئوا في طريقة علاجه، وقد أبنته في مقدمة كتابي ” مهمات في الجهاد “.
وخلاصة الداء: هو معصية الله، وأعظمه ترك التوحيد والسنة وانتشار الشرك والبدعة بين صفوف المسلمين باسم التصوف وغيره ، وزاد الأمر سوءاً أن خرجت جماعات دعوية تخذل من الدعوة إلى التوحيد، والتحذير من الشرك، وتذيب عقيدة البراء من البدعة وأهلها، قال تعالى (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) وقال (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) فهاتان الآيتان وغيرهما صريحة في بيان أن كل مصيبة، ومنها الضعف وتسلط الكافرين بسبب ذنوبنا .
لذلك العلاج والدواء الرجوع إلى الله كما قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) وهذا وعد من الله، والله لا يخلف وعده كما قال تعالى (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )
ومن الأخطاء الجسيمة، والذنوب الشنيعة، تمكين الرافضة الشيعة بين صفوف أهل السنة لينشروا كفرهم وضلالهم فيغرروا بأهل السنة،
وا عجباً كيف يصح لداعي يدّعي الإصلاح أن يمكّن الرافضة المكفرين لخير الأمة بعد نبيها الصحابة الكرام كأبي بكر وعمر وعثمان ، والرامين أم المؤمنين حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه بالزنى، والغالين في أئمتهم بأن رفعوهم إلى منزلة الله ، كما أبنت ذلك في الرد عليهم في رسالة ” القول المبين لما عليه الرافضة من الدين المشين “
وقد كنت وعظت منظمة حماس وقادتها – هدانا الله وإياهم – وحذرتهم مغبة تمكين الرافضة في فلسطين، والثناء عليهم كما في درس مسجل منشور بعنوان: ” رسائل إلى حركة حماس ” ومن ذلك زيارة خالد مشعل لإيران، ووضع الورد على قبر الهالك الخميني، والقول بأنه الأب الروحي لدعوتهم في فلسطين .
الدرس الثالث/
يجب على المسلمين أن يعرفوا قدرهم وقوتهم، وأن يفرقوا بين حال الضعف والقوة، وأن يعرفوا الأحكام المترتبة عليها، وأن يكونوا واقعيين لا خياليين افتراضيين.
فلا يصح لأحد أن يلزم المسلمين بأحكامٍ لا تناسب حالهم وضعفهم بناءً على افتراض اجتماعهم وتكاتفهم، بل الواجب أن يُعامل المسلمون بواقعهم الحالي ورسول الله صلى الله عليه وسلم هادن وقاتل بالنظر إلى المصلحة من قوة وضعف وغير ذلك ، ولما كان في مكة لم يشرع الله له الجهاد، لأنه كان في حالة ضعف، كما ذكر ذلك أئمة الإسلام ومنهم الإمام ابن تيمية، كما تجد نص كلامهم، وما يتعلق بهذه المسألة في كتابي ” مهمات في الجهاد ” وفي درس بعنوان ” الجهاد بين الغلو والجفاء “.
وكم يتألم المسلم لأنفس المسلمين المزهقة بسبب حماسة غير مدروسة، تزيد من ظلم الكافرين على المسلمين المستضعفين فأصبحوا ضحية كفار غاشمين وهم اليهود وسوء تصرف من بعض المسلمين وهم قادة حماس ، فلا أدري ما موجب إطلاق منظمة حماس صواريخها على اليهود الكافرين الملعونين مع علمهم أنه لا قبل لهم باليهود، وأن هذا يزيد من بطش اليهود بالمستضعفين من المسلمين في غزة، مع كون قادة حماس قد يسلمون، لأنهم لأنفسهم قد احتاطوا، ثم من الغريب إصرار حماس على استمرار الحرب حتى يظن الناظر أنهم ذو قوة وقدرة على سحق اليهود، وما هي إلا بالفاجعة المؤلمة من مجزرة دموية فاجرة.
ومن المضحك المبكي تحجج حماس بأنهم اضطروا لذلك من أجل الحصار، ففروا من ضرر الحصار إلى ما هو أضر وأشد، وهو الجمع بين الحصار ومجزرة دموية .
نعم، إن بقاء اليهود في أرض فلسطين جناية وظلم لا يقر، ويجب أن يخرجوا وأن يرفعوا أيديهم من القدس، لكن هذا الخطأ لا يعالج بخطأ أشد؛ وهو التسبب في سفك الدماء البريئة الكثيرة.
وإني لأناشد قادة منظمة حماس أن يتقوا الله ويعتبروا بأسلافهم من الإخوان المسلمين، وكم سببوا بسبب حماستهم وتهورهم من إزهاق للأنفس كما فعلوا في حماة وماهم عنا ببعيد. وأن يتقوا الله في المستضعفين من المسلمين في غزة؛ من شيوخ ركع، وأطفال رضع، فها هي الدماء قد سفكت، والنساء قد رملت، والأطفال قد يتموا، فما عساكم غير الشكوى تفعلون ، وما عسى إيران الرافضية تمدكم به إلا أن ترمي بالتهم والريب على غيرها من الدول الإسلامية السنية، وما فعائل الرافضة في العراق من قتل لأهل السنة ومسالمة لدولة الكفر إمريكا إلا خير شاهد على فجورهم وأنه لا يرجى منهم عون على اليهود والنصارى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه منهاج السنة النبوية (3 / 377): وكثير منهم- أي الرافضة – يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين، ولهذا لما خرج الترك والكفار من جهة المشرق، فقاتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خرسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين، ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين، وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين، وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم، وكذلك إذا صار اليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم …”.
وها أنتم -يا حماس- قد فتحتم للرافضة الطريق لإفساد عقائد أهل السنة وتحويلها إلى الرفض، وفي المقابل منعتم دعاة السلفية ، بل وثبت قتلكم لبعضهم باسم المصلحة المزعومة .
أسأل الله أن يميتنا شهداء في سبيله ويقر أعيننا بكسر اليهود ، وأسأله بقوته أن يحقن دماء إخواننا المسلمين في غزة وكل مكان، وأن يهدي قادة حماس لسلوك الطريق القويم .