بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ………. أما بعد ،،،
فقد ضجت الساحة السعودية على كافة المستويات حتى امتدت هذه الضجة إلى بعض دول الخليج كالكويت والإمارات لفتوى فضيلة الشيخ عبد المحسن العبيكان – وفقه الله لهداه – في أن رضاع الكبير الأجنبي محرِّم عند الضرورة ( أي يجعل الأجنبي محرماً لمن رضع منها)
وكان سبب الفتوى إجابة على سؤال سائل، وبعيداً عن كون هذه الفتوى راجحة أو مرجوحة إلا أن الشيخ مسبوقٌ من علماء ماضين كابن تيمية وعلماء معاصرين
والذي دفعني إلى كتابة هذا المقال هو لفت نظر المنصفين عن سبب هذه الضجة الكبيرة على فتوى سبق إليها مثل ابن تيمية حتى غدا الطلاب والطالبات في المدارس النظامية بالمرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية فضلاً عن غيرهم يرددون هذه الفتوى مستنكرين وعلى الشيخ العبيكان غاضبين
ويا لله كم تكاثرت في الصحف من أقلام، وفي الشبكات العنكبوتية من معرفات، للتشنيع على الشيخ العبيكان بسبب هذه الفتوى
وإن الناظر بعين العقل وميزان الإنصاف ليدرك أن وراء الأكمة ما وراءها ، وإنها إحدى ألعوبات الصحويين الحركيين في المجتمع المغتر بهم وبصلاحهم وإلا إذا كان الدافع دينياً فأين هم عن أناس هم من رؤوسهم الحركيين قد سبقوا الشيخ العبيكان في إعلان الفتوى بها، بل وشددوا في ترجيحها مثل الدكتور ناصر العمر المشرف على موقع المسلم والمفتي في قناة المجد في برنامج الجواب الكافي فكان مما قال في موقعه: وتوسط شيخ الإسلام فذهب إلى أنه يجوز إذا وُجدت الحاجة كما حدث في قصة سهلة وسالم، وهذا هو الراجح، فإذا وُجدت العلة وُجد الحكم، ولا دليل على الخصوصية. ا.هـ ( أجاب عليها بتاريخ 18/6/1431 هـ)
علماً أن هذه فتوى قديمة لكن بعد الضجة على العبيكان وضع في الفتوى قيداً جديداً محدثاً شرعاً وهو التفريق بين ما بعد العاشرة وقبلها بلا دليل معتبر ولا سلف من العلماء، وهذا كله لتكون الهجمة على العبيكان محكمة لكن فاته أنه لا زال في موقعه فتوى بصحة الرضاع لمن كان عمرها إحدى وعشرين سنة للدكتور عبد الكريم الخضير – وفقه الله لهداه-
فيا ترى ما موقف الصحويين الحركيين بعد معرفتهم بأن إمامهم الحركي ناصراً العمر أفتى بهذه الفتيا ثم رقعها ترقيعاً مفضوحاً بما لا يصح ترقيعه
هل يا ترى سيتناقلونها في رسائل الجوال ذامين، أم في الشبكات العنكبوتية منفرين، أم في الصحف المقروءة رادين
كلا والله لن يفعلوا كما فعلوا مع الشيخ عبد المحسن العبيكان ولا نصف ذلك بل قد لا يفعلون شيئاً لأن دافع القوم حركي لا ديني ، وتحزبي لا دعوي ، وإلا فليرونا كيف ردة أفعالهم مع فتوى العمر هذه
يا ويلتاه كم سترى من أعذار واهية ومحاولة اختراع الفروق المكشوفة بين موقف العبيكان والعمر، ليبرروا تعاميهم عن فتوى العمر ومما يؤكد أن إنكارهم حركي صحوي أن كثيراً من قادات الحزب الحركي الصحوي، والذي حقيقته سياسي خفي، قد وقعوا في طامات كبرى ومخالفات شرعية عظمى، ولم ينكر عليهم إلا قلة قليلة
فما أكثر طامات سلمان العودة تميعاً في الدين ومع أهل البدع المفسدين حتى صار متغزلاً بالليبراليين، وعن الخلاف معهم من المخذلين
وقد وضحت ذلك في رد صوتي بعنوان
سلمان العودة بين التشديد والتيسير المذمومين
ولتزداد يقيناً بأن الضجة ضجة حركية من ورائها أيدي صحوية خفية انظر إلى سكوتهم المدهش تجاه مخالفات عائض القرني الشرعية من اختلاط بالنساء وإماتة للخلاف مع الرافضة ، كما تجد ذلك موثقاً في درس لي بعنوان : أقوال عائض القرني عرض ونقد
سلوا ناصراً العمر ومحمداً المنجد ما لهم عن القرضاوي والقرني والسويدان ساكتون، وعلى إفسادهم للعوام متعامون ، وعلى هدمهم للمسلمات متغافلون
والواجب على كل داعية حق أن يكون رائده في الإنكار الدفاع عن الشرع أياً كان المخالف بدون تأثيرات حزبية صحوية فإن الولاء والبراء الشرعيين لله وفي الله قال تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُون)
أسأل الله أن يكون هذا المقال إفاقة من رقدة صحوية طويلة لمن أراد الله له الهداية
وأختم بما بدأت به وهو أنه ليس المراد من المقال تقرير رجحان هذا القول أو عكسه، وأنا إلى ساعتي هذه متابع لمن قال إن رضاع الكبير بعد سنتين غير محرِّم ، ولكن المراد الإشارة ولفت الانتباه والأنظار إلى أيدي الحركيين الصحويين الخفية