ذكرت ضابط الخارجي، وذكرت من ضمن الكلام المخالفة في أمر جزئي لا يسوغ فيه التأويل، فما هو التأويل السائغ وغير السائغ؟ مع ضرب مثال يوضحها؟


يقول السائل: ذكرتَ ضابطًا للخارجي، وذكرت من ضمن الكلام المخالفة في أمر جزئي لا يسوغ فيه التأويل، فما هو التأويل السائغ وغير السائغ؟ مع ضرب مثال يوضحها؟

الجواب:

يُقال جوابًا عن هذا السؤال: الذي ذكرتُه في الخارجي أنه هو الذي يكفِّر ولو بكبيرة واحدة بتأويل غير سائغ، كما ذكره ابن قدامة في كتابه (المغني)، والنووي في (روضة الطالبين)، والزركشي الحنبلي، وذكر هذا ابن تيمية إلا أنه زاد: بتأويل غير سائغ؛ وذلك -والله أعلم- لأن هناك من المسائل ما اختلف أهل السنة أنفسهم في التكفير بها.

فقد اختلف أهل السنة في تكفير تارك الصلاة، وتكفير تارك الصوم والحج والزكاة، فلذا لو كفَّر أحد بمثل هذا فلا يسمى خارجيًّا؛ لأن له تأويلًا سائغًا، بل إنَّ له تأويلًا، والمصيب له أجران، والمخطئ له أجر واحد.

وكذلك من المسائل ما يشتبه فيها الأمر، فقد يُعذَر المكفِّر به، ويكون تأويله سائغًا، لكن من حيث الأصل كلام أهل السنة كثير في أن من كفَّر بكبيرة فإنه خارجي.

ومن ذلك ما قرره كثير من السروريين في هذا الزمن، أن من استمر على فعل معصية فهو استحلال، فيكون صاحبه كافرًا.

ثم منهم من خصصه بأن يشرِّعه بين الناس، ومنهم من عممه إلى غير ذلك، وهذه العبارات في كلام سفر الحوالي في كتابه (ظاهرة الإرجاء)، وتأثر به كثيرون، وقد منَّ الله علَيَّ، ورددت عليه في كتابي: (تطهير الأرجاء من مخالفات سفر الحوالي في كتابه ظاهرة الإرجاء)، وأسأل الله أن يهدي الجميع لما يحب ويرضى.

340_2


شارك المحتوى:
0