يقول السائل: رجل يضحي كل سنة عنه وعن كل من أخطأ بحقه من المسلمين، يقول: من سببته، أو ظلمته، أو ضربته، أو أخذت من حقه شيئًا، وكل من له حق عليَّ، السؤال هل هذا العمل جائز؟ وهل يجزئ عنه إن شاء الله؟ وإن كان فيه طريقة أخرى للتخلص من حقوق البشرية، كالغيبة والظلم وغير هذا، فأرشدونا إليها؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: إن التضحية والأضحية عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أو عن من أخطأ بحقه إلى غير ذلك، هذا لا يصح، وما جاء في الحديث من أنه ضحى أضحية عنه، والأضحية عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فهذا خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم، كما بين ذلك الطحاوي والمباركفوري وجماعة، والسبب في ذلك أن الصحابة لم يذبحوا أضحية عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
فترك الصحابة لعبادة مع وجود المقتضي وانتفاء المانع يدل على أنه خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن الصحابة لم يتبركوا بأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدل هذا على أن التبرك خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا تصح الأضحية إلا عمن تجب عليهم النفقة أو تستحب، كما ذهب إلى ذلك بعض المالكية وغيرهم.
فلذا؛ لا يصح لأحد أن يضحي عن أحد، إلا إذا كان ممن تجب عليه نفقته أو تستحب.
فإذا تبين هذا، فإن ما يفعله الأخ لأجل أن يتحلل لا يصح، وليس طريقًا شرعيًا، وإنما إذا أراد أن يتحلل إن كان قد أخذ مالًا فإنه يردُّ إليه، وإن كان قد أخطأ فيه بغيبة أو غير ذلك، فإنه يدعو له، ويستغفر له، ويتصدق له، إلى غير ذلك من أعمال البر.
وإذا كان لا يعرف الذي أخذ ماله، فإنه يتصدق له بنية أنه لصاحبه، أما إذا كان يعرفه فلابد أن يُرجِعه إليه.