( رسالة إلى الرئيس السابق محمد مرسي )
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته … أما بعد:
فأسال الله أن تصلك رسالتي هذه وتقرأها قراءة مستفيد وللحق مريد
اعلم أيها الرئيس السابق محمد مرسي إن أهل السنة على منهج واحد يقرون بالولاية والحكم لمن تولى ولو بالغلبة والقوة ، وإن كان مبتدعاً ضالاً .
وهذا ما أعتقده تجاه ولايتك أنها ولاية شرعية، بل قد تستغرب أني لا أرى عزلك جائزا في الشرع ؛ لأن حكمك استقر وثبت ، وإن كنت فرحاً بعزلك وتقهقر حزبك لما في توليك وقوة حزبك من ضرر جسيم على الإسلام والمسلمين، وهذا ما بينته الأيام ، فقد عادى الناس الإسلام لما رأوا تلاعبكم وتقلبكم ، وتسلط السذج السطحيون على دول الإسلام الأخرى بالعيب والقدح مغترين بوعودكم وحسن كلامكم .
بل ونسب للإسلام ما ليس منه لما رأى الجاهلون بالإسلام وبكم أفعالكم ، وهم يحسنون الظن بكم .. الخ ما هنالك .
فإن قلت: كيف تفرح بعزلي وهو غير جائز شرعاً .
فيقال -من باب التقريب- : هذا مثل قتل اللص السارق الذي يفرح بقتله ولو كانغير مستحق للقتل شرعاً لكن الفرح لأجل السلامة من شره .
اعلم أيها الرئيس المعزول أن خلعك سنة كونية متوقعة منذ أن فزت بالرئاسةقال إسحاق بن راهويه – وهو من أئمة السلف الماضين – : لا يهولنك الباطل فإن للباطل جولة ثم يتلاشى .( مقدمة الجرح والتعديل ص 342) وقال سحنون : أما علمت أن الله إذا أراد قطع بدعة أظهرها.( ترتيب المدارك (4/ 72 )
فإنك وإن خدعت الناس بالدين وكان هو سبب رواج صيتك وقبولهم لك، إلا وأنه من قلة دينك وحيائك لما توليت أول ما تبرأت من الدين باسم المصلحة ، والعجيب أن أصحابك السذج في دول الخليج دافعوا عنك باسم فقه الأوليات .
ولا أنسى زيارة الدكتور خالد السبت و عبد المحسن الزامل لكم في مصر لمسلمة أفعالك وأفعال الإخوان المسلمين باسم فقه المصالح والمفاسد في النوازل في ندوة مشتركة بينهما.
ثم لا أنسى سعي ناصر العمر لتأليف كتاب في الديمقرطية لأجل التسهيل من ترك تحكيم الشريعة باسم الديمقراطية وللتخريج والتبرير لأفعالك وأفعال الإخوان المسلمين في ترك تحكيم الشريعة.
وأما الحديث عن حماقات سلمان العودة ومحمد العريفي ونبيل العوضي وعبد العزيز آل عبد اللطيف وعبد العزيز الطريفي فحدث ولا حرج . وكذلك حزب النور المصري السروري المتقنع بقناع السلفية فقد أسقطت قناعهم، وخدعتهم، وجعلتهم أضحوكة وشماتة .
وكم أنا شاكر لك على فضح الإخوان المسلمين السعوديين فقد طال تكاتمهم إلى أن توليت ، فسارعوا إلى الثناء عليك وعلى أعمالك وتكبيرها، وفي المقابل انقلبوا على دولتهم دولة التوحيد وصغروا حسناتها الدينية والدنيوية .وصدق الإمام محمد بن عبيد الله الغلابي لما قال: كان يقال: يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة . (الإبانة الكبرى (2 / 272)
بل وحرضوا للثورة في بلادهم وأثنوا على الثورات في العالم الإسلامي كله إلا دول الإخوان مثل تركيا ومثل الثورة عليك فقد استماتوا في نصرتك حتى رجا سلمان العودة أن يكون معك ملك من السماء . ونسي أو تناسى أنه صاحب كتاب ( أسئلة الثورة )
وأصر المسكين محمد العريفي على أن يخادع الشعب المصري باسم الدين في تثبيت ولايتك وحكمك ، وفي المقابل شاد بالثورة في الكويت وجعل حاكمها غير شرعي وصار يحرض على الثورة في السعودية من طرف خفي، بل وجلي باسم المعتقلين تارة وتارة باسم البدون وهكذا.
نعم والله إن حال إخواننا المسمين بالبدون تؤلمنا ، وكذلك نتمنى أنه لم يقع أحد فيما يوجب اعتقاله، والأمر لله من قبل ومن بعد ولكن ليس معنى هذا إفساد أمن دولة التوحيد والسنة .
يا مرسي رئيس مصر سابقاً
لو كنت موفقاً لما تنازلت دينياً بكلماتك المشينة التي زعمت فيها أن عقيدة المسلمين والنصارى واحدة، وأيضاً هونت من حكم شرعي وهو قطع يد السارق وعداء النصارى وهكذا …
بل لو كنت موفقاً لبادرت بنشر التوحيد والسنة وحاولت تربية الناس عليها رويداً رويداً ، ، أما أن تبدأ بالتبري من تحكيم الشريعة باسم المصلحة . هذا خذلان وقلة توفيق .
وفي مقابل هذا كله تفتح الباب للرافضة و دولتهم إيران فتسمح لها أن تدعوا إلى رفضها بمصر هذا والله عين الخذلان وهو عنكم أيها الإخوان المسلمون ليس غريباً فقد كان مؤسسكم حسن البنا داعية تقريب مع الرافضة وداعية إماتة لعقيدة البراء من النصارى ، فحقاً كم كان الإخوان المسلمون الخليجيون ثم السعوديون سذجاً أو متلاعبين لما أرادوا الدفاع عنكم في انبطاحكم للرافضة والنصارى بحجة أنها ضغوط وكأن مؤسسكم حسناً البنا لم يؤصل لكم هذا من قبل.
لكن صدق الله القائل ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
واعلم يا مرسي إنه من الخير لك ترك ولاية مصر لأنك لست أهلاً لها لا ديناً ولا دنيا، بل لعلك لو بقيت ازدادت آثامك وأوزارك باسم المصلحة وانتشر الرفض شرقاً وغرباً .
أتصدق يا مرسي أن أنصارك الإخوانيين في السعودية وغيرها يعيدون أساليبهم المخزية المكشوفة الفاشلة ومنها أنه ليس للناس إلا طريقان إما إسلامي أو علماني كفري . فمن خالفك وفرح بسقوطك فهو علماني عدو للإسلام وهكذا .. وما علم أنصارك أن هذه الطريقة باتت طريقة مكشوفة لا تنطلي على الناس .
اعلم يا مرسي أن هناك وسطاً وهو من لا يرضى بالعلمانية الكفرية ولا بالإخوانية البدعية ويرى أن بعد أهل البدع -ومنهم الإخوان المسلمون- عن الحكم أصلح للدين لأنهم لن يحكموا الشريعة مثلهم مثل العلمانيين ، لكن العلمانيين أهون منهم من جهة وهي أن أفعالهم الضالة غير محسوبة على الدين فيبقى دين الله نقياً من كل تحريف.
أتدري يا مرسي أني لما رأيت فشلك دينياً ودنيوياً وخبث الإخوان عموماً ومنهم الإخوان السعوديون زاد حبي لولاتي آل سعود لأنه لمع بريق نجاحهم دينياً ودنيوياً عند كل منصف فكم أعزوا التوحيد والسنة وحقنوا دماء الناس وحفظوا أمنهم وأعراضهم في بلادهم .
ووالله زاد يقيني بصحة طريقة علمائنا كالإمام عبد العزيز بن باز والإمام الألباني والإمام ابن عثيمين والعلامة صالح الفوزان والعلامة صالح اللحيدان والعلامة سماحة المفتي وغيرهم لما حذروا من المظاهرات والثورات حتى قال شيخنا ابن عثيمين لا يأتي منها إلا الشر
https://www.youtube.com/watch?v=49-CiWHXnXI
وكذلك حذروا من الرافضة ومنهم حزب اللات وحذروا من الإخوان المسلمين حتى جعلهم شيخنا ابن باز من الفرق الضالة المبتدعة
http://islamancient.com/blutooth/124.rm
بل ودعا الله العلامة اللحيدان ألا يتولوا الحكم
http://islamancient.com/blutooth/283.flv
أتدري يا مرسي لماذا علماؤنا موفقون لأنهم بالوحي يتمسكون لا الرأي وأهواء الأحزاب ينصرون كما يفعل مرشدو الإخوان، والمتخبط المفتون يوسف القرضاوي فعليك بعلمائنا لتنجو وتفوز.
أسأل الله أن يهديك للتوحيد والسنة وجميع الإخوان المسلمين وأن يكسر العلمانيين والرافضة بقوته إنه القوي العزيز .
رسالة من محب الخير
الدكتور عبد العزيز بن ريس الريس
25 / 8 / 1434هـ